بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء زيارته لإيبارشية طهطا وجهينة، وهي الإيبارشية السادسة والأخيرة التي يزورها قداسته ضمن جولته الرعوية الحالية بإيبارشيات محافظة سوهاج.
كان قداسة البابا قد وصل كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بساحل طهطا وذلك لتدشينها، وكان في استقباله مطران الإيبارشية نيافة الأنبا إشعياء ومجمع كهنتها، بينما رتل خورس الشمامسة الذي تقدم موكب قداسة البابا ألحان استقبال الأب البطريرك.
وامتلأت جنبات الكنيسة لآخرها من شعب الإيبارشية الذي استقبل قداسة البابا لحظة دخوله بفرحة غامرة وبالتصفيق والزغاريد.
وبدأ قداسة البابا جولة رعوية السبت الماضي بإيبارشيات محافظة سوهاج الست، استهلها بلقاء عام لمجامع كهنة الإيبارشيات الست أعقبه لقاء مع قيادات المحافظة، لتبدأ بعدهما زياراته للإيبارشيات الست وهي على الترتيب: إيبارشيات جرجا، البلينا ودار السلام، سوهاج والمنشاة والمراغة، إخميم وساقلته، طما، ليختتم الزيارات اليوم بزيارة إيبارشية طهطا وجهينة.
** بيد قداسة البابا و ١٥ مطران أسقف.. تدشين كنيسة الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بطهطا
بدأت في السابعة من صباح اليوم صلوات تدشين كنيسة الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بساحل طهطا. دشن قداسة البابا تواضروس الثاني خمس مذابح بالكنيسة، ثلاث منها بالهياكل الرئيسة واثنين في جانبي الشرفة العلوية الموجودة داخل صحن الكنيسة ذاتها.
كما تم تدشين حامل الأيقونات والأيقونات الموجودة في أرجاء الكنيسة بيد الآباء الأساقفة المشاركين في صلوات التدشين. بينما دشن قداسته أيقونة “البانطوكراتور” حضن الآب في شرقية الهيكل.
وعقب انتهاء صلوات التدشين، تولى قداسة البابا خدمة القداس الإلهي بالكنيسة ذاتها.
شارك في صلوات التدشين والقداس الذي تلاها ١٥ من الآباء المطارنة والأساقفة، وما يقرب من مئة كاهن وبضع آلاف من شعب الإيبارشية.
** ٥ مذابح و ١٧ قديس بكنيسة القديس الأنبا شنوده بطهطا بيد قداسة البابا و ١٥ أب مطران وأسقف
تميزت المذابح الخمسة المدشنة بأن أربعة منها حمل كل واحد منهم أسماء ٤ قديسين دفعة واحدة ليصل إجمالي عدد القديسين الذين حملت المذابح الخمسة أسماءهم ١٧ قديسًا وقديسة. حيث جاءت أسماء قديسي المذابح كالتالي: – المذبح الرئيس: على اسم القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين
– المذبح البحري: على أسماء: القديسين مارمرقس الرسول والبابا أثناسيوس الرسولي والبابا كيرلس الأول والبابا ديسقورس الـ ٢٥.
المذبح العلوي البحري: على أسماء السيدة العذراء والشهيدة دميانة والقديسين الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا
المذبح العلوي القبلي: على أسماء القديسين يوسف النجار والأنبا صموئيل المعترف والأنبا باخوميوس أب الشركة والأنبا أبرآم.
وشارك في صلوات التدشين والقداس الذي تلاها ١٥ من الآباء المطارنة والأساقفة.
فإلى جانب قداسة البابا ومطران الإيبارشية نيافة الأنبا إشعياء، شارك في طقس التدشين أصحاب النيافة: الأنبا بساده مطران أخميم وساقلته، والأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشاة والمراغة، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوأنس أسقف أسيوط، والأنبا مرقوريوس أسقف جرجا، والأنبا أولوجيوس أسقف ورئيس دير القديس الأنبا شنوده بسوهاج، والأنبا إسحق أسقف طما، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الشمالية والأنبا يواقيم الأسقف العام لإسنا وأرمنت، والأنبا بيجول أسقف ورئيس الدير المحرق، والأنبا ساويرس الأسقف العام والمشرف على أديرة القديسين الأنبا توماس بالخطاطبة وإخميم والأنبا موسى بالعلمين والأنبا بقطر بالخطاطبة، والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق القبة والأنبا ثاؤفيلس أسقف منفلوط، والأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السيدة العذراء بجبل إخميم.
** قداسة البابا: لم تكن الزيارة لتتم دون جهود رجال الشرطة والجيش
تقدم قداسة البابا تواضروس الثاني، خلال عظة القداس الإلهي الذي صلاه قداسته عقب تدشين كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بساحل طهطا، بالشكر للسلطات الأمنية والتنفيذية ورجال الشرطة والجيش لجهودهم التي ساهمت بقوة في إنجاح زيارته الرعوية لإيبارشيات محافظة سوهاج.
