ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء امس، من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية بالعباسية.
واستكمل قداسته السلسلة التعليمية الجديدة “الاتحاد الزيجي” كأساس لبناء أسرة مسيحية مقدسة، حيث تناول ٣ أجزاء من الكتاب المقدس، جزءًا من الأصحاح الثاني عشر من إنجيل لوقا والآيات من ١٣ وحتى ٢١، وأيضًا جزءًا من الأصحاح الثالث من سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي والآيات ١٧ و ١٨، وكذلك جزءًا من الأصحاح السادس من رسالة القديس بولس الرسول الأولى لتلميذه تيموثاوس والآيات من ٦ وحتى ١٠، وأشار إلى أن المال هو نعمة وعطية من الله للإنسان لاستخدامه كوسيلة ولكنه لا يجلب السعادة والفرح، لذلك يحتاج الإنسان أن يكون متوازنًا ومدبرًا في إنفاق المال، وأوصى على أهمية تربية الأبناء على التدبير في استخدام المال، ثم تناول قداسته الاستخدام الأمثل للمال داخل وخارج الأسرة، من خلال:
أولًا: داخل البيت: ١- احتياجات الطعام: تحتاج تدبير قوي جدًّا، وأن يكون كل أب وأم حكماء في استهلاك الطعام، مثل تناول الطعام الصحي، والتخلص من العادات الرديئة مثل الاستغناء عن بقايا الطعام، “اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ” (أم ٣١: ١٠)، الطرق السليمة في تناول الطعام، “فَاتَّكَأُوا صُفُوفًا صُفُوفًا: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمْسِينَ… فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوَّةً، وَمِنَ السَّمَكِ” (مر ٦: ٤٠ – ٤٣).
٢- إنفاق المصروف: وضع ميزانية جيدة لإنفاق المال، ومساعدة الأبناء في اختيار الإنفاق الأمثل لمصروفهم، ووضع نصيب ربنا من الدخل في البدء جانبًا، ثم الإنفاق في الأساسيات مثل الكهرباء والمياه، وتنظيم توزيع المال على أفراد الأسرة كمصروف لهم، وتدبير جزءًا للادخار.
٣- المدارس والأثاث والأجهزة: الأهم أن يكون البيت بسيطًا وجميلًا، لذلك التدبير في الاستهلاك الأمثل للموجود داخل المنزل بأفضل طريقة، واستخدام الأجهزة بحذر كصيانة لها، وعدم الإنفاق فيما غير ضروري مثل شراء أحدث الموبايلات، وتعليم الأبناء أن بيتنا هو أجمل بيت مهما كانت به أقل وأبسط الإمكانيات، ليصبح الابن منتميًا للأسرة، “أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ” (خر ٢٠: ١٢).
ثانيًا: خارج البيت: ١- عمل المرأة: المجتمع يتطلب التعاون بين الرجل والمرأة، ودائمًا النجاح الأول للمرأة في التربية، أما عمل المرأة فهو عبء عليها ويجب أن يُقدّر، لذلك الأمر يحتاج تدبيرًا.
٢- الاستثمار: استثمار المال يجب أن يكون بحكمة، مثال التأمين على الحياة، والاستثمار بطريقة مأمونة وبدون مخاطرة.
٣- الهجرة: الإمكانيات داخل مصر كثيرة وعلى الإنسان الاجتهاد، وشروط الهجرة الناجحة: – أن تكون الأسرة معًا. – أن يوجد عمل يعود بالدخل المناسب. – أن يكون مكان الإقامة قريبًا من كنيسة.
تأتي هذه السلسلة التعليمية اتساقًا مع إطلاق عام “أسرتي مقدسة”، الذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته العامة، التي عُقدت يوم ٩ يونيو الماضي، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية، كما ذكر قداسته في الحلقة الأولى من السلسلة يوم ١٥ يونيو الماضي.
+ قداسة البابا يعزي أسر ضحايا كنيسة إمبابة في مناسبة “الأربعين”
أشار قداسة البابا تواضروس الثاني، خلال العظة باجتماع الأربعاء الأسبوعي، إلى ذكرى مرور أربعين يومًا على انتقال ضحايا حادث كنيسة الشهيد أبي سيفين بإمبابة التي تحل غدًا، وطلب قداسته عزاءًا ومعونة من الله لذويهم، وشفاءًا للمصابين.
وجاء نص ما قاله قداسة البابا كما يلي: “أهنئكم بعيد الصليب الأسبوع القادم، وعيد الصليب يُنهي ١٧ يومًا من شهر توت، احتفال الفرح بعيد النيروز ثم ٣ أيام بعيد الصليب.
أيضًا نتذكر أحباءنا الذين انتقلوا في حادثة كنيسة إمبابة، والأربعين غدًا، وربنا يكون مع أسرهم، ويتمم شفاء كل المصابين، ويُعطي نعمة ومعونة، وكما قلت لكم من قبل، إن هولاء الأحباء إن كانوا كبارًا أو صغارًا فَهُم سبقونا إلى السماء أثناء صلاتهم داخل الكنيسة وكانوا صائمين، فكل هذه مشاعر تطمئننا عليهم، والذين نحبهم يكونون دائمًا في قلوبنا ولا يموتون، لأن ذكراهم تكون دائمًا حاضرة معنا، نعزي كل أسرهم، كل الآباء والأمهات والأبناء، ونقول لهم إن عيوننا مرفوعة للسماء ونطلب صلوات أحبائنا الذين سبقونا للسماء.”