عقدت ندوة مفتوحة مع “جورج باسيليوس” بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالتعاون مع أسقفية الشباب – خدمة اللاهوت الدفاعي يوم الاربعاء ١١ مايو ٢٠١٦ م
حول.. هل استطيع أن أحيا بالأخلاق فقط بدون الله، ما الحاجة لوجود الله؟، أستطيع أن أحيا بالقانون الأخلاقى وحده؟، لست بحاجة للدين.
فى بدايه الندوه قام القس متى بديع بتقديم جورج باسيلى قائلا عنه أنه مسئول خدمة اللاهوت الدفاعى المسيحى، شارك بكثافة في خدمة الدفاعيات منذ عام 2002 تحت إشراف نيافة الأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حضر نداوت عن الدفاعيات في ولايات عدة حيث درس تحت العديد من المدافعين عن المسيحية البارزين من بينهم الدكتور رافي زاكارياس و الدكتور نورمان جيسلر و لي ستروبل والدكتور وليم لين كريج.
جورج يجري برنامجآ تلفزيونيآ أسبوعيآ على قناة الشباب (CYC) ويناقش مجال علوم الدفاع عن المسيحية ويقوم بالعديد من الخدمات في مختلف الكليات و الجامعات في الولايات المتحدة و كندا و يناقش فيها أهمية وصدق المسيحية.
بدء جورج باسيليوس محاضرته، بسؤال ما هو مصدر القانون الاخلاقى moral law، فرغم أن مبادئ الخير والشر، والصحيح والخطأ واحد فى كافة المجتمعات إلا أننا لا نعرف مصدرها، وأن كان هناك أربعة احتمالات لذلك، وهى المجتمع، العقل، التطور الدارونى، او الله .
فأذا قلنا أن المجتمع وقوانينه مصدر للأخلاق، ففى مثل مذابح هتلر الذى كان يقبلها المجتمع حينها، أما الأن فنرفض هذه التعاملات الوحشية بالتالى الموقف الأخلاقى تغير، أما ما تصدره المجتمعات فهو عبارة عن قوانين مدنية وليس أخلاقية، بل وأنها تختلف من مجتمع لاخر، بالتالى لا يمكن أن تكون المجتمعات أصل للأخلاق، وإذا قلنا أن الأصل هو العقل البشرى، فهذا أيضا خطأ، فأذا كان الإنسان هو من وضع الضوابط الأخلاقية فيمكن أن يعدلها أو يلغيها، بالتالى دور العقل فقط هو اكتشاف القوانين والعمل بناءا عليها .
أما إذا قيل أن الأخلاق أصلها من التطور، فهذا غير منطقى لان الأخلاق ثابتة أما التطور فمتغير، بالتالى كل هذا يؤكد أن الأخلاق تأتى من كائن أعلى من البشر فهى تعطى من هذا الأعلى للإنسان فيشعر بالأسف والندم وهذا يؤكد أنها اتت من خارج الإنسان والعقل والمجتمع، بل من الله .
ولكن هل يمكن اثبات ذلك، يجيب جورج بالنفى، ويشبه ذلك بأثبات وجود الله، فلا يمكن أن أثبت أن الله موجود، كذلك لا يوجد أدلة على عدم وجوده، بل استطيع فقط أن استدل عليه مما حولى من اثاره الواضحة. فأذا ولد طفل فى مجتمع فاسد ونشأ على ذلك، هل ذلك ينفى وجود الاخلاق، لا، انها موجودة وثابتة .
واستكمل جورج لقاءه بالسؤال الثانى حول، هل يمكن أن أحيا صالحا بدون الإيمان بالله، فمقولة الملحدين الشهيرة ”ليس هناك اله، إذا لا يوجد مشاكل، اذا عش سعيدا”. بالتالى ليس شرط وجود الله أن أكون صالحا أو أكون سعيدا، وحول هذا يفرق بين القيم value، والواجبات duties، فالأنسان قيمة فى حد ذاته، فهو مصمم ليميز بين الصحيح والخطأ ، ولكنه لا يتحكم فى ذلك، وأن كان بحريته المطلقة يستطيع ان يختار بين فعل الخير والشر، فهو مخلوق على صورة الله ومثاله كما قيل بالكتاب المقدس، لذا من خلال تمثلى بالله استطيع ان اكون شخص جيد، فيشبه الاخلاق بالنور الذى يخرج من الشمس ( الله ) ، فيمكن أن ارى النور دون رؤية الشمس، كذلك الملحد يرى ويعرف الاخلاق دون معرفة مصدرها ( الله )، وذكر جورج العديد من الملحدين الذين اكدوا عدم امكانية ان تاتى الاخلاق بدون اله كلى القدرة، وبالتالى من خلال الايمان نستطيع ان ندر ك القيمة الحقيقية للإنسان، لان القيمة الحقيقية أعطيت لنا ولم نخلقها من أنفسنا، ولان الكون فى ذاته بلا قيمة ويسير للفناء، الملحد يقف عاجزا أمام هذه الحقيقة. لذا فالإيمان هو الحقيقة والحق .
ويوضح أن المشكلة لدى الانسان هى الموت والتى سببها الانفصال عن الله، فالله هو الحياة، فنحن لم ندعو لنكون صالحين بل اوجدنا الله لنكون قديسين ،وذلك يأتى من الكنيسة بيت الله والصلاة .
ويؤكد ان أسباب الالحاد ثلاث هم: العقل، القلب و الارادة، من خلال العقل والعلم ينكر الإنسان الله معتقدا ان فكره كامل، ومن خلال التجارب السيئة والصدمات الحياتية ينكر الإنسان الله ، كما أنه بالارادة الحرة يرفضه وينكره، فيقول إذا اختار الإنسان أن يترك الله ويكره فالله سيعطيه تجارب حتى يعود إليه، ولكنه لن يستطيع أن يرغمك ان تكون معه وأنت لا تريد .
وقدمت الخادمة ماريان وليم نبذة عن خدمة اللاهوت الدفاعى المسيحى بأسقفية الشباب، والتى توضح وتفسر الايمان من خلال اربعة مجالات هم المجال العلمى، المجال التاريخى، المجال الفلسفى والمجال اللاهوتى .
وأوضحت أن الخدمة تقدم 6 كورسات تغطى كل مراحل الدفاعيات التى تبدء بحل معضلة سقوط الانسان، ثم الايمان والله، ومن هو الله ( الالوهية ) ، والعلاقة بين الله والانسان، والخلق، والفداء واخيرا الكتاب المقدس.
حضر الندوة العديد من الآباء الكهنة والمهتمين من خدام وخادمات من الايبارشيات المختلفة بالاضافة الى الاعلاميين.
[epa-album id=”36919″ show_title=”false” display=”full”]