قال قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الجدية هي أبرز صفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا أن مصر كانت تعاني احتياجًا كبيرًا لتلك الصفة في رئيسها وحكوماتها.
وأضاف قداسته، خلال لقاء تليفزيوني مع قناة “سكاي نيوز عربية”، مع الإعلامية زينة يازجي في برنامج “بصراحة”، أن مصر عبر التاريخ تجسيد لوطن متميز ومتفرد، واستطاعت العودة للمسار الصحيح كل مرة مرت فيها بمصاعب وأزمات.
وأشاد قداسته، بمشروع قناة السويس الجديدة، وموقف الشعب المصري الداعم للمشروع، وتكاتف كل الفئات حول المشروع القومي المبشر، مشددًا على ضرورة القضاء على الأمية والنهوض بالاقتصاد، قائلًا: “المخاطر التي يمكن أن تتعرض مصر لها هي خطر العنف والإرهاب، وخطر ما ينشره الإعلام من أكاذيب قد تستهدف السمعة أحيانًا، وخطر الأمية في التعليم، وخطر التدهور الاقتصادي”.
الجدية أبرز صفات السيسي.. ومصر قادرة على “العودة”
وأكد أن الحفاظ على الهوية المصرية المتمثلة في قيم البلاد الإنسانية والاجتماعية “ضروري”، في ظل “العولمة” التي تمثل الخطر الأكبر على هوية البلاد.
وقال قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، إن حادث ماسبيرو كان خدعة كبيرة من الإخوان للشباب المسيحي، إذ أن الإخوان استدرجوا الشباب لمواجهة الجيش ثم تركوهم، مضيفًا: “فوَّتنا الفرصة على من كان يريد استدراجنا لحرب أهلية بعد فض اعتصام رابعة”.
وأضاف أنه ذهب مع شيخ الأزهر للرئيس الأسبق محمد مرسي قبل أسبوعين من عزله، للاطمئنان على أحوال مصر، إلا أن الأخير استخف بيوم 30 يونيو وقال إنه سيمر كيوم عادي.
وواصل، أن الإرهاب هو الخطر الأكبر الذي يواجه مصر، مؤكدًا أن الإرهاب وافد من الخارج ويتنافى مع طبيعة مصر والمصريين، قائلًا: “إن بعض جماعات العنف والإرهاب صناعة غربية”، منوهًا أن الغرب لم يعرض على الكنيسة المساعدة خلال حقبة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
وشدد البابا تواضروس، على رفض الكنيسة أي مساعدة من الغرب لحل أي مشكلة داخلية للأقباط بمصر، مشددًا على أن الكنيسة لا تلعب أي دور سياسي لكنها تؤدي واجبها الوطني المنوط بها كمؤسسة روحية في الدرجة الأولى، تقدِّم أدوارًا اجتماعية ووطنية تخدم المجتمع، لافتًا إلى أن الكنيسة تحتل مكانها بين الأعمدة الرئيسية في مصر، بجانب الأزهر والجيش والقضاء والشرطة، التي لا يمكن الاستغناء عن أي منها.
الإرهاب “الخطر الأكبر”.. وطبيعته تتنافى مع المصريين
وتابع بابا الإسكندرية، أن حقوق الأقباط في مصر تتحقق تدريجيًا، ودليل ذلك التقدم الحاصل في مسألة بناء الكنائس، مشيرًا إلى أن وقوع مشكلات طائفية من وقت لآخر “أمر متوقع” في مجتمع كبير مثل مصر.
وقال إن علاقة الكنيسة بالشباب لا مثيل لها، لكن الثورة الرقمية والتكنولوجية تؤثر على كل شباب العالم وتجعلهم يميلون لحالة تمرد على السلطة بكل أشكالها، مضيفًا أن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى التعايش مع غيره، والدين يجعل الكيان الإنساني أكثر عذوبة، موضحًا أن تماسك شعب الصين الذي يتخطى تعداد سكانه المليار ونصف المليار ينبع من حب الوطن.
وقال قداسة البابا، إن الاعتداء على المقر البابوي، الذي وقع في عهد الإخوان، حدث لأول مرة في التاريخ الإسلامي كله، مؤكدًا أن الاعتداء على المقر الذي وقع عام 2013 لم يكن منظمًا من حكومة الإخوان لكنها شجَّعت على ذلك.
وأضاف أن “كلام الإخوان (الطيب) لنا كان يتنافى مع التصرفات على أرض الواقع”، لافتًا إلى أنه جرى الاعتداء على 70 كنيسة في يوم واحد بعد فض اعتصام رابعة مباشرة.
علاقة الكنيسة بالشباب “لا مثيل لها”.. والثورة الرقمية “مؤثرة”
وتابع أن جنون الثورة الرقمية والتكنولوجية جعل بعض الشباب المسيحي، يطلب منه “صورة سيلفي” بعد إحدى الجولات، خلال زيارته للكنائس في كندا.
وردت الإعلامية زينة يازجي، مقدمة برنامج “بصراحة” على قناة “سكاي نيوز عربية”، خلال لقائها مع البابا تواضروس، بقولها: “رأيت الصورة وكانت جميلة، بعد ما نخلص يا ريت نتصور سيلفي مع بعض”.