رغم حصول أهالي قرية الماريناب بأسوان على ترخيص بناء صادر من محافظة أسوان لبناء كنيسة المريناب، والتي تفجرت بسببها أحداث ماسبيرو، ورغم رضوخهم لشروط المتشددين بالقرية، والذين اشترطوا أن “يكون المبنى بلا قباب أو صلبان أو أجراس أو أبراج، ولا يوضع ميكروفون، ولا لافتات، أو (يفط) باسم الكنيسة، إضافة إلى اشتراطهم عدم دخول القمص مكاريوس، راعي الكنيسة إلى القرية”، كل هذا، ولا تزال الكنيسة مُغلقة حتى الآن.
وكانت الأحداث قد بدأت عقب ثورة 25 يناير، وأثناء تولي المجلس العسكري بقياده المشير طنطاوي أمور البلاد، وذلك في أعقاب أزمة كنيسة “أطفيح”، وتحديدا بعد صلاة الجمعة في 30 سبتمبر 2011، حيث قام متشددون بقرية الماريناب بالاعتداء على مبنى الكنيسة؛ بحُجة أنها “(مضيفة) يتم الصلاة بها، وأن الأقباط قاموا بتحويل المضيفة لكنيسة، وبنوا فوقها قبابا من غير تصريح، رغم أن كل مباني القرية بدون تصريح، وقد حاولوا هدمها بعد التجمهر أمام الكنيسة، وقاموا بحرق بيوت المواطنين الأقباط؛ وحدثت أعمال سلب ونهب، وتم تدمير المبنى، ولم تتمكن قوات الأمن من السيطرة على الموقف، وقام المتجمهرون بمنع سيارة مطافي من دخول القرية للمساعدة في إطفاء الحرائق، كما قام المتشددون باقتحام مكتب كاهن الكنيسة، وألقوا محتوياته في الشارع وحرقوه.
وفي أعقاب ذلك، خرج مصطفى السيد، محافظ أسوان الأسبق، بتصريح أثار مشاعر الأقباط، عندما أنكر وجود تصريح ببناء الكنيسة، وأن “المبنى عبارة عن مضيفة يتم الصلاة بها”.
وفي الثالت من أكتوبر عام 2011، نظم الأقباط مظاهراتٍ حاشدة أمام مبنى محافظة أسوان؛ مطالبين برحيل محافظ أسوان، ووصفوه في هتافاتهم بـ”الكذاب”، واستمرت المظاهرات عدة أيام إلى أن استشعر الأقباط بوجود محاولات للاصطدام بهم، وافتعال مشاجرات، وخوفا من تطور الأمر بعد محاولة التحرش بالمشاركات؛ لجر الشباب القبطي إلى مشاجرات، قام المتجمهرون بالانصراف، ولكن المثير للدهشة أن توقيت الاحتكاك بالمظاهرات في أسوان كان يوم التاسع من أكتوبر، تزامنا مع خروج مسيرات حاشدة للأقباط بشوارع القاهرة، وتطور المشهد بشكل أدمى قلوب الأقباط والمصريين بأحداث ماسبيرو الشهيرة التي راح ضحيتها حوالي 27 مصريا قبطيا دهسا تحت مدرعات الجيش.
وفي شهر مارس من عام 2012، أصدرت محكمة جنح إدفو بمدينة بأسوان، حكما على القس “مكاريوس بولس”، كاهن كنيسة قرية المريناب، بالسجن 6 شهور؛ بتهمة مخالفة البناء بزيادة الارتفاع في بناء المبنى.
ويعود تاريخ الكنيسة إلى أربعينيات القرن الماضي، ويتم الصلاة بها بانتظام؛ ونظرا لتهالك المبنى، شرع أقباط القرية في تجديد الكنيسة؛ خوفا من انهيارها على المصلين، خاصة وأن اللجنة الفنية المُشكلة قررت عدم صلاحية ترميم المبنى، وتم الحصول على جميع التراخيص والقرارات اللازمة”.
وبعد مرور ثلاثة أعوام على مذبحة ماسبيرو، مازلت كنيسة الماريناب مغلقة، رغم اكتمال البناء، وتنفيذ كل الشروط التي أملاها المتشددون على أهالي القرية الأقباط، ومن ضمنها عدم احتواء المبنى على قباب أو منارات أو أجراس أو صلبان أو يافطة، كما اشترطوا بناء مسجد بالقرية، وتم بناؤه، بالإضافه إلى منع دخول راعي الكنيسة، واستبداله بآخر، وإلى الآن لم يستجِب الأمن للطلب المتكرر بفتح بيت الصلاة؛ بحُجة “الدواعي الأمنية”.