شارك البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان بصلاة مسكونية جمعته ببطريرك القسطنطينية المسكوني مار برثلماوس الأول في كاتدرائية القديس جوارجيوس في الفنار، مساء السبت، بحضور عدد كبير من ممثلي الطوائف المسيحية المختلفة. وطلب البابا فرنسيس من البطريرك المسكوني أن يباركه ويبارك كنيسة روما ثم توجه نحو وانحنى للبركة مقبلًا يد البطريرك برثلماوس الأول.
وقال البابا فرنسيس في كلمته خلال الصلاة “إن الروح القدس هو روح الكنيسة؛ فهو يعطي الحياة ويحرّك المواهب المتعددة التي تغني شعب الله وقبل كل شيء يخلق الوحدة بين المؤمنين: فيجعل من الكثيرين جسدًا واحدًا، جسد المسيح. فحياة الكنيسة كلها ورسالتها متعلقتان بالروح القدس، إذ أنه يحقق كل شيء”.
وأضاف “أن الروح القدس هو روح الوحدة التي لا تعني التطابق. ووحده الروح القدس قادر على تحريك التنوّع والتعددية، وفي الوقت عينه، على صنع الوحدة. فعندما نريد أن نصنع التنوع وننغلق في الخاص والحصري نحمل عندها الانقسام، وعندما نريد الوحدة بحسب المخططات البشرية ننتهي بحمل التطابق والتجانس. ولكن إذا سمحنا للروح القدس بأن يقودنا، فلا يشكل عندها الغنى والتنوع والتعددية خلافًا لأن الروح يدفعنا لعيش التنوع في شركة الكنيسة”.
وأكد “أنه خلال مسيرتنا في الإيمان والحياة الأخوية، وكلما سمحنا بتواضع للروح القدس بأن يقودنا، كلما تمكنّا أكثر من تخطي عدم التفهم والانقسامات والخلافات ونصبح علامة صادقة للوحدة والسلام”.
وبعد الصلاة، تلا البطريرك مار برثلماوس الأول، بطريرك القسطنطينية، كلمة ترحيبية عبّر فيها عن فرحه لاستقبال البابا فرنسيس الآتي “من روما القديمة إلى روما الجديدة” بانيًا بهذا الشكل “جسرًا رمزيًا بين الغرب والشرق”، ومعبرًا عن “محبة رأس الرسل لأخيه، أول الذين دُعوا رسلاً”.
وأشار البطريرك إلى “أن هذه الزيارة هي الرابعة في الزمن الحديث بعد زيارات البابا بولس السادس، يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر، وهي شهادة لإرادة الأب الأقدس وكنيسة روما البالغة القداسة لإعادة الوحدة بين الكنيستين”.