إنجيل هٰذا الأحد من (يو ١٢: ٣٥-٥٠)، وفيه يقدم السيد المسيح تعاليمه للجُموع، فنجد: • أنه هو نور العالم الآتي ليقدم إلى الإنسانية الحياة الأفضل: “… أتيتُ ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل.” (يوحنا ١٠: ١٠)؛ فيتحدث عن “النور”، الذي مِن دونه لا يستطيع الإنسان السَّير، بل تتعثر خَُطواته، أو يفقد طريقه في ظلمة هٰذا العالم. وهٰكذا علينا أن نحفظ كلمات الله ووصاياه، مقتفين آثار السيد المسيح وخَُطواته وتعاليمه في دُروب الحياة فلا نفقد الطريق، متمثلين بشخصه المبارك كما قيل: “فسِيروا ما دام لكم النور لئلا يُدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يَعلَم إلى أين يذهب. ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور.”. • في الحياة يسعى الإنسان لتحقيق آمال وإنجازات ونجاحات، إلا أنه يجب أن يتوقف قليلًا ويرتب أولوياته وَفقًا لِما يرغب في تحقيقه بالأكثر؛ وهٰكذا في الحياة الروحية، إذ يقدم لنا الكتاب مثلًا عن شخصيات آمنت بالسيد المسيح لٰكن خوفها من الفريسيِّين ـ الذين يطردون كل من يعترف به خارج المجمع ـ جعلها لا تُعلن ذٰلك الإيمان، وكان السر في ذٰلك هو: “لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله”. إن في حياة كل إنسان طريقين: أحدهما يهتم بالبشر ويعطيهم الأولوية، والآخر يقدم الله عن جميع أمور العالم؛ والحياة رحلة اختيار، على كل إنسان فيها أن يقرر ما يفعله فيها، وطوبى لمن يجد اختياره في الله! لا العالم أو البشر. • رسالة السيد المسيح نحو الإنسان واضحة، وقد أعلنها في مناسبات متنوعة ومتعددة؛ فكثيرًا ما تحدث عن محبته للبشر وخلاصه للإنسانية: “لأني لم آتِ لأَدين العالم بل لأخلِّص العالم”. أمّا الدينونة، فقد وُضعت في اليوم الأخير: “من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يَدينه. الكلام الذي تكلمتُ به هو يَدينه في اليوم الأخير.”. وهٰكذا صارت الحياة اختيارات: بين السَّير في الظلمة أو النور، بين مجد الناس أو مجد الله، بين السعي نحو الأبدية أو استحقاق الدينونة!
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