تودع الكنائس المصرية خلال أيام، العام الحالي، لتستقبل عاما جديدا، تاركةً زخما من الأحداث عاشتها الكنائس المصرية خلال عام 2014، بدأت بالانتخابات الرئاسية التي جاءت بالرئيس السيسي، وصولا بإنهاء مناقشات مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين.
شهدت الكنائس المصرية العديد من الأمور والمتغيرات، رئيسا جديدا للبلاد، وهجمات إرهابية، ومحاولات إقحامها في دائرة السياسة، ورحيل قطب هام بالكنيسة الأرثوذكسية هو نيافة “الأنبا ميخائيل”، عميد أساقفة الصعيد، ونيافة الأنبا أغناطيوس، أسقف السويس، وإعياء نيافة الأنبا باخوميوس رجل المرحلة الانتقالية.
أيضا ست سفريات لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني خارج البلاد، سفيرا للوطن يؤكد أينما ذهب أن “مصر تستقر بعد إجلاء الإخوان من سدة البلاد، وطن يسعى للبناء، شعبا واحدا.
وعاشت الكنيسة القبطية هذا العام أياما قطعت فيها شوطا كبيرا لإعادة هيكله بنائها التنظيمي، كاعتماد لائحة انتخاب البطريرك، بعد تعديلات لائحة (57)، واعتماد لجنة الرعاية والخدمة لتنظم الخدمة والتربية الكنسية، والاتفاق على مصادر موحدة لألحان شهر كيهك، وإعداد المجمع لخطة تدريب قيادات الخدمة في الإيبارشيات على مهارات القيادة.
وقد أعدَّ المجمع المقدس خلال عام 2014 زيت الميرون “الزيت المقدس” بطريقة حديثة، من خلال جلب الزيوت العطرية التي تدخل في تكوينه، من الخارج، بشهادات معتمدة، وهو ما شهد هجوما حادا على قداسة البابا من البعض؛ لاعتقادهم بأن في ذلك إخلالا بالطقوس والصلوات المتبعة لتقديس الزيت- الذي هو أحد أسرار الكنيسة السبعة.
وجاءت سفريات قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني للخارج خلال العام، الأولى في مارس الماضي، إلى لبنان؛ للمشاركة في صلوات الجناز على بطريرك الكنيسة السريانية، وفي مايو زار الإمارات العربية، ودشَّن كنائس، وأشاد بدورها لمؤازرة مصر خلال ظروفها الحالكة. وضمن زياراته، في يونيو سافر للنرويج وفنلندا، والتقى بأبناء الكنيسة هناك؛ ليشرح لهم خُطى مصر للاستقرار.
وفي شهر يوليو، سافر للنمسا في رحلة علاجية؛ لتلقي علاج طبيعي وعقاقير؛ نظرا لتزايد آلام ظهره، وزار هولندا وسويسرا وكندا في أغسطس الماضي؛ لتفقد أبناء الجالية المصرية، وتوضيح صورة مصر ونهوضها، وخروجها من كبوتها. وآخر تلك الزيارات للخارج كانت زيارته التاريخية لروسيا في أكتوبر، حينما التقى بطريرك روسيا؛ ليفتح قنواتٍ للحوار بين الكنائس، بعدما ظل جامدا سنوات طويلة.
وكرَّمت الكنيسة خلال العام عددا من الشخصيات المصرية؛ نظرا لدورهم في خدمة الوطن والمواطنين، في مقدمتهم: الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، والمهندس إبراهيم سمك، خبير الطاقة، والمهندس هاني عازر، خبير الأنفاق العالمي، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، لاسيما تكريمها للمستشار عدلي منصور، الذي شغل منصب رئيس البلاد بشكل مؤقت.
وأقامت الكنيسة عددا من المؤتمرات العلمية والتعليمية، منها مؤتمر العلم، وآخر لمواجهة الإلحاد، وأخيرا للاحتفال بمرور 60 عاما على معهد الدراسات القبطية، الذي أوصى خلاله قداسة البابا بضرروة الاعتراف بالمعهد من المجلس الأعلى للجامعات، وأيضا استحداث أقسام للعلوم السياسية.
وفي الداخل، رسم قداسة البابا عددا من الأساقفة والقسوس والرهبان، لاسيما في زيارته للفيوم إبان احتفالات الإيبارشية بمرور مائة عام لنياحة الأنبا إبرام، أسقف الفيوم.
أيضا زار قداسته عددا من الأديرة وتفقد الرهبان. وكانت زيارته الأخيرة لأسيوط؛ ليترأس الصلاة على جثمان نيافة الأنبا ميخائيل. فيما قام قداسة البابا بتخريج دفعات الإكليريكية، ومعهد المشورة، وتكريم أساتذة جامعيين.
فيما دفع دور الأقباط الوطني في المشاركة الفاعلة خلال الاستفتاء على الدستور، جماعات الإرهاب الأسود لتتفن في محاولات النيل من الكنيسة، بنشر ملصقات تزعم بأن “السيد المسيح يدعو لانتخاب السيسي رئيسا”.
وشارك قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني في افتتاح مشروع مسار العائلة المقدسة لتنمية السياحة الدينية في مصر، وكذا الاحتفال بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، وافتتاح الكنيسة المعلقة بعد الانتهاء من تجديدها، الذي دام لسنوات طوال، إضافة للاحتفال بالعام الأول لمجلس كنائس مصر، الذي يضم الكنائس المصرية.
وشهدت الكنيسة الإنجيلية انتخابات سنودس النيل الإنجيلي “المجمع الأعلى”، خلال دورته الـ124، والذي فاز برئاسته لعام 2014، الدكتور القس جورج شاكر، وانتُخب أيضا عددٌ من أعضاء المجلس الملي الإنجيلي.
وأبدت الكنيسة الإنجيلية اعتراضها على قرار المحفل الأمريكي بشأن أحقية المثليين في الزواج، وخاطب رئيس الكنيسة الإنجيلية الدكتور القس صفوت البياضي، رعاة الكنائس الإنجيلية ذات الطابع المصري بأمريكا بالانسحاب من المحفل الامريكي؛ على خلفية هذا القرار.
وأثارت الكنيسة الإنجيلية أمرين، الأول أحقية رسامة المرأة قسا؛ وهو ما لاقى رفضا من الطوائف الأخرى، ولازال الأمر قيد الدراسة واستطلاع الرأي، داخل الكنيسة المشيخية الإنجيلية، والثاني هو تمسكها بالزواج المدني في قانون الأحوال الشخصية، والذي عدلت عنه مؤخرا.
وشهد هذا العام أيضا لقاءً بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء الكنائس المسيحية بمصر، في سابقةٍ هي الأولى أن يجتمع رئيس الجمهورية بقادة الكنائس بشكل جماعي، وقد تناقشوا حول ما يدور بالبلاد من اختطاف قسري وتهجير، وعن الكنائس التي تخضع للترميم بعد الاعتداء عليها، والأمور العامة بالبلاد، ومعاناة مسيحيي العراق المهجَّرين.