شهد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2019م، حفل تخريج دفعة جديدة من معهد الدراسات القبطية وذلك على مسرح الانبا رويس بالكاتدرائية وسط حضور لفيف من الأباء الأساقفة والكهنة وخريجي المعهد.
واستهل اللقاء عدد من خريجي المعهد خلال الحفل الذي يشهد إنتهاء دراستهم لعلوم التاريخ اللاهوتي القبطي و دراسات التعاليم الأرثوذكسية، وقد عبر بعضهم خلال كلماتهم عن تقديرهم لجميع الآباء الكهنة الذين أثروا في نفوس ووجدان طلاب المعهد وخريجي أقسام الدراسات القبطية منذ عام 2014 حتى هذا العام.
وألقي البابا تواضروس كلمة في احتفالية لخريجي معهد الدراسات القبطية وجاء فيها:
«هذا يوم فرح، تخريج دفعات من معهد الدراسات القبطية هو المعهد الذي يتقدم جميع معاهدنا الدراسية والتعليمية، وهذا المعهد أنشئ في نفس هذا المكان عام 1954م في حبرية المتنيح البابا يوساب الثاني، أي أنه أنشي منذ 65 عامًا».
وأضاف قداسة البابا أن المعهد عبر هذه السنوات الكثيرة قاده عمداء أوفياء قدموا ما عندهم من علم ومعرفة ودراسة وربوا أجيالًا، وهو معهد فريد في اسمه وفي كونه وفي كيانه، لذلك عليه مسؤولية كبيرة يمكن وضعها في ثلاثة نقاط:
أولاً: المسؤولية العلمية: نحن في زمن العلوم المتخصصة والعلوم الكثيرة التي صارت مترابطة ومتشابكة، فهي مسؤولية كبيرة سواء على الأساتذة ورؤساء الأقسام أو على الدارسين كل في مجال دراسته مسئولية الجد والعمق والبحث والبعد عن السطحيات بل والدراسة العميقة والتي تحاول أن تنفتح على العالم كله … تقدم الكنيسة القبطية في صورتها القديمة والمعاصرة فقد تأسست في القرن الأول الميلادي، ونحن الآن في القرن 21 وصار العالم كله منفتحًا، لذلك المسؤولية العلمية ومعرقة اللغات وتقديم الكنيسة القبطية بأفضل صورة وبأشمل صورة صارت مسئولية هذا الجيل.
ثانيًا: المسؤولية الجماعية: كل الأقباط في العالم مسؤولون عن هذه المعاهد الدراسية بالمساهمة والمساندة بكل صورها، هذه المسؤولية تذكرني بمعادلة في الاقتصاد الذي لكي ما ينجح ويربط بالمجتمع يتكون من 3 أطراف العلم يغذي الصناعة والصناعة تغذي المجتمع والمجتمع يغذي العلم، ونجد أشخاصًا مثل بيل جيتس، يقدم تدعيمًا يصل لمليارات من أجل إيجاد دواء لمرضى الإيدز، فهي وجهت للبحث العلمي والجامعات، لذلك من هذا المكان أوجه رسالتي لجميع الأقباط الأكليروس وكل الشعب في مصر وخارجها، أن يكون جزءًا من تبرعاتهم ومساهماتهم من أجل المعاهد الدراسية الكنسية، فأجدادنا منذ 65 عامًا قرروا إنشاء هذا المبنى الضخم، ليخدم معهد الدراسات وتم هذا من أموال وتبرعات الأقباط والأراخنة وأوقفت عليه أوقاف لتصرف عليه، أنا أنادي أولادنا أن المعاهد الدراسية يكون لها نصيب لما يقدموه، فالعلم الذي ندرسه هنا يفيد كل قطاعات الخدمة التي تنعكس على المجتمع، مقدمين الخادم الناجح والمتوازن والمتميز، فنحن لأننا نحب الله يجب أن نقدم له أفضل ما عندنا في التعليم وجودته
ثالثًا: مسؤولية عملية: الدراسة وحدها لا تكفي بل يجب أن ننزل لحقول الخدمة محولين ما في بطون الكتب ليفيد كل قطاعات الخدمة بمراحلها وفئاتها ومجالاتها المختلفة، لنؤهل خدامًا لخدمة القطاعات المختلفة لهم الوعي أبًا كان مكان خدمتهم داخل أو خارج مصر وكل مكان بثقافته، جودة الخدمة وإعداد الآباء الكهنة والرهبان والأساقفة هل تتم بجودة؟
واختتم البابا كلمته قائلًا: أنا سعيد إني معكم اليوم بالحقيقة أكون سعيدًا فيما يخص مواضيع الدراسة والتعليم، لأن هذا هو عملنا فنحن نعلم أن السيد المسيح هو المعلم الصالح.
أهنئ الدفعات الست على تخرجهم وإصرارهم وحضور الجميع، الرب يبارك هذا العمل ليكون مثل الشجرة المغروسة عند مجاري المياه التي تعطي ثمرها في حينه. لإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
ثم قدم قداسة البابا شهادات التقدير للأعضاء هيئة التدريس بالمعهد وهم أصحاب النيافة الأنبا باخوميوس واستلمها بالنيابه عن نيافته أبونا تيموثاوس، الأنبا ابرآم، الأنبا بولا، الأنبا ديمتريوس، نيافة الأنبا مارتيروس، الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي، الأنبا مقار، الأنبا مكارى، الأنبا بافلي، الدكتور القمص موسى واصف، الدكتور القمص باخوم عبدالملاك ، الدكتور القمص بولا عطية، القمص صليب عجيب، الدكتور القص بيشوى حلمى، الدكتور القس باسيليوس صبحي، الدكتور القس داود مكرم، القس بموا ساروفيم، القس أنجيلوس أنيس، القس غبريال برنابا ، القس ميخائيل فؤاد، القس بولس رفعت، القس أنجيلوس أسحاق، القس فام القمص يعقوب، القس فيلبس بيباوي، وباقى أعضاء هيئة التدريس بالمعهد.
كما قدم قداسة البابا تواضروس الثاني شهادات التخرج للحاصلين على شهادات الدكتوراه والماجستير والدبلومات، بجميع أقسام المعهد للأعوام من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٩.
تأسس المعهد عام 1054 وهدفه الرئيسى “التراث القبطى” من (لاهوت وفن وموسيقى وألحان وآثار وعمارة وتاريخ ولغة وأدب واجتماع ودراسات إفريقية) بحثا، وتحقيقا، وترجمة، ونشرا، وتسجيلا أو تدوينا وترميما وتعليما مع تداوله مع الجامعات والمراكز والهيئات الأجنبية التي بها تخصصاته. وعقد الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية عنه.
-
تكريم هيئة التدريس في حفل خريجي معهد الدراسات القبطية بالكاتدرائية بيد البابا تواضروس الثاني
- فقرة التكريمات في حفل خريجي معهد الدراسات القبطية بالكاتدرائية بيد البابا تواضروس الثاني
- كلمة البابا تواضروس الثاني في حفل خريجي معهد الدراسات القبطية في مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية
-
كلمة أ. د. إسحق إبراهيم عجبان في حفل خريجي معهد الدراسات القبطية بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية
-
كلمة أ. د. نصيف فهمي في حفل خريجي معهد الدراسات القبطية بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية
[epa-album id=”71906″ show_title=”false” display=”full”]