سعيد بوجودي معاكم في آخر محطات الزيارة وطول الطريق نيافة الأنبا أرساني يحكي لي عن عمل الله في هذا المكان. والعروض التي قدمت كانت جميلة وطيبة وبأشكر الخدام والخادمات والأطفال ونيافة الأنبا أرساني. قمنا بتدشين الكثير من الكنائس وربنا يحافظ عليكم ودائما الخدمة تحتاج لنشاط كثير لكي تكبر و المسيح قال “الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون”. اريد أن أتحدث معكم اليوم في مقدمة المزمور الثامن عشر: “١ أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي. ٢ الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي. ٣ أَدْعُو الرَّبَّ الْحَمِيدَ، فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي.” نبدأ بأسمى شئ وهو تقديم الحب ، وأن يكون قلبي مشغول بالله وعندما أقول أحبك يارب بمعني كل كياني وفكري وقلبي مشغول بك يا الله .وفي القداس نقول “أين هي قلوبكم” يعني أحبك يارب ، أحب أعمالك – خلاصك – صليبك – تعاليمك وأمثالك. إيه بعد الحب ولكن الأهم داود رغم أنه كان ملك وشاعر وقاضي وراعي وموسيقار لكنه رأي أن كل هذا لا يساوي شيئا أحب الله فقط وهذا أختبار ، فما هي المحبة الأولي في قلبك ؟ تحب أخاك – أختك – والدك – زوجتك . كل هذا عظيم ولكن يجب أن يكون كل هؤلاء رقم ٢ ، ولاحظ أن داود قال “أحبك يارب يا قوتي” أي أن قوتي تكون من عند الله ، وفي أسبوع الآلام نقول من يوم الخميس ليلا “قوتي وتسبحتي هو الرب وصار لي خلاصا مقدسا”، بولس الرسول يقول ” محبة المسيح تحصرنا” ، أي مثلما نقول: (جمايلك تغرقني) فنقول لله هانرد لك إيه ولا إيه ؟! ، كيف ارد محبتك ؟ .. كيف أخدمك ؟.. نأخذ من الكتاب مشهدين : ١- حنة أم صموئيل كانت تطلب بدموع وحرارة وإيمان لأن محبه الله كانت تملأ قلبها. ٢- عندما اصطاد التلاميذ السمك الكثير قال بطرس “أخرج يارب من سفينتي لأني انسان خاطئ”. لكن الله يحب الإنسان الخاطئ ولا يحب خطيته ويقول له: أنا معك فقم من خطيتك ، ويوجد قديسين في التاريخ مثل مارجرجس تعرض لعذابات كثيرة ولكنه قال: أحبك يارب يا قوتي. و الشهداء حياتهم وقلبهم يقول (أحبك يارب يا قوتي). والسؤال هل قلبك مليان بمحبة الله؟ هل أنت تشعر بمحبة المسيح وعارف إن عينه عليك ؟ خليك ماسك فيه جيدا . والكتاب يقول: “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شئ” وبولس يقول ” أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني” ، أفكركم بمين ولا مين (استير – راعوث – داود – يوسف – القديسين) ولكن نختم ببطرس الرسول أنكر المسيح وبكي بكاء مر وعاد للصيد لكن الله رأي فيه القلب الجميل وبعد صيد السمك المئة ثلاثة وخمسون سمكة سأله: أتحبني ؟! قال له طبعا وكررها مرة واثنين وثلاثة إلي أن وصل في المره الثالثة وقال له ” أنت تعلم يارب أني أحبك” قلب مليان بمحبتك و النتيجة التكليف بعمل الكرازة. ومن يعرف هذا الأختبار يكون ناجح بأستمرار وكل ما يفعله يفرح به ، وداود يقول في المزمور “ذوقوا و أنظروا ما أطيب الرب” ، أي ذق و تلذذ وقول له أحبك يارب يا قوتي انت قوتي – صحتي – ومشاعري – وشغلي كل شئ بيد المسيح الذي يده قوية ، وأنتم في غربتكم هذه حيث وجود صراع ثقافي لكن نشكر الله وجود الخدمة و الكنائس و الخدام و الآباء كل هذا يجعلنا متمسكين بالله. – “أحبك يارب يا قوتي ” أنت كل الحياة و ليس بيدي ولا بقوتي ، أنت كل شئ ، أنت كل الحياة ومن خلال محبتك أشوف حياتي تسير في نور القيامة. فعش هذا في صلاتك وأعترافاتك ونعترف لأن الخطية تجرح الله ، أحبك يارب أنت الذي تساعدني وتسندني ، ولإلهنا المجد الدائم أمين.