وسط حالة من الفرحة والسعادة والتفاؤل احتفل أهالى قرية الإسماعيلية التابعة لمركز المنيا، بافتتاح ثانى كنيسة جديدة فى القرية فى أقل من عام، وبنيت بالجهود الذاتية بتبرعات أفراد القرية من المسلمين والأقباط.
وأكد أهالى القرية، أنه فى أقل من عام، افتتح الأهالى الكنيسة الثانية تحت شعار “اهدم كنيسة هنبنى اتنين” ، فى رسالة منهم إلى ترسيخ الوحدة الوطنية بين قطبى الأمة من المسلمين والأقباط.
ووسط الفرحة العارمة من الأقباط والمسلمين بقرية الإسماعلية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، تم افتتاح كنيسة مارى جرجس، إذ شارك مسلمو القرية فى أعمال الافتتاح، ومساعدة المسيحيين فى بناء الكنيسة، لتجنب الذهاب إلى القرى المجاورة لأداء صلواتهم وتعرضهم للمضايقات، فكانت الجلسات ،والتخطيط لبناء كنيسة فى قرية الإسماعلية بتصديق من الجميع.
يقول الشيخ إبراهيم أبوالحسين عمدة القرية، إن افتتاح الكنيسة الثانية فى عام واحد دليل على المحبة التى تجمع الجميع، والتعاون المشترك، وأن الجميع نسيج واحد لن يتفرق مهما حدث، لافتا إلى أن الأهالى من المسلمين والأقباط حرصوا على التبرع لبناء الكنيسة وهذه لافتة تعكس مدى الحب بين أهالى القرية.
ولفت أبوالحسين إلى أن هناك محاولات كثيرة لشق الصف، إلا أن جميعها تبوء بالفشل، لأن العلاقات بين نسيج الوطن الواحد تاريخية.
وأضاف إبراهيم أننا مصرون على استقرار البلد، وأن الرسالة التى بعثها الجميع لحظة الافتتاح وجهت إلى قطر تلك الدويلة الصغيرة التى تحاول إيجاد مكان لنفسها، ولكن هيهات فلن ننشق أبدا أو نفترق مهما مولت الإخوان.
أما رجاء جاب الله برسوم مزارع من أهالى القرية، يقول: “اليوم عيد للقرية لا فرق بين مسلمين وأقباط، فصلبان الكنيسة تضىء فى الليل، مع أنوار المساجد فى مشهد يجب أن يراه العالم أجمع، ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية ومسلمى القرية أظهروا تعاونا كبيرا معنا، حتى وصلنا للحظة الافتتاح.
وأضاف أن منازل القرية ليس فيها قبطى ومسلم، الجميع يعيش فى منزل واحد، نفرح معا ونحزن معا، ومن أراد أن يرى المحبة فليأتى إلى الإسماعيلية، تلك القرية الصغيرة التى يسكنها ما يقرب من 20 ألف نسمة ثلثها قبطى.
وأوضح عادل يوحنا موظف أن الديانات السماوية جميعها تحض على الفضيلة وحسن معاملة الآخر، وافتتاح الكنيسة الثانية فى قرية واحدة دليل واضح على أكاذيب الجماعات الإرهابية والدول الأجنبية التى تحاول شق الصف بين العائلة الواحدة.
وأوضح يوحنا أن افتتاح كنيسة مارى جرجس فى قرية صغيرة وسط مشاركات المسلمين من مختلف الأعمار ،يؤكد أننا أسرة واحدة نعيش على أرض واحدة ونطالب أى دولة تحاول تفرقتنا أن تتراجع للوراء.
أما ناجح كرولس أحد الأهالى بالقرية، يقول: “ندعوا الجميع أن يأتى ليرى مشهد تعانق الأنوار فى المساجد والصليب فى الكنيسة، مشهد لا يتكرر مرتين ويدل على المحبة الصادقة، التى تجمع بين أهالى الوطن الواحد .
ولفت إلى أن التعاون والمشاركة الإيجابية التى أظهرها المسلمون فى حماية وبناء الكنيستين يدل على كذب كل ما يتردد من الجماعات الإرهابية حول حقيقة العلاقة بين المسلمين والأقباط على أرض مصر .
وأضاف ناجح أن قرية الإسماعيلية من القرى الصغيرة التى لا يتجاوز عدد الأقباط بها الثلث لكنها مثالا حيا على نقاء العلاقات التى تجمع أبناء الوطن الواحد على الأرض الواحدة.
فيما قال مصدر أمنى، أن الأهالى بالقرية أثبتوا تعاونا كبيرا مع الأجهزة الأمنية فى افتتاح الكنيسة، وكانت بناء على طلبات الأهالى فى توفير مكان للمسيحيين لأداء شعائرهم الدينية.
ولفت المصدر إلى أنه رغم ذلك تم تعيين خدمة أمنية على الكنيسة منعا لمحاولات الدخلاء من إثارة الفتن بين الأهالى الذين يعيشون فى سلام اجتماعى .
وبينما قال سعيد غنوم، أن أهالى القرية عندما وجدوا المسيحيين يصلون فى أماكن غير قريتهم ،بنوا لهم خيمة وعندما حاول البعض الوقيعة بين العائلات اجتمعت القرية بأجمعها وبنوا كنيسة مكانها واليوم كنيسة أخرى لنثبت للعالم أننا يد واحدة.