اتهم مواطن قبطي بالإسكندرية يُدعى “يوحنا ذكري زكي”، كلا من نيابة ومباحث قسم شرطة محرم بك بالإسكندرية، وقسم شرطة غرب النوبارية، التابع لمحافظة البحيرة، بالتخاذل جميعا، وعدم القيام بواجبهم في إرجاع زوجته المختطفة منذ أغسطس الماضى.
وروى الشاب القبطي ، مأساته، هو وطفليه، من زوجته الشابة “ديانا سليمان فخري”؛ حيث “خرجت الزوجة، صباح يوم 20 أغسطس الماضي؛ لتوصيل طفليها إلى كنيسة الأنبا إبرام الكائنة بمنطقة محرم بك، ثم اختفت منذ ذلك الوقت، ولم تعد لمنزلها حتى الآن”.
وتابع الزوج بأنه “ونظرا لوجوده خارج الإسكندرية في ذلك اليوم، فقد قامت والدة زوجته بتحرير محضر تغيب في قسم شرطة محرم بك، حمل رقم 7097 إداري”، وقال الزوج إن “معاون مباحث القسم كان في البداية يطمأنه بأن زوجته سوف تعود، ولكن حديثه تغير بعد ذلك وكان يقول له (هي ماشية بمزاجها)”.
واستطرد بأنه “بعد أسبوعين من اختفاء زوجته؛ فوجئ باتصالها على هاتف والدتها المحمول، تستنجد بهم، وتخبرهم أنها مخطوفة، وأن الخاطفين قاموا بإجبارها على التوقيع على أوراق وإيصالات أمانة، ثم انقطع الاتصال، وعقب ذلك قامت والدتها بتحرير محضر بنفس قسم الشرطة، واتهمت فيه صاحب الهاتف الذي تم الاتصال منه، بخطف ابنتها، وطالبت الشرطة باتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك الشخص”.
ويقول الزوج الشاب: “إلا أن قسم محرم بك قد سجل أقوالا أخرى لوالدة زوجتي، على خلاف الحقيقة، حيث جاء في المحضر: أن (ابنتها قد أخبرتها أنها بخير، وسوف تعود في اليوم التالي)، كما أن مُحرر المحضر كتب أن (الأم تتهم صاحب الهاتف المشار إليه، بغياب نجلتها)، وليس بخطفها، رغم أن الأم أكَّدت في أقوالها أن ابنتها مخطوفة”.
وتابع أنه “بناء على قرار من نيابة شرق الإسكندرية الكلية، تم عمل تتبع لرقم الهاتف المحمول الذي تلقى منه الاتصال، وكذلك تم تتبع رقم السيريال الخاص بهاتف زوجته، والذي كان بصحبتها منذ خروجها من منزلها، وقد تم الاستدلال على أن هاتف زوجته قد وضعت عليه شرائح لهواتف محمولة، باسم شخص يُدعى (محمود مختار على شحاتة)، ويقيم بقرية (آدم)، التابعة لقسم شرطة غرب النوبارية بمحافظة البحيرة”.
وأكمل الزوج أنه “قد توجه إلى تلك المنطقة؛ علَّه يصل لزوجته المختطفة، وهناك أكَّد له بعض أهالي القرية أن زوجته موجودة طرف ذلك الشخص المدعو (محمود مختار)، كما أكَّدت له زوجة ذلك الشخص، وتُدعى (آية محمود)، أن (زوجها خاطف واحدة مسيحية، وأنه قام بطردها هي من المنزل؛ بسبب تلك السيدة المسيحية)، وأبدت استعدادها للادلاء بشهادتها ضد زوجها، كما أكَّد له الجيران أنهم (يسمعون صوت صراخ واستغاثة من تلك الشقة)”.
وقال “يوحنا”، إنه “قام عقب ذلك بتحرير محضر في قسم شرطة غرب النوبارية، بتاريخ 1 نوفمبر الماضي، حمل رقم 31 أحوال، يتهم فيه هذا الشخص بخطف زوجته، ويطالب بضبطه وإحضاره، إلا أن ضابط القسم قال له (هات لنا أمر ضبط وإحضار، وإحنا نجيبها لك!)”.
وفي استكمال لمعاناة ذلك الزوج، قام بتقديم شكوى لرئيس نيابة محرم بك، مطالبا بضبط وإحضار “محمود مختار” خاطف زوجته، وكذلك الاستماع إلى شهادة زوجته؛ وذلك حتى لا تحدث فتنة طائفية بسبب تلك الواقعة بين المسلمين والمسيحيين، ولكن رئيس النيابة لم يستجب لشكوى الزوج، ورد عليه قائلا “إيه يعني لما يموت منكم مائة!”.
وقد فوجئ الزوج المسيحى في اليوم التالي مباشرة، باستدعاء من رئيس نيابة محرم بك، يخبره بأنه قد أحضر زوجته “ديانا سليمان”، وأنها أقرت أمامه بأنها “غادرت منزل الزوجية بإرادتها، وأنها قد أشهرت إسلامها، ولا تريد العودة له مرة أخرى”.
ويقول “يوحنا ذكري”، الزوج المكلوم، بأن “توقيع زوجته الذي أراه إياه رئيس النيابة، لا يطابق توقيعها الذي يعرفه هو تماما، وأنه عندما قال ذلك لرئيس النيابة، أجابه باستنكار (يعني إنت بتتهم النيابة بالتزوير. طيب أنا وإنت والزمن طويل)”، وعندما طالبه بإحضار زوجته لتقر بذلك أمامه بنفسها، رفض رئيس النيابة ذلك، وقال له “مش هنجيبها”.
وقد قدم الزوج طلب لرئيس نيابة شرق الإسكندرية الكلية للاستماع لشهود الإثبات في تلك الواقعة، ومنهم زوجة “محمود مختار”، المتهم بالخطف، إلا أن النيابة أهملت طلب الزوج.
وأظهر الزوج القبطي ، شهادة موثقة في الشهر العقارى من شقيق “آية محمود”، زوجة الشخص الذي يتهمه بالخطف، يُقر فيها بأن “زوج أخته يحتجز السيدة (ديانا فخري) تحت الإقامة الجبرية”؛ وذلك لتقديم تلك الشهادة للنيابة العامة.
ويتساءل الزوج القبطي الشاب في نهاية حديثه للوكالة: “لمَن أذهب بعد تخاذل الشرطة والنيابة في القيام بواجبهم لإرجاع زوجتي، وأم أطفالي، الذين لا يتوقفون عن البكاء ليلا ونهارا ويسألونني (فين ماما)؟”.
وأضاف مستنكرا: “إذا كانت زوجتي قد أقرت برغبتها في إشهار إسلامها؛ فلماذا لا تقوم النيابة بإحضارها أمامي؛ لإثبات ذلك؟ وأنا مستعد في تلك الحالة أن أترك هذا الموضوع تماما؛ لأني سوف أستريح، وأعرف نهايةً لتلك المأساة التي أعيشها أنا و أطفالي”.