وجاءت كلمات قداسة البابا كما يلي: أنتهز هذه الفرصة لأقدم خالص الشكر والاعتزاز لرجال الشرطة والجيش ورجال المرور لحفظهم النظام، وهذه الزيارة لم تكن لتتم بهذا التكثيف وفي هذا الوقت القليل لولا وجودهم وعملهم ومجهودهم وأمانتهم، نحن نشكرهم كلنا والعامل الأول لنجاح الزيارة هو النظام الذي قام به رجال الشرطة والجيش والمسؤولون والسيد المحافظ وكل قيادات الأمن والقيادات العسكرية والتشريعية والتنفيذية والشعبية والدينية، لولاهم ما كانت الزيارة لتتم بهذه الصورة الجميلة.
** كلمة قداسة البابا عقب تدشين كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بساحل طهطا
نشكر ربنا أن كنيستكم على اسم القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وهو أحد القديسين المعتبرين في تاريخ كنيستنا القبطية وهو من المنطقة هنا.
ويعيش الأنبا إشعياء ويعمر. والأيقونات التي في الكنيسة كأنها كتاب مقدس مفتوح.
تم تدشين ثلاثة مذابح بالأسفل ومذبحين في الأعلى بحري وقبلي وكل مذبح أنبا إشعياء وضع فيه عدد من القديسين.
يوم تدشين الكنيسة يساوي يوم المعمودية للأفراد، نحن نتعمد مرة واحدة والكنيسة تدشن مرة واحدة في حياتها ونرشم بالميرون بعد سر المعمودية وهنا نكرس ونخصص الكنيسة بزيت الميرون.
ونحن عندما نصلي صلوات التدشين نبدأ بمرد “كيريي ليسون يا رب أرحم”. والجزء الثاني في صلوات التدشين نرشم المذبح بعلامة الصليب ولكن بدون ميرون ونقول أن هذا المذبح سوف يعطينا أشياء كثيرة يعطينا نقاوة الفكر ونقاوة القلب وغفران للخطايا ويجعل حياتنا بها فضائل كثيرة ونلجأ له عندما تكون بنا أتعاب كثيرة ويكون المرد “آمين”. أول جزء نطلب فيه الرحمة. والجزء الثاني نقول يارب استجب لصلواتنا التي نرفعها كلنا، لذلك عندما نقف أمام المذبح يجب أن نكون من داخلنا أنقياء لتستجاب صلواتنا أمام الله. والجزء الثالث نصب زيت الميرون على المذبح ونمسح زيت الميرون على المذبح ونقول اسم المذبح كل مذبح له اسم، ويكون المرد هليلويا يا رب فرح قلبنا.
قمنا بتدشين الثلاث مذابح والمذبحين بالأعلى وأصبح لديكم عدد كبير من القديسين تسموا عليهم أولادكم وتطلبوا شفاعتهم وصلواتهم مبروك عليكم.
** عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس تدشين كنيسة الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بساحل طهطا.
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين.
طهطا وجهينة بلد القديسين، أنا سعيد إني ازور هذه الإيبارشية، إيبارشية طهطا وجهينة وكل تخومها وسعيد مع حبيبنا الأنبا إشعياء مطران هذه الإيبارشية وكل أحبائنا الآباء الكهنة والشمامسة والخدام والأرخنة والخادمات وكل الشعب وكل الآباء المطارنة والأساقفة الموجودين معنا اليوم.
جئنا لنفرح معكم بهذه الكنيسة الكبيرة ونفرح بمحبتكم. واليوم عيد الختان ويأتي في اليوم الثامن من عيد الميلاد المجيد ونحن في فترة أربعين يومًا تبدأ من عيد الميلاد نحتفل بخمسة أعياد الأول الميلاد والثاني الختان ٦ طوبة والثالث عيد العماد أو الغطاس ١١ طوبة ثم عيد عرس قانا الجليل ١٣ طوبة والعيد الخامس عيد دخول السيد المسيح الهيكل ٨ أمشير، خمسة أعياد سيدية ونحتفل بها في مدة ٤٠ يوم. والعيد معناه الفرح، والفرح أحد الوسائل أو العلامات التي يجب أن نعيشها لذلك اخترت لكم آية في الكتاب المقدس كلها كلمات صغيرة ولكن تقدم لنا خمس وصايا يجب أن نعيش بهم، وهي: “افْرَحُوا. اِكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اِهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا. عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ.” أول وصية: افرحوا والفرح الحقيقي الذي نعيش فيه هو فرحنا بالسيد المسيح الذي ولد من أجلنا وصارت كل هذه الأعياد لأجل خلاصنا وكلها أعياد مرتبطة بالفرح. وكلمة عيد تساوي كلمة فرح، والإنسان يكون فرحان عندما تكون علاقته قوية بالسيد المسيح، أمنا العذراء القديسة مريم عندما ولدت المسيح نحن نطوبها ولكن لا نطوبها لأنها ولدت المسيح فقط، القديس أغسطينوس له عبارة “نحن لا نكرم أمنا العذراء لأنها حملت المسيح في بطنها، نحن نكرمها ونطوبها لأنها قبل أن تحمله في بطنها حملته في قلبها” فوجود المسيح في قلب الإنسان هو السبب الأول للفرح وعندما قالت أمنا العذراء تسبيحتها قالت ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي” تفرح من داخلها. أول وصية أن نعيش حياة مرضية أمام الله. وصية افرحوا، افرح بمسيحك وليس بمجرد الاسم ولكن افرح بوجود علاقة قوية بينك وبين السيد المسيح مثل ما قالت أمنا العذراء ” تبتهج روحي بالله مخلصي”.
الوصية الثانية: اكملوا كلمة اكملوا تأتي من الكمال ومن الجمال، نكمل بالكنيسة فهي تكمل وتجمل الإنسان لذلك يجب أن يكون هناك كنيسة ويجب أن تكون جميلة وفى الكنيسة بكل الوسائط الروحية وكل الصلوات والطقوس والعقائد يكتمل الإنسان، فأنت تأتي للكنيسة لتكمل ولتعيش جمال العلاقة مع ربنا فكأن الكنيسة هي الواسطة أو هي الممر والجسر الذي يربط بين السماء والأرض “كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.” فكما أن السماء جميلة فيجب أن تكون كنيستنا جميلة وكل الذين في السماء قديسين فيجب أن نعيش كلنا حياة القداسة، الكنيسة ليست المبنى، الكنيسة الشعب وتكمل بينا كلنا وموجودة لتكون مكان للنور في كل مكان تتواجد به، الكنيسة هي النموذج والنور والخدمة لكل أحد.
الوصية الثالثة: تعزوا وكلمة تعزوا أن يكون قلبك مرتاح، ليس لنا تعزية إلا بكلمة الله الكتاب المقدس أجعل دائمًا قلبك يتعزى بالكتاب المقدس: “عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي” كلمة ربنا تمسح كل هم.
الوصية الرابعة: اهتموا اهتمامًا واحدًا كنيستنا تعلمنا عندما نأتي للكنيسة نجلس في إتجاه الشرق وهذا اهتمام واحد ودائمًا الوحدة هي التي تحفظ كيان المجتمع. فوحدتنا على أرض مصر هي التي تحفظ كيان مصر، نفكر فكر واحد والذي يخرج عن هذا الخط يكسر الاهتمام الواحد”لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ.” احذر أن تكون كذلك في بيتك أو كنيستك دائمًا اهتموا اهتمام دائمًا ولا يأتي الاهتمام الواحد إلا بالمحبة لكل الناس ” لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ. ” المحبة تجعل لنا الاهتمام الواحد.
الوصية الخامسة: عيشوا بالسلام ليس للإنسان فضل في أي شيء لولا نعمة الله عليك، كل إنسان يصنعه الآخرون “طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ” من يصنع سلامًا يصير ابن لله ومن لا يصنع سلامًا بعيد عن الله تمامًا انتبهوا…. “عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ.”
وهي أخر آية في رسالة كورنثوس الثانية، افرحوا بالمسيح، تعزوا بالإنجيل، اهتموا بالمحبة، عيشوا بالسلام.
أنا مبسوط أني معكم ونحن في سوهاج من يوم السبت في زيارة مكثفة. وأنا انتهز هذه الفرصة لأقدم خالص الشكر والإعتزاز لرجال الشرطة والجيش لحفظهم النظام ورجال المرور وهذه الزيارة لم تكن تتم بهذا التكثيف وفي هذا الوقت القليل لولا وجودهم وعملهم ومجهودهم وأمانتهم نحن نشكرهم كلنا والعامل الأول لنجاح الزيارة هو النظام الذي قاموا به رجال الشرطة والجيش والمسؤولين والسيد المحافظ وكل قيادات الأمن والقيادات العسكرية والتشريعية والتنفيذية والشعبية والدينية لولاهم ما كانت الزيارة تتم بهذه الصورة الجميلة. أنا أشكرهم وأقدر تعبهم وندعي لهم أن يحفظهم الله ويبارك عملهم ويبارك حياتهم ودائمًا يكونوا فخر للوطن وفخر لحياتنا كلنا كمصريين. بشكر كل أخواتنا الحضور والآباء من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجيلية وكل الآباء الأحباء والأخوة الأحباء من الهيئات الدينية وكل المسؤولين.
واليوم هو آخر يوم في الزيارة، يعيش أنبا إشعياء ويعمر ومعه كل الآباء الأحباء والأراخنة والخدام والخادمات والشمامسة وكل من له تعب وأنا أعلم أن لديكم أنشطة كثيرة جدًا.