دعا البابا فرنسيس في رسالة وجهها إلى مسيحيي الشرق الأوسط إلى الحوار مع الأديان الأخرى على الرغم من الصعوبات، مؤكدا أن لا سبيل آخر لتسوية الخلافات. وقال البابا في الرسالة التي نشرت الثلاثاء بسبع لغات بينها العربية إن الحوار بين الأديان يكتسب أهمية أكبر بقدر ما تزداد الأوضاع صعوبة، مضيفا أن الحوار المرتكز إلى مواقف الانفتاح يشكل أيضا أفضل ترياق لتجربة الأصولية الدينية التي تُهدد مؤمني كل الديانات، حسب تعبيره. وقال أيضا متوجها إلى مسيحيي الشرق إن “حضوركم بحد ذاته ثمين بالنسبة للشرق الأوسط، إنكم قطيع صغير، لكنكم تتحملون مسؤولية كبيرة في الأرض حيث ولدت المسيحية وانتشرت. أنتم الكنز الأثمن بالنسبة للمنطقة”. وفي تلميح واضح إلى تنظيم الدولة الإسلامية داعش، تحدث البابا عن منظمة إرهابية ظهرت حديثا وتبعث على القلق إذ يفوق حجمها أي تصور وتمارس شتى أنواع الانتهاكات وممارسات لا تليق بالإنسان، وتضرب بشكل خاص مسيحيين طردتهم بطريقة وحشيّة من أراضيهم رغم وجودهم فيها منذ عصر الرسل، وفق ما قال. وأردف البابا قائلا “يعيش معظمكم في بيئة ذات غالبية مسلمة ويمكنكم أن تساعدوا مواطنيكم المسلمين على أن يقدموا باستبصار صورة أكثر أصالة عن الإسلام كما يريد كثيرون منهم ممن يرددون أن الإسلام دين سلام قادر على الاتفاق مع احترام حقوق الإنسان ويسهل التعايش بين الجميع”. وتحدث البابا عن الوضع “المأساوي” الذي يعيشه المسيحيون في العراق إلى جانب الأيزيديين والمنتمين إلى الجماعات العرقية والدينية الأخرى، وقال إن هناك ضرورة لاتخاذ جميع المسؤولين الدينيين موقفا واضحا وشجاعا ليشجبوا بالإجماع وبشكل لا لبس فيه الجرائم من هذا النوع وينددوا بالتذرع بالدين لتبريرها. وكان البابا قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن “المسيحيين يطردون من الشرق الأوسط وسط المعاناة”، محملا تنظيم داعش مسؤولية ذلك من دون أن يذكره بالإسم. أقل من 1% من سكان الأراضي المقدسة مسيحيون ويشهد الشرق الأوسط حركة هجرة كبيرة في صفوف المسيحيين بسبب التوترات التي تشهدها المنطقة. ووصف الفلسطيني حنا عيسى الذي شغل منصب وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية ويرأس “الجبهة المسيحية الإسلامية لنصرة القدس والمقدسات”، لموقع السفير هجرة المسيحيين بـ”الخطيرة” وقال إنها بدأت منذ القرن الـ19 بسبب الاحتلال. وتبلغ نسبة المسيحيين في الأراضي الفلسطينية أقل من واحد في المئة، ويصل عددهم في قطاع غزة حوالي 1500، و4000 في القدس، و40 ألفاً في الضفة الغربية. وفي العراق دفع تصاعد العنف وسيطرة داعش على مناطق واسعة الكثير من المسيحيين إلى الفرار بسبب تهديد التنظيم لهم بالقتل.