تحدثنا فى المقالة السابقة عن بعض من أسباب الحَيرة والتردد فى حياة الإنسان؛ وكما ذكرنا فإنه ينبغى ألا نتوقف أمام أى منها ونعتفى عن الاستمرار فى الحياة، بل يجب أن يُدرِك كل إنسان ما يسبب له الحِيرة والتردد ويبدأ فى خطوات إيجابية نحو تخطى هٰذه العوائق. وإليك عزيزى القارئ بعض الاقتراحات: •كُن مثقفًا: من أهم السمات التى تؤثر إيجابيًا فى شخصية الإنسان هى أن يكون شخصًا مثقفًا، يقرأ ويفحص الأمور، ويقرأ آراء الآخرين عمومًا؛ وهٰذا لا يعنى اقتناعه بكل ما يقرأ، بل هو يعى ويُدرِك ويفهم. وتلك الثقافة تكون فى مجالات الحياة شتى، فتساعد الإنسان فى فَهم كثير من الأحداث والمواقف وهو ما يقلل من حَيرته وتردده بدرجة كبيرة.
• كُن ناجحًا: يقول المخترع “آلبرت أينشتاين”: “الإنسان الذى لم يُخطئ لم يجرب شيئًا جديدًا”. فمن يخشى حدوث أخطاء فى حياته لن يُقدِم على فعل أى شىء، وهٰكذا لا ينتج عن الخوف من الخطأ سوى مزيد من الأخطاء! أهمها: حياة بلا معنى، وبلا عمل، وخالية!! عزيزى: جميعنا بشر معرضون للخطأ، ولٰكن يجب أن نُدرِك ما نفعله من أخطاء، ونتعلم منها، ونعدّل أساليبنا؛ فتزداد خبراتنا. إن الخطأ الوحيد غير المقبول هو الإصرار على الخطأ؛ وكما قال أحدهم: “الخطأ الوحيد فى حياتى هو الخطأ الذى لم أتعلم منه شيئًا”، كما عبّر الكاتب “ﭼورچ برنارد شو” عن ذٰلك بقوله: “النجاح ليس عدم فعل الأخطاء، النجاح هو عدم تَكرار الأخطاء”؛ وبذٰلك يُعد أكبر أعداء النجاح ـ لا الفشل بل ـ الخوف من الفشل. تخطَّ الخوف بالتعلم والإدراك وعدم التسرع لتتمكن من تحقيق أحلامك وآمالك وأهدافك فى الحياة.
• كُن باحثًا: أما إن كان سبب الحِيرة والتردد هو نقص فى المعلومات عن الأمور التى يجرى الاختيار فيما بينها، فيمكنك التغلب على تلك المشكلة بالبحث وسؤال من تثق بمعرفتهم فى تلك المجالات لتحصل على المعلومات المتعلقة بالقرارات التى ترغب فى اتخاذها.
• كُن واثقًا: الثقة بالنفس لا تُبنى بين يوم وليلة، ولٰكن يجب أن يبدأ الإنسان فى معالجة هٰذا الأمر؛ فيمكنك أن تبدأ تدريجيًّا فى العمل على بناء ذاتك وتعزيز ثقتك بنفسك من خلال عديد من الأساليب منها: تحديد أفكارك السلبية عن نفسك وأن تستبدل بها أفكارًا إيجابية، وتتعرف قدراتك ومواهبك وتقوم بتنميتها. وتذكّر تلك المقولة: “لا تأتى الثقة بالنفس من خلال كونك دائمًا على حق، بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ”. أيضًا بناء الثقة يحتاج إلى بعض الوقت فلا تيأس أو تتوقف بل اتسِم بالصبر.
• كُن واضحًا: اجلِس مع ذاتك من وقت إلى آخر لمراجعة أهدافك ومدى تقدمك فى الطريق نحوها، لئلا تسير نحو التيه. وابدأ من واقعك نحو ما تريد تحقيقه.
• كُن مرنًا: درِّب نفسك فى الحياة على المرونة والقدرة على معاملة المواقف المختلفة لئلا تنكسر سفينتك من شدة الرياح التى تُثيرها الحياة. شارك الآخرين الحياة؛ فالعالم والحياة ليسا مُلكًا لأحد، بل هما للعائلة الإنسانية الواحدة، إن رغِبنا معرفة معنى السعادة.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسيّ