قال عماد يعقوب سعد، أحد الأقباط العائدين من ليبيا منذ عدة أيام، وهو من قرية أسطال التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا ، إن “المصريين الأقباط في ليبيا يواجهون مخاطر كثيرة، ومعاناة شديدة، أثناء محاولاتهم العودة إلى مصر”، مشيرا أن “الإرهابيين يبحثون عن الأقباط العائدين لمصر على الحدود المصرية الليبية”.
وأضاف، أن “أوضاع المصريين، خاصة الأقباط، في مدينة (زليطة) الليبية أصبحت سيئة للغاية، لاسيما بعد أن بدأت جماعة (أنصار الشريعة)، التابعة لداعش، وهي من الخلايا النائمة في زليطة، في تجهيز أسلحتها بالمنطقة؛ لضرب الأقباط؛ ما يشكل خطورة بالغة على حياتهم”.
وتابع أنه “كان يقطن في منطقة (زليطة) بليبيا، وهي منطقة هادئة إلى حدٍّ ما، وأنه كان يعمل (سباكا)، ولكن بعد ذبح الأقباط المصريين بليبيا على أيدي داعش، بدأت الأجواء في التوتر، وقد اتصل به شيخ ليبي مسلم، صديق له، وأخبره (بضرورة مغادرة جميع الأقباط من زليطة؛ لأن حياتهم أصبحت ف خطر شديد، بعد أن وجَّه الجيش المصري ضربة جوية إلى معاقل تنظيم داعش في ليبيا”.
وأضاف أنه “تجمع ومعه 30 قبطيا بزليطة، وقاموا بالاتفاق مع مكتب سفريات، وقرروا العودة؛ ونظرا للخطر الذي يواجه الأقباط في العودة، قام السائقون في مكتب السفريات بتوزيع الـ 30 قبطيا على 6 سيارات ميكروباص، ومعهم 35 مسلما مصريا آخرين، وتم وضع 5 أقباط في كل سيارة، وتحركوا صباح يوم الأربعاء الماضي، ووصلوا إلى البواية الأولى في (مصراتة)، وكان يقف عليها مجموعة من القبائل، وقالوا لهم إنه (يُعقد الآن إجتماع بين القيادات الليبية والقيادات المصرية، وإنهم ينتظرون النتائج التي سيسُفر عنها الاجتماع)، فقالوا لهم إنهم (مواطنون مصريون، وليس لهم شأن بالسياسة، ولكنهم رفضوا مرورهم من البوابة)، وقالوا لهم (إما أن تعودوا، أو تظلوا هنا رهائن، لحين معرفة نتائج الاجتماع)”.
ولفت أنهم “عادوا مرة أخرى، وبعدها ذهبوا إلى بوابة زليطة؛ حتى يتجهوا إلى طرابلس؛ للعودة إلى مصر عن طريق تونس، ولكن البوابات في منطقة زليطة منعتهم من المرور أيضا؛ فعادوا لمسكنهم مرة أخرى، وقاموا بالاتصال بالمسؤولين بوزارة الخارجية المصرية؛ للاستغاثة بهم، ومساعدتهم في العودة إلى مصر، فقالت الخارجية لهم (خليكم مكانكم أحسن لما نشوف لكم حل)”، مؤكدا أن “الخارجية لم تفِدهم في شىء”، قائلا إنهم “علموا يوم الأربعاء الماضي، بعد عودتهم إلى مسكنهم، أنه تم خطف 35 مصريا من أمام كلية الاقتصاد بزليطة”.
وتابع: أنهم “استقلوا صباح يوم الخميس التالي، السيارات، وقرروا العودة عن طرق مصراتة، وكانت هناك بوابات تابعة للقبائل الليبية كل 2 كيلو متر، تقوم بإيقافهم وتفتيشهم، وتأخذ منهم الموبيلات، وكروت المموري، وخطوط التليفونات، والأموال”، مضيفا أن “السائقين بعد بوابات مصراته اتخذوا طريقا آخر في الجبل، وظلوا يسيرون 12 ساعة بالسيارات، ووقفوا على كافتريا بمنطقة (بريقة)، فقال لهم المتواجدون في الكافتريا، إن (سيارة بها مسلحون كانت متواجدة منذ قليل، وكانوا يبحثون عن الأقباط في السيارات المتجة إلى مصر)؛ الأمر الذي جعلهم يبيتون في الكافتريا لصباح يوم السبت؛ خوفا من المسلحين الذين يبحثون عن الأقباط”.
وأوضح أنهم “بعدها ساروا في طريق سيرت إلى أن وصلوا إلى منطقة البيضاء، وبعدها إلى الجمارك المصرية”، مؤكدا أنه “كان في طريق عودتهم إلى مصر الكثير جدا من البوابات والتفتيش، كذلك تعرضوا لاستغلال السيارات والسائقين الليبيين لهم؛ حيث زادت الأجرة من 225 دينارا إلى 350 دينارا”.
وفى نهاية حواره للوكالة، أكَّد أنه “لا توجد منطقة آمنة في ليبيا، وداعش وأنصارها في كل مكان، ويستهدفون المصريين، خاصة الأقباط، وأصبحت العودة من ليبيا إلى مصر أشبه بالمغامرة للأقباط”، منوها أن “هناك الكثير من الأقباط المصريين في منطقة مصراتة لا يستطيعون العودة؛ لأن هذه المنطقة باتت خطرا جدا”.