تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نظم المركز الثقافي القبطي الارثوذوكسي برئاسة نيافة الأنبا إرميا – الأسقف العام، المؤتمر اللاهوتي الأول (يومي الأربعاء والخميس 16و17 أكتوبر2013م، بعنوان “التعاليم الخريستولوجيّة في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية عند القديس البابا كيرلس عمود الدين والبابا شنوده الثالث”
بدأ نيافة الأنبا إرميا – رئيس المركز كلمته مرحبا بالسادة الحضور من الدارسين والمهتمين بالانشطة الثقافية المتنوعة التي يقدمها المركز تحت رعاية البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والذي يٌعد (راعي الثقافة) في كنيستنا الأرثوذكسية، مشيرا إن هذا المؤتمر هو الأول لاهوتيا والأربعون من أنشطة المركز (ندوات، لقاءات، مؤتمرات).
ثم عرض نيافته برنامج المؤتمر والمتكلمين فيه خلال اليومين وهم من أساتذه اللاهوت وعلى رأسهم نيافة الأنبا بيشوي – مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري وأ.د. موريس تاوضروس- أستاذ العهد الجديد واللغة اليونانية بالكلية الاكليريكية و القس بيشوي حلمي والقس يوسف قزمان. والموضوعات التي سيتناولها المؤتمر وأيضا فتح باب النقاش والتساؤلات. ومنها طالب نيافته من نيافة الأنبا بيشوي أن يحدد الميعاد المناسب من كل شهرلتنظيم مؤتمرا لاهوتيا.
هنا أعرب نيافة الأنبا بيشوي– مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري عن أمتنانه لمجهودات الأنبا إرميا بالمركز من خلال تنظيم العديد من الأنشطة الهامة والمفيدة للمصريين جميعا، مشيرا إلى أهمية هذا المؤتمر اللاهوتي بمقر المركز، حيث يستطيع غير الدارسين من حضور ومناقشة موضوعات لاهوتية يصعب على غير المتخصصين حضورها سواء بالكلية الأكليركية أو غيرها من المعاهد الدراسية، مضيفا أن موضوع هذا المؤتمر هام جدا وخاصة إنه يتناول الحوار الدائر بين الكنائس المسيحية وهو( طبيعة السيد المسيح: كلمة الله المتجسد)
وتطرق نيافة الأنبا بيشوي إلى النقاط التي سيتناولها المؤتمر وهي رسائل القديس كيرلس عمود الدين للرد على هرطقة نسطور والتي سيتحدث باستفاضة بها أ.د. موريس تاوضروس وأيضا مجمع أفسس والذي سيتناوله القس بشوي حلمي وأخيرا طبيعة السيد المسيح في كتابات البابا شنودة الثالث والذي سيتناوله القس يوسف قزمان. وأيضا التعبيرات الأساسية التي إستخدمها القديس كيرلس الكبير في شرح طبيعة المسيح وما دار بين الكنائس بشأنها من حورات والتي سيتناولها نيافته في محاضرتين.
المحاضرة الأولى: د. موريس تاوضروس – أستاذ العهد الجديد واللغة اليونانية بالكلية الاكليريكية التي تناول فيها رسائل القديس كيرلس عمود الدين للرد على بدعة نسطور التي نادت بـ:…
1- جعل في المسيح أقنوميّن منفصلين ومتمايزين، لذلك رفض عقيدة الاتحاد بين الناسوت واللاهوت كاتحاد حسب الطبيعة كاتا فيزين kata fuVin كما رفض الاتحاد الأقنومي، رفض الوحدة بحسب الأقنوم بكونه اتحادًا يفوق الوصف والإدراك أنه اتحاد حقيقي لا يمكن أن ينفصل.
2 – اعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد اتصال
3- اعتبار أن الكلمة هو ابن الله، وأن يسوع هو ابن العذراء مريم. ومن هنا فإن للسيد المسيح أقنومين وشخصين متحدين إتحاداً خارجياً وطبيعتين منفصلتين، فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله، وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم.
4- اعتبار أن الإنسان مُختار من الكلمة وقد أنعم عليه الله الكلمة بكرامته وألقابه، ولذلك نعبده معه بعبادة واحدة. ولا يخفى أن هذا النوع من الشرك في عباده الله
5- يرفض تسمية السيدة العذراء “والدة الإله” ويسميها “(ثيؤتوكوس) والدة المسيح” (خريستوتوكوس)
ومن ثم كانت رسائل القديس كيرلس (عمود الدين) إلى نسطور التي قدم فيها شرحا مستفيضا لعقيدة الكنيسة الجامعة في شخص المسيح وكانت هي الوثيقة الرئيسية التي أعتمد عليها مجمع أفسس في الرد على هرطقة نسطور وقد جاء فيها:
“لأنه لم يولد أولا إنسانا عاديا من العذراء القديسة ثم بعد ذلك حل عليه الكلمة، بل إذ قد اتحد بالجسد الذي من أحشائها، فيقال أن الكلمة قد قبل الولادة الجسدية، لكي ينسب إلى نفسه ولادة جسده الخاص”.
“وهكذا نقول أيضا أنه تألم وقام، ليس أن كلمة الله تألم في طبيعته الخاصة أو ضُرب أو طُعن أو قبل الجروح الأخرى، لأن الإلهي غير قابل للتألم حيث أنه غير جسمي. لكن حيث أن جسده الخاص، الذي وُلد عانى هذه الأمور، فأنه يقال أنه هو نفسه أيضا قد عانى هذه الأمور لأجلنا. لأن ذاك الذي هو غير قابل للآلام كان في الجسد المتألم. وعلى نفس النسق نفكر أيضا عن موته. إن كلمة الله حسب الطبيعة غير مائت وغير فاسد لكونه هو الحياة ومعطي الحياة. ولكن بسبب أن جسده الخاص ذاق بنعمة الله الموت لأجل الجميع كما يقول بولس (عب9:2)، لذلك يقال أنه هو نفسه قد عانى الموت لأجلنا”.
