بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين تحل علينا رحمته ونعمته من الأن وإلى الأبد آمين من رساله معلمنا بولس الرسول الرسالة الثانية لأهل كورنثوس الاصحاح الرابع كل سنة وحضراتكم طيبين بنرحب بوجود الأباء المطارنة والأباء الأساقفة معنا النهاردة ضمن السيمينار السنوي للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو الفترة الدراسية التي نقضيها معًا في عمل دراسي لنا جميعًا ونشترك فى المحاضرات وفي المناقشات و في الدراسة والبحث و تكون فرصة طيبة لدراسة موضوع واحد بعمق شديد، موضوع هذا العام في السيمينار السنوي هو”الأسقف والكاهن أبوة وبنوة” ودارات موضوعات ومناقشات ثريه للغاية ولسه هنكمل غدًا حبيت اليوم بمناسبة وجودنا كلنا وبمناسبة وجود بعض الأباء الكهنة أن اتحدث عن عمل النعمة في حياتنا نحن كأباء أساقفة أو أباء كهنة أو خدام، النعمة هي التي تعمل فينا، كلنا تحت الضعف وكلنا غير مستحقين لهذه الخدمة العظيمة والمملؤة سرًا ولكن النعمة تعمل لذلك سوف اتحدث عن عمل النعمة ثم صفة الخادم ثم اتكلم عن النعمة التي تعمل فى الخادم والمخدوم وطبيعة الخدمة أولًا نضع اساسيات عن النعمة: أولًا : النعمة لها قوة أعظم من الطبيعة: كل مادة في الطبيعة لها قوة الحديد الخشب النسيج تختلف من شيء للأخرولكن عندما توجد النعمة تكون أقوى من الطبيعة مثال لهذا العصا التي كانت في يد موسي عندما شق البحر هى عصا عادية معروف قدرتها وقوتها ولكن بالنعمة التي فيها ومن خلال هذا قدرت تشق البحر ويعبر الشعب وتغرق فرعون ومركباته وتكون قوة عظيمة وتسجلها الكنيسة في تاريخها من خلال الهوس الأول في التسبحة ثانيًا : الله لا يعطينا عندما نتكاسل: الله يعطينا عندما لا نستطيع وهنا طرفين مختلفين الله لا يعمل مع الإنسان الكسلان ابدًا، الله يعمل مع الإنسان الذي يقول له “لا اقدر” فيعمل معه، نحن نقول انها معجزات او عمل كبير ولكن هذه هى طبيعة الله أن يعمل عندما لا نستطيع و تظهر قوته العظيمة في حياتنا ولكن إذا تكاسل الإنسان “الرخاوة لا تمسك صيدًا” تكون النتيجة لا شيء النعمة تستطيع أن تعمل وتقدر مع الإنسان الذي يقول أنه لا يستطيع واتذكر عبارة المتنيح البابا شنوده ” عندما توجد النية الله يعطي الأمكانية” ثالثًا النعمة تكره الفراغ: الفراغ شكل من اشكال الكسل فراغ العقل القلب والروح والنفس الوقت، النعمة تكره الفراغ،النعمة تحب الملء ولذلك خدمتنا وكما قال معلمنا بولس الرسول “ولكن لنا هذا الكنز في أواني خزفية ليكون فضل القوة لله وليس منا” والخدمة في تطورها الكامل هى “من الله بالله إلى أن نصل إليه”، هو مصدرها وقوتها وهدفها وهذه الثلاث اساسيات التي نضعهم في حياتنا لنعرف طبيعة النعمة التي تعمل في حياة الإنسان. ثانيا: تعريف الخادم كأب أسقف وأب كاهن وخادم في الخدمة هناك صفات لهذا الخادم يجب أن تكون حاضره على الدوام. 