قداسة البابا الأنبا تواضــروس الثانى يشارك فى الاحتفال الرسمى لذكرى مذابح الأرمن بارمينيــــا .. و البابا فرنسـيس يترأس قداس المئوية و يكشف عن وثيقة الفاتيكــان حول الابـادة صوت البرلمان الأوروبي ، بأغلبية ساحقة ، على قرار حول مذابح الأرمن، بمناسبة الذكرى المئوية على وقوعها، و وصف البرلمان في قرار غير ملزم على الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، ما حدث على يد الدولة العثمانية وقتها بحق الأرمن بـ”الابادة الجماعية”، مشيراً إلى “هذه المذابح تعتبر من أكثر الصفحات سواداً في القرن العشرين”، وفق نص القرار. ودعا البرلمان الحكومة التركية إلى الاعتراف بوقوع هذه المذابح عام 1915 وعدم الاستمرار في إنكارها، والعمل من أجل إنجاز عملية مصالحة مع الماضي، فـ”على تركيا تحمل مسؤولية ماضيها”. مشدداً بأن الاعتراف بالمذابح سيساعد تركيا وأرمينيا على تحقيق المصالحة وتطبيع العلاقات الثنائية. وربط البرلمانيون الأوروبيون الاعتراف بـ”الابادة الجماعية” بحق الأرمن وبين القيم الأوروبية ، مشيرين إلى ضرورة أن تعمد أنقرة إلى الاعتراف بما حدث في الماضي لو أرادت الاقتراب من المعايير الأوروبية. كما حرص النواب الأوروبيون على مطالبة كافة الدول الأوروبية بالاعتراف بمذابح الأرمن على أنها عملية إبادة جماعية. وطالب القرار المفوضية الأوروبية العمل على وضع مسألة الاعتراف بمذابح الأرمن كشرط من أجل تقدم تركيا على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ويرغب البرلمانيون، كما أشاروا في قرارهم، إلى اعتبار يوم 24 من ابريل يوماً أوروبياً لـ”احياء ذكرى الابادة الجماعية” بحق الأرمن. وأنتقد البرلمانيون، في مداخلاتهم خلال الجلسة التي سبقت التصويت على القرار، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي عبر فيها عن رفضه الشديد الاعتراف بأن ما حدث للأرمن هو إبادة جماعية. ويذكر أن هناك 11 دولة أوروبية فقط من أصل 28 تعترف بأن ما حدث للأرمن هو عملية “إبادة جماعية”. من ناحية اخرى دعت الولايات المتحدة، إلى إعتراف كامل و صريح بالوقائع المرتبطة بالمجازر التي تعرض لها أرمن الأناضول إبان الحرب العالمية الأولى.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف : أن الرئيس الأميركي ومسؤولين آخرين كباراً في الإدارة أقروا بأن ذبح مليون ونصف مليون أرمني أو اقتيادهم إلى الموت مع نهاية السلطنة العثمانية هو واقعة تاريخية وأعربوا عن أسفهم لذلك.وأضافت أن اعترافاً كاملاً وصريحاً وعادلاً بهذه الوقائع يصب في مصلحتنا ومصلحة تركيا وأرمينيا وأميركا. واعتبرت هارف أن البلدان تصبح أكثر قوة وتحرز تقدماً حين تعترف وتأخذ العناصر المؤلمة لماضيها في الاعتبار، مؤكدة أن تغييرات كهذه أساسية لبناء مستقبل مختلف وأكثر تسامحاً.من جانبه ترأس قداسة البابا فرنسيس قداساً خاصاً في ذكرى الأرمن الذين قتلوا قبل مائة عام في ظل الدولة العثمانية، في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان، بمشاركة غبطة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك، وحضره الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان. ووصف البابا في عظته أن المذابح التي تعرض لها الأرمن “بأول إبادة جماعية في القرن العشرين”. ويقدر عدد الأرمن الذين قتلوا بين 1915 و1917 قبل سقوط السلطنة العثمانية بمليون و النصف مليون شهيد وقد