رأس قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء السبت 6 يناير 2018م، صلوات قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية (ميلاد المسيح)، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ودخل قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني إلى الكنيسة بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسي يتقدمهما الشمامسة الذين رتلوا الترانيم الكنسية، وقرعت الكنيسة أجراسها وسط أجواء احتفالية، وارتدى الأساقفة والكهنة الملابس الخاصة بالصلاة، وسط حضور إعلامي مكثف من وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية.
وصافح الرئيس عبد الفتاح السيسي بعض المواطنين الأقباط المتواجدين بكنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة وهنأهم بالعيد، وداعب الأطفال، وألقى الحضور الورود على الرئيس واستقبلوه بالتصفيق والزغاريد والهتافات المرحبة.
وفي كلمته الموجزة قبل بدء القداس، أكد الرئيس السيسي أن افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح هو رسالة سلام ومحبة للعالم أجمع، وأضاف ”اسمحوا لي أن أقول لكم وللبابا ولكل الأشقاء والأهل وكل مصر والعالم كل عام وأنتم بخير وأهنئكم على الافتتاح الجزئي للكاتدرائية، وهو رسالة كبيرة جدا من مصر ليس فقط للمصريين ولا للمنطقة بل للعالم كله، رسالة سلام ومحبة”.
وتابع ”بفضل الله نقدم نموذجا للمحبة والسلام بيننا وستخرج المحبة والسلام من مصر لتعم العالم, وعندما نعيش الأحداث الحالية تتساءلون معقول أن يسود السلام .. نعم سيسود .. عمر الشر والخراب والتدمير ما يقدر يهزم الخير والمحبة والسلام, أنتم أهلنا وأنتم مننا وكلنا واحد ولا يستطيع أحد أن يقسمنا أبدا, وهذه الرسالة الثانية”.
وقال الرئيس السيسي “لا أريد الحديث عن أي آلام, أنا سعيد بوجودنا هنا وبهذه السعادة, والله يقدرنا على إدخال الفرحة على كل المصريين, أشكركم على حفاوة الاستقبال, وتحيا مصر بكم, تحيا مصر بالمصريين”.
وختم الرئيس السيسي كلمته ”محدش هيقدر على مصر طالما متوحدين, من يريد أذيتنا يريد التفرقة بيننا وهذا لن يحدث , كل عام وأنتم بخير وعام سعيد عليكم”.
وقال البابا في كلمته “بالإصالة عن نفسي وباسم المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكافة الهيئات القبطية أهنئكم بعيد الميلاد المجيد وأود أن أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وعدنا العام الماضي, وبدأ بالفعل تنفيذ وعده وها نحن ننعم بالمرحلة الأولى في العاصمة الإدارية الجديدة التي ستصير عاصمة نباهي بها العالم في تخطيطها وامكانياتها”.
وأشاد بإنشاء المسجد الكبير والكنيسة الكبيرة في العاصمة الإدارية الجديدة التي ستكون عنوانا لمصر أرض الحضارات لكل العالم. وقال قداسة البابا “هذا العمل العظيم الذي يشترك فيه المصريون بتبرعاتهم وجهدهم وأوقاتهم نسجله في هذه الليلة كحدث فريد على أرض مصر وحدث متميز وغير مسبوق في مثل هذه الأيام منذ 50 عاما في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والبابا الراحل كيرلس السادس البابا رقم 116 في تاريخ الكنيسة حيث وضع حجر أساس للكاتدرائية المرقسية بالعباسية عام 1965 وافتتحت 1968”.
وأضاف “كأن الله يدبر أنه في الاحتفال باليوبيل الذهبي لافتتاحها تأتي الأيام وعلى يد الرئيس السيسي وكل المسؤولين يتم إنشاء هذه الكاتدرائية في مرحلتها الأولى والتي نفرح بها ونسعد أن تشاركونا جميعا الفرحة المتميزة والتي نسجلها في كتب التاريخ الكنسي الذي يقرأ يوميا ويعرف باسم “السينسكار”. وتابع “لقد وعد الرئيس السيسي فأوفى والوعد يتحقق في هذه الصورة الجديدة لمصر وأحد المشروعات الضخمة التي تتم في مصر عصر جديد ورؤية جديدة مخلصة نرى فيها الصورة الجديدة لمصر”.
