شارك قداسة البابا تواضروس الثاني بناء على دعوة رسمية في الاجتماع الشهري لعدد من سفراء الدول الآسيوية في مصر، والذي أقيم في منزل السفير الياباني
تلقى قداسته الدعوة ليكون المتحدث الرئيسي في اجتماع هذا الشهر، لتقديم كلمة عن الكنيسة المصرية و تاريخها.
حضر الاجتماع عدد من السفراء والقائمين بأعمال السفراء لمجموعة من دول آسيا هي دول اليابان، والصين، وأستراليا، وأفغانستان، وبنغلاديش، وبروناي، وكمبوديا، والهند، وإندونيسيا، وكازاخستان، وماليزيا، ومنغوليا، وميانمار، ونيبال، ونيوزيلندا، وباكستان، والفلبين، وكوريا، وسنغافورة،و سريلانكا، وتايلاند بالإضافة إلى عدد من الدول الأخرى.
جاءت كلمة قداسة البابا خلال الاجتماع عن تاريخ مصر وعراقة حضارتها المصرية التي انبثقت منها باقي الحضارات.
أشار قداسته في كلمته أن أرض مصر تقدست بزيارة العائلة المقدسة بعد خروجها من أرضها، وتعتبر مصر إلى يومنا هذا ملاذًا آمنًا للجميع. ويعيش جميع المصريين حول نهر النيل الذي نشرب منه الماء وأيضًا الحياة المعتدلة. وشكل نهر النيل بفرعيه كشخص يرفع يديه للصلاة ولذلك جميع المصريين متدينين.
ثم تحدث قداسته عن تاريخ الكنيسة القبطية التي تعتبر أقدم كنائس العالم وأكبر كنائس الشرق الأوسط. حيث أتى القديس مارمرقس الرسول إلى الإسكندرية عام 55 ميلاديًّا وبشر بالسيد المسيح وأصبح البطريرك الأول للكنيسة القبطية.
كما تحدث عن انتشارها في جميع أنحاء العالم في أفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لرعاية أبناء الكنيسة المهاجرين.
ثم أشار قداسته إلى أربع نقاط تتميز بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
1. تأسيسها أول مدرسة لاهوتية في العالم، حيث أسس القديس مارمرقس الرسول مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، ثم أعيد تأسيسها في عام 1893 واليوم لديها أفرع في مختلف الإيبارشيات داخل مصر وخارجها.
2. كنيسة الشهداء، حيث كان أول شهيد القديس مارمرقس عام 68 وعلى مر العصور وإلى يومنا هذا تشهد كنيستنا بدم الشهداء.
3.أسست الرهبنة، القديس الأنبا أنطونيوس المصري هو أول الرهبان، وقد أسس الرهبنة في القرن الثالث، وإلى يومنا هذا تزدهر الحياة الرهبانية بين الشباب والشابات، حيث بعد إكمال دراستهم الجامعية يتركون المناصب و يختارون الرهبنة لحبهم العميق لله. و تنتشر الأديرة القبطية اليوم داخل وخارج مصر.
4. الحركة المسكونية القوية، فالكنيسة القبطية لديها حوارات مع العديد من الكنائس، كما أننا أعضاء في مجلس الكنائس العالمي، و مجلس كنائس الشرق الأوسط، و مجلس الكنائس الأفريقي، و قد أنشأنا مؤخرًا في عام 2013 مجلس كنائس مصر.
الكنيسة تلعب دورًا هامًّا في المجتمع ويسعي كل قبطي للحفاظ على تقاليدنا القبطية وعلى أن يكون سفيرًا للمحبة والسلام.
وأشار قداسة البابا أن الكنيسة هي أحد الأعمدة الرئيسية في المجتمع المصري، وعلاقتها طيبة مع الجميع، مع الرئيس، والحكومة والبرلمان والأزهر وأيضًا مع كافة الطوائف المسيحية الأخرى.
وأضاف أن الكنيسة تؤيد جهود الحكومة المصرية في بناء مصرنا الجديدة كواجب وطني وليس سياسي. فمصر بلد السلام و ستبقي مصدرًا للسلام للعالم أجمع.