ترأس قداسة البابا الانبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صباح اليوم الثلاثاء، قداس طقس عمل زيت الميرون المقدس للمرة الـ39 فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.
بدأت المراسم، التى جرت فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، بدخول قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى قاعة القداس وسط موكب كنسى ضم كبار الأساقفة وكهنة الكنيسة الأرثوذكسية، ليرأس البابا قداس طقس الميرون ويشارك فى صناعته.
جدير بالذكر، أن كلمة ميرون كلمة يونانية معناها طيب أو رائحة عطرية، ويعد إعداد الميرون هو السر الثانى فى الأسرار الكنسية السبعة بعد سر المعمودية وهو لا يتكرر فى حياة المسيحى إلا مرة واحدة، ولزيت الميرون عدة استخدامات فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منها، تقديس مياه المعمودية، ورسم المعمدين حديثاً، وتدشين الكنائس، وتكريس مذابح الكنائس، وتكريس اللوح المقدس، وتكريس أوانى المذبح، وتكريس جرن المعمودية، وتدشين الأيقونات بالكنيسة، ومسح وتكريس الملوك.
ويعد البابا أثناسيوس الرسولى (البابا العشرون للكنيسة الأرثوذكسية وعاش بين عامى 296م و373م) هو أول من قام بعمل الميرون فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعتمادا على ما أحضره القديس مامرقس كاروز الديار المصرية من خلطة الحنوط والاطياب الموجودة فى كفن المسيح.
ويتكون الميرون من إضافة 27 مادة مستخلصة كزيوت عطرية إلى زيت الزيتون عالى النقاء، وكانت الطريقة التقليدية التى تستخلص بها تلك الزيوت من أصولها النباتية تقوم على إجراء بعض العمليات الكيميائية مما يستهلك وقتاً كبيراً ومجهوداً كثيراً، بالإضافة إلى الفقد الذى يصل إلى 30% وتتطاير المواد العطرية أثناء التسخين.
وبدأت الكنيسة الأرثوذكسية فى استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة فى تطوير عملية إعداد الميرون، حيث يتم توفير تلك الزيوت العطرية النقية من عدة شركات عالمية وزيت الزيتون عالى النقاء من الأديرة، مع ممارسة الطقس الكنسى من القراءات والألحان والصلوات وطبقت هذه الطريقة للمرة الأولى عام 2014 (المرة الـ 38 فى تاريخ عمل الميرون) بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الاسلوب الجديد والتى كانت نتائجه مبهرة.