وقال قداسة البابا إنه تقرر إطلاق اسم (ميلاد المسيح) على الكاتدرائية الجديدة لأن الرئيس السيسي أعلن عن إنشائها في عيد الميلاد الماضي وتم افتتاح مرحتها الأولى اليوم.
وأضاف قداسة البابا “هذه الكاتدرائية تحظى برعاية القيادة السياسية وتشريفكم ومشاركتهم عن كل الشعب المصري وسيسجل التاريخ بأحرف من نور هذا الحدث الذي يقدم صورة مشرفة عن بلادنا العزيزة”.
وتناول قداسة البابا في عظة القداس الدروس المستفادة للبشرية من قصة ميلاد السيد المسيح وكيف يمكن أن نستفيد منها في هذه الأيام.
وقال “نبدأ اليوم في الكاتدرائية أول قداس وأول صلاة ليرى العالم كله مصرنا الجميلة الرائعة صاحبة التاريخ والحضارة معلمة العالم التي يعيش فيها الجميع وفي تاريخها وحاضرها كل الحضارات”.
وأضاف قائلا “أذكر شهداء الوطن والكنيسة بالخير ونصلي من أجل المصابين ومن أجل الجميع أن يحفظكم الله وأن ينشر الله سلامه في كل مناطق الصراع ويعين المسؤولين على مجهودهم ونعتز بكل جهد يبذل على أرض مصر”.
وقدم قداسة البابا الشكر خلال كلمته, لكل من بطريرك الكاثوليك الأنبا إبراهيم أسحق الذي ترأس وفدا من الكنيسة الكاثوليكية, والطائفة الإنجيلية برئاسة القس اندريه زكي, كما قدم خالص الشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة على جهودها في العمل الذي يقدموه في الكاتدرائية الجديدة, والنائب العام المستشار نبيل صادق, كذلك قدم الشكر للهيئة الوطنية للإعلام على نقل القداس على الهواء مباشرة وكافة وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية وجميع القنوات الفضائية ووكالات الأنباء المحلية والدولية.
ونوه قداسته إلى أن ميلاد السيد المسيح قسم التاريخ الإنساني إلى قسمين, قبل الميلاد وبعده, لافتا إلى أن الخطية كانت السبب وراء الشرور التي يشهدها العالم من حروب وإرهاب. وعقب انتهاء عظته, صافح البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية كبار الضيوف قبل أن يعود لرئاسة القداس الذي سيختتم في وقت لاحق ب`”طقس التناول”.
حضر القداس كل من الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء واللواء مصطفى الشريف رئيس ديوان رئيس الجمهورية والنائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب نيابة عن الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وإبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية واللواء أحمد جمال الدين مستشار الرئيس للأمن والدكتورة فايزة أبوالنجا مستشارة الأمن القومي والمهندس هاني عازر عضو المجلس الاستشاري لعلماء مصر ووفد من قيادات القوات المسلحة نيابة عن الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار. كما شارك بالحضور في القداس وزير الكهرباء محمد شاكر ووزير التنمية المحلية هشام الشريف ووزير التعليم العالي والبحث العلمي خالد عبدالغفار ووزير الخارجية سامح شكري, ووزير التربية والتعليم طارق شوقي, ووزير التموين علي مصيلحي, ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور ماجد نجم, ووزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج نبيلة مكرم, ووزيرة التخطيط هالة السعيد, ووزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي, ووزير الثقافة حلمي النمنم, ووزير الصحة الدكتور أحمد عماد, ونقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة, وعمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين بالقاهرة.