اعترفت دول عدة بينها فرنسا وايطاليا وروسيا بهذه المجازر كإبادة. وقال قداسته مستنداً إلى وثيقة موقعة في عام 2000 من قبل البابا يوحنا بولس الثاني وبطريرك الأرمن : “في القرن الماضي اجتازت عائلتنا البشرية ثلاث مآسٍ جماعية وغير مسبوقة، الأولى اعتبرت بشكل كبير كأول إبادة في القرن العشرين ضربت شعبكم الأرمني”. وأضاف “من الضروري بل من الواجب أن نحيي ذكراهم فكلما خفتت الذكرى يدفع الشر الجراح للتقيح. إن إخفاء أو إنكار الشر يجعل الجراح تستمر في النزيف من دون تضميدها.” يذكر ان تركيا ترفض الاعتراف بالابادة الارمنية و تؤكد من جهتها أنها حرب أهلية قتل فيها بين 300 و500 ألف أرمني ومثلهم من الأتراك. وترفض حتى الآن الاعتراف بأن هذه المجازر كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، مؤكدة أن الأرمن الذي قضوا في تلك الفترة سقطوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا عدوة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. كانت وزارة الخارجية التركية قد أستدعت سفير الكرسي الرسولي لدى أنقرة رئيس الأساقفة أنطونيو لوشيبيللو إلى مقر الوزارة، والتقى مساعد مستشار الخارجية. فيما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن تصريحات البابا فرنسيس و طالبت الخارجية التركية سفير الفاتيكان بتوضيح حول هذه التصريحات. من جانبه عقد الأب لومباردي مدير دار الصحافة الفاتيكانية مؤتمراً صحفياً أعلن فيه أن الفاتيكان سيأخذ ردود الفعل التركية بعين الاعتبار، من دون أن يدلي مزيداً من التعليقات على أي جزء آخر من بيان أردوغان “أريد أن أحذر البابا من مغبة تكرار تصريحاته الخاطئة حول أحداث عام 1915″، بالقول: “لا نرغب بالدخول في جدالات، ونحن نستفيد من الانتقادات التي وجهت”. وتابع أن “البابا استخدم كلمة “الإبادة الجماعية” في سياق اقتباس أجراه من النص الذي تضمّنه الإعلان المشترك الموقّع بين سلفه البابا يوحنا بولس الثاني وكاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني، لذا فهو استخدم مصطلحاً كان قد تم استخدامه مسبقاً”. وأضاف أن “رسالة البابا كانت الاستفادة من التاريخ والذي من شأنه عدم تكرار هذه الاحداث”، كما “تضمنت إشارة إيجابية لرغبته في المصالحة والحوار بين الشعب التركي والشعب الأرمني”. واعتبر مدير دار الصحافة الفاتيكانية اقتراح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتعلق بإنشاء لجنة تاريخية للبحث بأحداث عام 1915 “مثيراً للاهتمام”، وقال: “إن اقتراح أردوغان بخصوص تأسيس لجنة تاريخية مشتركة، هي خطوة تدعو للامتنان، ونحن نعرف أن الأتراك لا يعترفون بـ”الإبادة الجماعية” منذ سنوات، هذا ليس شيئاً جديداً، ويستطيعون إبداء ردود الفعل حيال هذه القضية”. من ناحية اخرى ستجري أحتفالات الذكرى المئوية للإبادة الارمنية يوم الجمعة المقبل – 24 ابريل – الجارى في يريفان عاصمة جمهورية أرمينيا، و يشارك فيها قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية بدعوة رسمية وجهة لقداسته لاحياء الذكرى المئوية لمذابحة الارمن. الجدير بالذكر أنه قد تقرر قرع جميع أجراس الكنائس الأرمنية في كـل أنحاء العالم من مشرقها الى مغربها مائة مرة يوم الخميس المقبل – 23 ابريل – فى تمام الساعة السابعة و الربع مساء، أي (19:15) بتوقيت يريفان للتذكير بعام 1915، و مائة مرة لمرور مائة عام على ذكرى الفاجعة.