بدأنا الحديث عن استقبال العام جديد كخطوة جديدة نحو الله والخير والإنسان فى كل مكان، وأيضًا خطوة للشخص نحو أحلامه وآماله بفكر إيجابى جديد، ليس جديدًا فى الحياة، بل جديد فى أسلوب الحياة؛ فليكُن استقبال العام : بالتوبة عن أخطاء الأعوام الماضية بزرع أزهار المحبة والسلام، وبوضع أهداف إيجابية تَزيد من سعادة الإنسانية، وأيضًا باستبعاد أفكار اليأس والإحباط التى تشوه معنى الحياة، وتَهدِم أيام عمرك، فما يمكن أن نقدمه فى الحياة كثير بالجُهد والعمل، وبالصلابة أمام العوائق والمشكلات، فنجتازها بمعونة من الله. أحد نماذج تخطى اليأس التى أثير الحديث عنها فى هٰذه الأيام شخصية “وانغ داشوان”: الذى بدأ يحقق حُلمه، واتسعت شهرته، وهو فى عامه التاسع والسبعين!!! ففى مشهد من ڤيديو له، ظهر متحدثًا عن رحلة حياته التى لم يدَع اليأس فيها يقترب من حُلمه حتى تحقق له ما يريد؛ وأتركك، عزيزى القارئ، لكلماته التى عبّرت عن مشاعره وأفكاره:
“اسمى «وانغ داشوان». كبَرتُ فى مدينة «شانيانغ» بـ«الصين»، وذٰلك بعد عرض للأزياء قدمتُه؛ فقد بدأ الحديث عنى وعرَفنى كثيرون. يوجد من يلقبنى بـ«الجد الوسيم الجذاب»، ويوجد من يقول عني: «ظاهرة الإنترنت».”. ثم يضيف “داشوان”: “لٰكن: أتَعْلم أنى ظللتُ أُعِدّ من أجل هٰذا اليوم (يوم تحقُّق حُلمه) ستين عامًا؟!!!”. ثم يأخذنا فى جولة سريعة فى رحلة عمره: “فى سن الرابعة والعشرين، التحقتُ بمعهد مسرحيّ. وفى الرابعة والأربعين، بدأت تعلم اللغة الإنجليزية. وفى سن التاسعة والأربعين، ذهبتُ إلى مدينة «بكين»، ولم أكُن أملِك أى شيء، لأبدأ من الصفر!! فى عامى الخمسين، كانت المرة الأولى التى أدخل فيها إلى نادٍ رياضى لأبدأ فى تحسين لياقتى البدنية!! وفى سن السابعة والخمسين، عُدت للظهور من جديد لأشارك فى معرِض فنى فريد من نوعه فى العالم: هو معرِض المنحوتات الحية. وفى السبعين، زادت شهيتى أكثر إلى تدرايب اللياقة البدنية!!!
وبينما أنا فى التاسعة والسبعين، صعِدتُ أول مرة فوق المنصة.”. ثم يختِم حديثه: “وأنا الآن فى الثمانين، وما يزال لدى كثير من الأشياء للقيام بها!! وكثير من الأحلام لتحقيقها!! صدِّقوني، إمكانات الإنسان لم تُكتشف كلها بعد!! وعندما تظن أنه قد فاتك الأوان، فعليك أن تَحذِر، ولا تدَعْ ذٰلك يؤثر فيك، لأنها ستصبح ذريعة للاستسلام. لا أحد يمكن أن يمنعك من النجاح إلا أنت. وعندما يحين الوقت للتألق، فكُن لامعًا. أنا «وانغ داشوان» النسخة الناجحة من نفسي.”. نعم، تبدأ الهزيمة فى حياة الإنسان حين يتسرب اليأس والإحباط إلى نفسه، إلى أعماقه، فتهتز قدراته عن الأداء الجيد؛ ومن ثَم يفقد النجاح.
لذٰلك: ليكُن عامك ممتلئًا بالرجاء والأمل فى تحقيق ما تسعى له؛ وفى الرجاء ثقة بالله الذى يعين، وفى إمكاناتك التى وهبها لك، فهو واهب الخير للجميع .