أقامت المنطقة الروتارية “2451– مصر” مؤتمرها السنوي الخامس بمدينة القاهرة، في الفترة من 3 – 5 مايو 2018، لعرض مشروعات التنمية، والإنجازات التي تقدمها الأندية الروتارية للمجتمع المصري. وذلك تحت رئاسة المهندس حمادة زهران، حاملاً شعار “السلام يصنع الفرق”، وبحضور نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والذي تم تكريمه بعد إلقاء كلمة في المؤتمر حول “السلام والخير في الأديان”.
وخلال كلمته قال نيافة الأنبا إرميا، إن السلام في الإسلام هو اسم من أسماء الله الحسنى، وفي المسيحية نقول عن الله إنه إله السلام وملك السلام ومصدر السلام للجميع، فهو أمر نادت الأديان بالسعي إليه وتحقيقه، لافتًا إلى أن الله يريد من البشر أن يتعارفوا جميعًا وأن يعيشوا على أساس من الود والمحبة.
وأضاف نيافته أن التاريخ ممتلئ بالمواقف النبيلة التي تظهر عمق وحكمة أصحابها، فالخليفة عمر بن الخطاب عندما تسلم بيت المقدس رفض الصلاة في الكنيسة، وقال: “لئلا يأتي بعدي المسلمون ويأخذونها ويقولون هنا سجد عمر”، معطيًا صورة جميلة عن التسامح، وسجد خارج كنيسة القيامة، حيث بُنِيَ “جامع عمر” فيما بعد.
ونوه إلى أن السلام والتآخي بين المسلمين والمسيحيين جاء في كثير من العهود والمواثيق التي تحدث عنها التاريخ الإسلامي، مثل الميثاق الذي أُعطِيَ لنصارى نجران، والميثاق الذي أُعطِيَ لـ “قبيلة تغلب” وغيرها العديد من المواثيق والمواقف التي تؤسس لقيم العدل والرحمة بين جميع البشر.
وأشار إلى أن السلام أصبح الحلم الذي تبحث عنه البشرية في ظل عصر ممتلئ بعواصف القلق وأمواج التوترات التي تحاول أن تغرق الإنسانية، وأن السلام وبناء المجتمعات يكون على أساس العدل بين البشر جميعًا، وتابع قائلاً: “إذا أردت أن تغير العالم فكن أنت التغيير الذي تريد”.
ولفت نيافة الأنبا إرميا إلى إن الأديان تسعى إلى إنقاذ الإنسان من الهلاك وأن يعيش في سلام سواء بسلوكه في طرق التوبة والمحبة والخير والفضائل، أو أن يحيا في سلام مع الناس المحيطين به من خلال احترام إنسانيتهم وحقوقهم وحرياتهم والتعامل معهم بود وتعاطف، أو أن يحيا أيضًا في سلام مع نفسه عندما يقبلها ويطورها ويحقق النجاح في طرق الحياة المختلفة.
[epa-album id=”57253″ show_title=”true” display=”full”]