1- لديه احساس كامل وحقيقي بالنعمة المعطاه له : الله جعلنى أب أسقف أو أب مطران يجب أن يكون لدي الأحساس الحقيقي بالنعمة التي يعطيها لي الله اقدرها وأعرف قيمتها وعظمتها وكيف منحها الله لي ولدي احساس حقيقي بالنعمة المعطاه له وهذا الأحساس متجدد ودائم ومستمرفي حياة الإنسان ولذلك لا نشيخ،وكما يقولوا ” المسيحية لا تعرف الشيخوخة” السن يكبر ولكن القلب يبقي في الصورة الشبابية النعمة تجعل الإنسان شاب، النعمة “تجدد مثل النسر شبابك” لا تجعل سنك يجعلك تشيخ كن دائمًا في احساس الشباب، الجسد يضعف ولكن احساسك الداخلي لدية احساس حقيقي بالنعمة 2- الخادم لديه اهتمام لأشباع كل النفوس: نحن نعمل في عمل خاص نحن هدفنا النفوس، الطبيب يهتم بصحة الإنسان، المدرس هدفه يعلم الأخرين، المهندس هدفه يبني مساكن للأخرين، الخادم الذي لديه احساس بالنعمة لديه اهتمام بالغ بالنفوس وليس العدد، مهتم بأشباع النفوس المفديه على عود الصليب، الطفل الشاب الأسرة الجديدة ، الأشباع احساس بالمسئولية وهي مسئولية مستمرة 3- خادم المسيح لديه أشواق وطموحات: الانسان لا يتوقف عن أن يحلم ولا تدعوا الإحباط يتسرب إلينا …الكلمات المحبطة” ليس في الامكان افضل من ما كان” ، لديه اشواق وطموحات وعندما يسمح الله أن نحتفل بأعياد الرسامة والميلاد هذه الأعياد هدفها اشكرالله على اللي فات و أضع أحلامي واشواقي عند قدميه ويكون لدي طموحات روحية 4- لديه حرص واحتراس من عدو الخير” نصلي قيام الاعداء الخفين انزعها عنا وعن سائر شعبك” ، لديه حرص إلا يسرق أحد أكليله واخد باله من نفسه وخدمته وكنيسته واخد باله باستمرار ولديه هذا الحرص ومنتبه لنفسه، لذلك نأخذ فترات اصوام وخلوات نراجع أفكارنا وحياتنا ونقابل أباء اعترافنا ويكون الإنسان دائما محترس. هذه الصورة التي نتحدث فيها عن النعمة تجعلنا نقف عند ثلاث محطات… كيف تعمل النعمة في كل خادم فينا؟ 1- في دعوتنا للخدمة: نقول في القداس “ونحن المدعوين بنعمتك إلى خدمتك ونحن غير مستحقين” المدعوين بالنعمة… النعمة هى التي دعتنا كلنا والله يعملنا معنا وكل شيء عند الله بهدف، الله يقصد اليوم الذي رسمت فيه والمسئولية التي اوكلها إليك و خدمة كل واحد منا مهما كان نوع الخدمة النعمة التي دعتك وتعمل معك، والنعمة التي تجعل فيك هواية خلاص النفوس وهذا تعبير يوحنا ذهبي الفم، وهي هواية لا يوجد بها اجبار…هواية تتويب النفوس ، الصراع الحقيقي الذي نعيشه في خدمتنا كيف نساعد الأخرين على التوبة و تأتي فترات الأصوام تجدد روح التوبة فينا،والصلوات تساعدنا في تتويب النفوس والإنجيل يقول” العالم قد وضع في الشرير” الخطايا كثيرة في العالم واتساعها بقي كبير داخل وخارج البيت الصغير والكبير علينا مسئولية ضخمة جدًا، بقدرتنا لا نستطيع أن نتمه ولكن بعمل النعمة نستطيع، أنت مدعو بالنعمة وأنت تعمل بالنعمة وأنت تطلب النعمة “نعمة الستر دائمًا” الخادم فينا هو اداه في يد النعمة ومهما عمل الله على ايدينا لا ننسب شيء لنا ولكن كله عمل الله،كله منسوب إلى عمل النعمة، النعمة دعتنا للعمل وتجعلنا ننشغل