قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “إنه لابد من توفير الدعم للحكومة العراقية الجديدة ومساعدتها على الاضطلاع بمسئولياتها في صيانة السلام والأمن في العراق ومواجهة المخاطر والتحديات المحدقة به، خاصة المواجهة المصيرية التي يخوضها العراق وبالشراكة مع أشقائه العرب والمجتمع الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي وامتداداته المتشعبة في المنطقة”. وطالب العربي في كلمته الاثنين أمام “المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق” في باريس، “بالإعداد الجيد للمواجهة الشاملة مع ظاهرة الإرهاب والتطرف في كل مكان ومهما كانت التسمية التي تظهر بها”، مشيرًا إلى “أنه لا يجوز ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو عرق أو حضارة”، مشددًا على “ضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الأديان والحضارات والثقافات المختلفة”.
وأعرب العربي عن “تطلعه إلى أن يسهم المؤتمر وبفاعلية في حشد الدعم الإقليمي والدولي للحكومة العراقية الجديدة ومساعدتها على تحقيق الأمن والاستقرار وصيانة الوحدة الوطنية للشعب العراقي بكافة مكوناته ونسيجه الاجتماعي الحضاري المتعدّد”، مؤكدًا “أن الوحدة الوطنية العراقية تشكل الضمانة والركيزة الأساسية لتعزيز قدرات حكومة الوحدة الوطنية العراقية برئاسة حيدر العبادي”.
وشدد العربي على “ضرورة الاستجابة للتحديات التي تفرضها ظروف ومتطلبات المواجهة الشاملة مع الإرهاب، والتي لا يجوز أن تقتصر فقط على الجوانب الأمنية والعسكرية فحسب، وإنما يجب أن تتعداها لتشمل سبل ترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة والمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات والحكم الرشيد باعتبارها مفاهيم تشكل الأسس الضامنة للميثاق الاجتماعي والتعايش المشترك والسلم الأهلي بين مختلف مكونات المجتمعات العربية الغنية بتعددها الحضاري، وذلك دون إقصاء أو تمييز”.
وأضاف العربي “أن ما يحدث للمسيحيين والأيزيديين والتركمان والأكراد والشيعة والسنة وغيرها ليست جرائم ضد أقليات عرقية أو دينية طارئة على بنية المجتمعات العربية وتاريخها، وإنما هي جرائم ضد الإنسانية جمعاء ترتكب بحق مكونات اجتماعية أساسية أصيلة في تاريخ المنطقة العربية وحاضر شعوبها ومستقبلها”.
وأكد العربي مجددًا على “ضرورة الالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية ورفض التدخل في شئونه الداخلية”.