يعد ملف الكنائس المغلقة “لدواع أمنية” أحد الملفات الشائكة في مصر، الذي لم يتغير فيه شيء حتى بعد قيام ثورتين، خاصة في محافظات الصعيد، فيوجد عددًا من هذه الكنائس التي ظل بعضها مغلقًا منذ الستينات، بأمر المتشددين وخضوع الأمن لهم. وذلك بعد أن قامت وكالة “إم سي إن” برصد الكنائس المغلقة لداواعٍ أمنية بعدة محافظات.
– إغلاق كنيسة الملاك بالرحمانية بقنا
قال القمص باسيليوس كاهن كنيسة الملاك بالرحمانية بقنا، “إن كنيسة السيدة العذراء بالقرية مغلقة منذ عام 1990، وهي عبارة عن دور واحد بناها أحد القساوسة عام 1930 إلا أن الجميع فوجئ بصدور أمر بإغلاق كنيسة السيدة العذراء لدواعٍ أمنية على الرغم من صدور إيصالات الكهرباء والماء والتليفون باسم كنيسة السيدة العذراء وغالبية الساكنين حول الكنيسة من الأقباط ولكن هناك من اعترض على وجود الكنيسة ومازالت مغلقة حتى الآن بالقرية ويصلي الأقباط بكنيسة الملاك ميخائيل ويبلغ تعدادهم حوالي 15 ألف قبطي بالقرية، وفي أثناء فترة الحكم العسكرى عقب الثورة طلب محافظ قنا بيانًا بأسماء الكنائس المغلقة لتوفيق أوضاعها، ولم يشر عمدة القرية من قريب أو بعيد إلى كنيسة السيدة العذراء المغلقة”.
– اعتراض المتشددين على اعادة بناء كنيسة مار جرجس بمركز قوص
وقال الأب دانيال الطيب، كاهن كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بحجازة قبلي التابعة لمركز قوص “إنهم حصلوا على ترخيص بالهدم والبناء منذ أكثر من 23 سنة وعندما حاولوا البناء اعترض عدد من العائلات المتشددة ومنعوهم من البناء وعلى الرغم من الحصول على جميع الأوراق الرسمية والموافقات من الجهات المعنية وعقب الرفض من الجهات الأمنية للدواعي الأمنية تقدموا بدعوى قضائية ضد محافظ قنا ومدير الأمن وقتها في عام 2005 وحكم القضاء الإداري بأحقيتهم في بناء الكنيسة إلا أن الأمن أوقف تنفيذ الحكم لدواعٍ أمنية وعندما حاول الأقباط الصلاة داخل جزء من المدرسة لم يستمر الأمر طويلاً وتم إحراق المكان وبعدها لجأ الأقباط إلى الصلاة في فناء المدرسة بعد أن أقاموا خيمة كبيرة وتم حرقها في عيد الميلاد الماضي”.
– إغلاق كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بإيبارشية نقادة وقوص
وفي عام 1960، أغلقت كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بقرية الخطارة التابعة لإيبارشية نقادة وقوص ولم تفتح حتى الآن.
وقال القمص حزقيال خليل “إن الكنيسة كانت تابعة للأقباط الكاثوليك وأخدتها الكنيسة الارثوذكسية ولايوجد لها منارات أو أجراس وبها مذبح للأنبا بولا والأنبا أنطونيوس فقط”، مضيفًا “أنه منذ أن عرف الدنيا وجد الكنيسة مغلقة والشبابيك والأبواب مبني مكانها حوائط بالطوب ولا توجد بها إضاءة أو مياه لأنها أُغلِقت منذ زمن بعيد لاعتراض الأهالي ويتواجد بقرية الخطارة 102 أسرة قبطية يضطرون للذهاب إلى مدينة نقادة والتي تبعد ما يقرب من 10 كيلو مترات للصلاة، وتبلغ مساحة الكنيسة بالفناء الخارجي 500 متر ولا توجد أي محاولات منذ فترة لإعادة فتح الكنيسة بالوقت الحالي”.
– اعتراض المتشددين على بناء استراحة بدشنا
وفي عام 1990، حاول الأقباط بمدينة دشنا بناء استراحة بجوار مدافن الأقباط فتصدت لهم مجموعات من الأهالي المتشددين لتشككهم في بنائها كنيسة وهدموا جزءًا من المبنى وتوقف العمل بالاستراحة ما يقرب من 25 سنة وكان البناء عبارة عن دور أرضي فقط ومنذ أشهر عاود الأقباط البناء وحاولوا سقف المبنى الذي بنيت أعمدته منذ 25 سنة وتقدم عدد من الأهالي بشكاوى لوقف بناء الاستراحة بل وتعدى عليها الساكنون بجوار المدافن وأزالوا بعض الشدات الخشبية لوقف استكمال المبنى.
– اعتراض المتشددين على بناء منارة كنيسة الأنبا شنودة بدشنا
وفي عام 1996 أراد كاهن كنيسة الأنبا شنودة بقرية أبو دياب التابعة لمركز دشنا وقتها بناء المنارة المتوقف بناؤها منذ سنوات ويتواجد بها عدد محدود من الأقباط واعترض الأهالي على استكمال بناء المنارة وعمل بعض الإصلاحات الداخلية وتجمهر عدد من أهالي القرية أمام الكنيسة وطالبوا بوقف بناء المنارة حتى أن جزءًا من الترميمات بالهيكل والمعمودية استكمل بالألواح الخشبية وكادت أن تنشب فتنة بين أهالي القرية وكاهن الكنيسة لولا تدخل قوات الأمن وقام الأنبا تكلا بسحب الكاهن من القرية في ذلك الوقت.