بتتويب النفوس وهواية خلاص الأخرين وتستر علينا وتكمل كل ضعف. النعمة لا تعمل فينا فقط ولكن النعمة تعمل أيضا في نفوس من نخدمهم تهيئ قلوب من نخدمهم عندما نقوم بخدمة النعمة هي التي تهيئ النفوس مثل ما الزارع يحرث الأرض، مثل قصة بولس الرسول وهو يتكلم امام اغريباس الملك ” بقليل تقنعني أن اصير مسيحيا ” هذه النعمة التي حركت قلبه النعمة أيضا هي التي تشبع المخدومين هى التي تجعل الإنسان يشبع ويرتوي ويستجيب النعمة التي تعمل في قلوب المخدومين ماذا يجعل الشاب يستمر في حضور اجتماع لأنه يشعر أنه شبع ارتوى ولأنه محتاج ” النفس الشبعانه تدوس العسل” فبعد اولادنا يتم لأن النفس لم تشبع ويجب أن نتاكد أن المخدوم شبع هناك تقليد قديم عندما تأكل الام ابنها “يقول الطفل أنا شبعت فتقول الأم أنا فرحت” النعمة تسبب النمو التدريجي في حياة أولادنا وهذا ما حدث مع القديس أثناسيوس عندما رأه القديس البابا الكسندروس في امكانية للمستقبل عمل النعمة جعل أثناسيوس يتدرج فى الخدمة حتى وصل ليكون بطريرك عظيم في تاريخ الكنيسة ونحن نصلي نقول ” الخطاة الذين تابوا عدهم مع مؤمنوك، ومؤمنوك عدهم مع شهدائك والذين هاهنا أجعلهم متشبهين بملائكتك” هناك تدرج النعمة في حياة المخدومين تهيئ القلب وتمهده وتساعد في الأستجابة والشبع والأرتواء وتسبب النمو المتدرج في حياة أولادنا النعمة التي تعمل في جوهرالخدمة: مثال لو علي موضوع اقدمه النعمة تعمل فى هذا الموضوع، تعمل فى جوهر الخدمة تساعدنا أن نختار ما هو مناسب لنقدمه لمن نخدمهم، النعمة تساعد أن تختار الشيء المناسب ما هو مشوق وما سوف يصل، يوجد الان قنوات كثيرة ولكن التواصل الحي هو المؤثر، والنعمة تجعلنا نطور ونجدد في طبيعة الخدمة النعمة متجددة بها حركة وهذا الأسلوب يجعل الخدمة تكون جذابه ومبهرة السيد المسيح قال لنا ” كاس ماء بارد لا يضيع اجره” خدمتنا لازم تساعد المخدومين وتكون متجددة في تاريخ الكنيسة قصص ومواقف نحتاج أن نبحث عنا وأيضا في الإنجيل، كيف نبدع في العمل الذي يقدم، هذا الزمن يحتاج كل شيء يكون مبهر ويجب أن نستخدم أولادنا ليساعدونا ، في جامعات سنغافورا يعينوا الأوائل مساعدين للوزراء لمشاركة الخبرة مع الفكر الجديد وهذا سبب نهضة هذه البلاد أولادنا يساعدونا فى الأبداع والتجديد النعمة تساعدك إنك تبني نظام، النعمة هي التي ترتب كيف يكون اجتماع الخدمة ومجمع الكهنة و برنامج الموضوعات، النعمة هي التي تعمل فى حياتنا وهي قوة أعظم من الطبيعة وتعمل معنا ليس عندما نتكاسل بل عندما لا نستطيع والنعمة لا تحب الفراغ ونجد القديس بولس في الرسالة الثانية لأهل كورنثوس يقرر كلمة “لا نفشل” وهذا يعطى رجاء للإنسان ويعطيه الحيوية للخدمة الله يعطينا هذه النعم دائمًا ويبارك في خدمة كل إيبارشية وخدمة كل كنيسة وخدمة كل مكان هنا في مصر وخارج مصر من أقاصي الأرض إلى أقاصيها وعمل الله الذي يمتد ويفرحنا جميعًا له كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.