أعلن قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى بداية عظته الأسبوعية، عن إقامة قداس الذكرى السنوية الأولى لشهداء الوراق، يوم السبت المقبل الموافق 25 أكتوبر، بحضور نيافة الأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة.
وأضاف قداسته خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية: “نرحب فى عظتنا اليوم بمجموعة من الحضور منهم خدام حاملة الطيب من كنيسة السويد الذين يساعدون المحتاجين فى العراق وسوريا ومصر، كما يحضر معنا عدد من الأحباء من نيو جيرسى”.
وأعتذر قداسة البابا عن العظة الأسبوعية له الأسبوع المقبل لارتباطه بسفر خارج القاهرة، على أن يعاود إلقاء العظة فى الخامس من نوفمبر المقبل.
وتحدث قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني فى عظته عن “الأنانية”، مشيرا إلى أن بذل الذات هى المحبة، أما الأنانية فهى محبة الذات المريضة، فالأنانية تعبير يجرح الأذن وهو ينتمى إلى كلمة أنا… وجاء فى العظة ..
أولا : الأنانية ضعف ثلاثى فهى خطية مركبة:
1 – ضعف روحى
الإنسان الأنانى شخص ضعيف الإيمان، مثل خطية حواء وآدم وقايين، كل واحد ينظر لنفسه فقط.
2 – ضعف نفسى
الشخص الأنانى لا يرى إلا نفسه، محصور فى ذاته، متقوقع حول فكره
الأنانية تجعل الإنسان فى ضعف نفسى لا يتحكم فى شهواته “ضابط نفسه خير من فاتح مدينة” يضبط فكره, ذاته, انانيته.
3 – ضعف اجتماعى
الأنانية تؤدى إلى الفردية والتفكك، وتسبب ألم اجتماعى، ففى مثل الابن الضال, الأخ الأكبر كان يعيش فى فكر الأنانية، فلم يدخل البيت بسبب أنانيته.
الانانية تجعل الإنسان غير محبوب
ثانيا : ما هى نتائج الانانية؟
العالم قد ينادى بالأنانية ولكن الأنانية تسبب نتائج مدمرة
1 – القلق والحياة غير المستقرة
الإنسان الأنانى يشعر أنه وحيد حتى اذا كان حوله ناس وقد يشعر أن من حوله أعداء له
مثل الغنى الغبى لم يشرك غيره فى خيراته لأنه لم يرى غير نفسه.
2 – الخوف
صنع بالأنانية عزلة حول نفسه فيصير انسان خواف.
الشخص الخواف لا يستطيع ان ينجز أو يحقق نجاح.
3 – أدانة الأخرين
ينشغل بادانته غيره “طريق الجاهل مستقيم فى عينيه” (أم 12 : 15)
“أياك ان تعيب احداً لئلا يبغض الله صلاتك” (ق. الانبا أنطونيوس)
الشخص الأنانى ينظر عيوب الاخرين دائماً، الأنانى لا يرى إلا النقاط السوداء، يرى نفسه حكيماً ويفهم كل شئ وهو يملك الجهل كله.
4 – عدم معرفة الفرح
الإنسان الأنانى تغيب عنه حياة الفرح والتمتع بالطبيعة والجمال، فهو لا يعرف إلا الكأبة (كأبة الوجه – كأبة القلب – كأبة التصرف)
الله رتب للبشر الزواج , ليخرج كل طرف من أنانيته وينفتح على الأخر ثم على الابناء.
ثالثا : كيف نتخلص من الأنانية؟
1 – التربية منذ الصغر
راعى ذلك فى تربية أطفالك وعلمهم الالعاب الجماعية.
2 – التسبحة تعلمنا أن الأخوه يسكنون معًا
تعلمنا الكنيسة فى تسبحة باكر “ها ما هو الحسن وما هو الحلو إلا اتفاق أخوة ساكنين معاً …كقيثارة مسبحين الله”
تشبيه القيثارة كأنه كل فرد وتر في قيثارة فكل وتر يعطي نغمة وليس من الضرورى أن يكون الواحد مثل الأخر… ..Harmony، كل يوم الكنيسة (كأم) تعلمنا في تسبحة باكر هذا التعليم
3 – حياة التسليم و الإيمان البسيط لله
الله هو الذى يقود حياتك.
فلوط لم يختار الأرض الجيدة ولكن أختار الله لابراهيم أرضاً تفيض لبنا و عسلا
من يحيا حياة التسليم يري يد الله و هي تدبر كل شيء في حياة الإنسان
4 – حياة الخدمة والشركة
الإنسان المنفتح على من حوله
عندما يخرج الإنسان من أنانيته إلى الخدمة (خدمة المساكين – المعاقين – الذين ليس لهم أحد يذكرهم)
الأحساس بالآخر يساعد الإنسان على التخلص من أنانيته “حب الكل فيكون لك الكل” ق.اغسطينوس
“أما انت فلماذا تدين اخاك …”
اهتم بنفسك لتخرج من الأنانية بالخدمة كلما كانت خدمتك خفية كلما كانت أكثر قبولا أمام الله
أنشغل بنفسك وبتطوير حياتك لتخرج من الأنانية وباب الخروج من الأنانية هو الخدمة.
الإنسان الذي يتخلي عن أنانيته يقدر أن يشعر بالأخر