وصل جثمان عماد يعقوب رزق، الضحية القبطي الذي قتل على يد ضباط من جماعة فجر ليبيا، إلى مسقط رأسه ببني مزار، المنيا، صعيد مصر، حيث تمت الصلاة على الجثمان في كنيسة مارمينا ببني مزار.
قال روماني يعقوب رزق، أخو عماد يعقوب رزق، القبطي ضحية فجر ليبيا، “سافرت أنا وشقيقي عماد 32 سنة وابن عمي مينا فايق زكي منذ ثلاث سنوات إلى ليبيا للبحث عن الرزق، وفور بدء اعلان الدولة المصرية مناشداتها للمصريين هناك بالعودة وخاصة عقب الهجمات الجوية على تنظيم داعش عقب ذبح 20 قبطيًا الشهر الماضي، وبدأنا في تصفية ممتلكاتنا وحساباتنا وخاصة أننا كنا نعمل في مجال النجارة ولم يكن يوجد أي طريق آمن إلا الطريق الجوي وللأسف، فإن المنطقة التي كنا بها كانت تسيطر عليها قوات فجر ليبيا المعارضة وبدأنا نبحث عن وسطاء لترتيب رحلة العودة جويًا ولكن للأسف تعرضنا لخمس وقائع نصب؛ الأولى قام كل شخص بدفع 450 دينار والثانية قمنا بدفع 140 دينار والثالثة 500 دينار، وكنا نتعرض في كل مرة نتوجه فيها للمطار إلى مضايقات وإهانات متكررة من العساكر التابعين للتنظيم إلا أننا كنا نتمالك أنفسنا لرغبتنا في العودة بسلام”.
وأضاف يعقوب “أنه في ليلة الواقعة اتفق أحد الأشخاص معنا على تسهيل سفرنا من مطار معتيقة لعودتنا إلى مصر مقابل 1000 دينار ليبي لكل منا، وفي هذا اليوم تلكأ أحد الضباط المسئولين عن المطار مع عماد، فقام الضابط بركله بقدمه والتعدي عليه بالضرب فأسقطه أرضًا، وعندما حاول القيام، فوجئ بالضابط يخرج سلاحه، فخاف عماد أن يقتله وحاول الابتعاد عنه، ولكن كان ذلك لحظة إطلاق النار من سلاح الضابط، إلا أن الطلقة أصابت أرجل الضابط، وفي لحظات تجمع عدد كبير من زملائه عند هذا المطار وألقوا القبض على عماد وانهالوا عليه ضربًا معتقدين أنه هو من أصاب الضابط، وفور علمهم أنه مصري ازدادوا في ضربه وتم احتجازة داخل أحد السجون هناك ثلاثة أيام”.
وتابع “أنه بعد اليوم الثالث تم إبلاغنا أن شقيقي توفي وأن قوات فجر ليبيا تبحث عني للقبض عليَّ، وبدأ ابن عمي إنهاء الإجراءات حتى نتمكن من تحرير محضر وأجبرنا على تقييد الواقعة ضد مجهول وتم تهديدنا بالقتل إذا تكلمنا”.
وفي سياق متصل، كشف مينا فايق، ابن عم الضحية، “أنه فور دخول المستشفى اكتشفنا وجود العديد من جثامين الضحايا المصريين داخل المستشفى دون أي هوية ولا يعلم من هم وفور عودتنا لم نتوقع أن نسير “كعب داير” داخل مطار القاهرة لإنهاء إجراءات خروج جثمان شقيقي، فبدلًا من تسهيل كافة الإجراءات وحضور مسئول رسمي معنا لتسريع الإجراءات، عشنا 9 ساعات ننتظر الإفراج عن الجثمان، حتى خرجت ووصل الجثمان إلى مسقط رأسه ببني مزار وتم الصلاة علية بكنيسة مارمينا هناك”.
ونفى ابن عم الضحية “أن يكون لقوات اللواء خليفة حفتر أي تدخل في الأمر”، لافتًا إلى “أن قوات الجيش النظامي تعامل المصريين أفضل معاملة بل وتساعدهم وتحميهم أيضًا”، مؤكدًا “أن الضابط الذي حدثت معه المشكلة من المنتمين لفجر ليبيا المعارضة هناك، والتي تعلن رفضها لما تسميه التدخل المصري في الاعتداء على تنظيم داعش الإرهابي، ورغم ذلك وفور وصولنا لمطار القاهرة ظللنا لوقت طويل يتم استجوابي داخل المطار حول وقائع قتل ابن عمي حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وطلب أمناء الشرطة بالصالة من الأسرة التوجه لقرية البضائع لاستلام الجثمان، وظللنا في إنهاء الإجراءات حتى السابعة صباحًا”.