“وهكذا فنحن نعترف بمسيح واحد ورب، ليس أننا نعبد إنسانا مع الكلمة، حتى لا يظهر أن هناك انقساما باستعمال لفظة “مع” ولكننا نعبد واحدا هو نفسه الرب حيث أن جسده لا يخص غير الكلمة الذي باتحاده به يجلس عن يمين أبيه. ليس كابنين يجلسان مع الآب، بل كابن واحد متحد مع جسده الخاص”.
كما تطرق د. موريس للرسالة الثالثة للقديس كيرلس للرد على نسطور والتي تتضمن الحرومات الاثنى عشر وهم:…
1- من لا يعترف أن عمانوئيل هو الله بالحقيقة، وبالتالى لا يعترف أن العذراء القديسة هي والدة الإله لأنها ولدت جسديًا كلمة الله المتجسد، فليكن محرومًا.
2- من لا يعترف أن كلمة الله الآب قد وحَّد نفسه أقنوميًا بالجسد، وهو مع جسده الخاص مسيح واحد، وأنه هو نفسه في نفس الوقت إله وإنسان معًا، فليكن محرومًا.
3- من يقسم بعد الاتحاد المسيح الواحد إلى أقنومين، ويربط بينهما فقط بنوع من الاتصال في الكرامة، والسلطة والقوة، والمظهر الخارجى، وليس بالحرى بتوحيدهما في اتحاد طبيعى، فليكن محرومًا.
4- من ينسب الأقوال التي في البشائر والكتابات الرسولية، أو التي قالها القديسون عن المسيح أو التي قالها هو عن نفسه إلى شخصين أو أقنومين، ناسبًا بعضها للإنسان على حده منفصلًا عن كلمة الله، وناسبًا الأقوال الأخرى، لكونها ملائمة لله، فقط إلى كلمة الله الآب وحده، فليكن محرومًا.
5- من يتجاسر ويقول أن المسيح هو إنسان ملهم من الله وليس بالحرى هو الله الحقيقى، لأنه الإبن الواحد بالطبيعة، لأن الكلمة صار جسدًا (يو1: 14) واشترك مثلنا في اللحم والدم (عب 2: 14)، فليكن محرومًا.
6- من يتجاسر ويقول أن كلمة الله الآب هو إله وسيد للمسيح، ولم يعترف بالحرى أن المسيح نفسه في نفس الوقت هو إله وإنسان معًا بحسب الكتب أن الكلمة صار جسدًا ، فليكن محرومًا.
7- من يقول أن الإنسان يسوع هو تحت سيطرة الله الكلمة وأن مجد ابن الله الوحيد يتصل بكينونة مختلفة عن الابن الوحيد، فليكن محرومًا .
8- من يتجاسر ويقول أن الإنسان الذي اتخذه الكلمة ينبغى أن يسجد له مع الله الكلمة، ويمجد معه ويعترف به كإله مع الله الكلمة، كما لو كان الواحد منفصلًا عن الآخر (لأن لفظة “”مع”” التى تضاف دائمًا تفرض أن يكون هذا هو المعنى)، ولا يكرم عمانوئيل بالحرى بسجدة واحدة، ولا يرسل له ترنيمة تمجيد واحدة، لكون الكلمة صار جسدًا، فليكن محرومًا.
9- إن قال أحد أن الرب الواحد يسوع المسيح قد تمجد من الروح، وأن المسيح كان يستخدم القوة التي من الروح كما لو كانت خاصة بقوة غريبة عنه ويقول أن الرب قبل من الروح القدرة على العمل ضد الأرواح النجسة ويتمم العجائب بين الناس، ولا يقول بالحرى أن الروح الذي به عمل المعجزات خاص بالمسيح، فليكن محرومًا.
10- يقول الكتاب المقدس أن المسيح هو رئيس كهنتنا ورسول اعترافنا (أنظر عب 3 : 1، أف 5: 2)، وأنه قدم نفسه من أجلنا رائحة طيبة لله الآب. لذلك إن قال أحد أنه لم يكن كلمة الله نفسه هو الذي صار رئيس كهنتنا ورسولنا حينما صار جسدًا وإنسانًا مثلنا، لكن آخر منفصل عنه مولود من إمرأة؛ أو يقول أنه قدم نفسه ذبيحة لأجل نفسه أيضًا وليس بالحرى لأجلنا فقط (لأن من لم يعرف خطية لا يحتاج إلى ذبيحة)، فليكن محرومًا.
11- من لا يعترف أن جسد الرب هو معطى الحياة، وهو يخص كلمة الآب نفسه، بل يقول أنه جسد لواحد آخر خارجًا عنه، وأنه مرتبط به فقط في الكرامة، أو حصل فقط على حلول إلهى، ولا يعترف بالحرى أن جسده معطى الحياة، ولأنه كما قلنا يخص اللوغوس وله قدرة أن يجعل كل الأشياء تحيا، فليكن محرومًا.
12- من لا يعترف أن كلمة الله تألم في الجسد (بحسب الجسد)، وصلب في الجسد، وذاق الموت في الجسد، وصار البكر من الأموات (أنظر كو 1 : 18)، حيث أنه الحياة ، ومعطى الحياة كإله، فليكن محرومًا.