فصل الإنجيل لهٰذا الأحد من (لو 14: 25 – 35) يحدثنا فيه السيد المسيح عن بعض النقاط الهامة في حياة الإنسان الروحية وعلاقته مع الله، منها مركز الله في حياة الإنسان، وتبعيته وتلمذته للسيد المسيح. وهنا يتردد سؤال ما هي مكانة الله في حياتك؟ أين تضع الله في قائمة أولوياتك؟ هل حقًا أنت تلميذ له تتبعه بكل قلبك؟ يقول السيد المسيح: “إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا”. وهنا يتوقف البعض هل يريد مني السيد المسيح أن أكره -“يبغض”- عائلتي ونفسي حتى أكون له تلميذًا وتابعًا؟
قبل الإجابة دعونا نتوقف عند بعض كلمات وتعاليم السيد المسيح. يوصي السيد المسيح تلاميذه بالمحبة التي تماثل محبته لنا: “وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضًا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضًا”. يو 13: 34؛ “هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم”. يو 15: 12؛ بل تخطت وصية المحبة الأقرباء والأصدقاء لتصل إلى محبة الأعداء: “سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: احبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم”. مت 5: 43، 44. وبذلك يكون السيد المسيح قد أوصى بالمحبة الباذلة التي تماثل محبته لنا للجميع حتى الأعداء. أما عن التلمذة وتبعية السيد المسيح فهي تشترط أن يكون الله أولًا.
من خلال تعاليم السيد المسيح التي أوردنا بعض منها نجد أنه يوصي بالمحبة فلا مجال للبغضة في حياة الإنسان المسيحي كما ذكر القديس يوحنا الرسول: “من قال: إنه في النور وهو يبغض أخاه، فهو إلى الآن في الظلمة. من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة. وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة، وفي الظلمة يسلك، ولا يعلم أين يمضي، لأن الظلمة أعمت عينيه”. 1يو 2: 9-11. ولكن يجب أن يكون الله أولًا فحين سُئل السيد المسيح عن الوصية العظمى قال: “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك”. مت 22: 37-39. فأين الله في حياتك؟! بمن أو بماذا ينشغل قلبك عن الله؟! تذكر يجب أن تكون محبتك الأولى لله ومنها تنبع كل محبة للآخرين لأنها حينئذ ستكون محبة: طاهرة، مقدسة، بناءة، تشبه محبة السيد المسيح.