يشارك نيافة الأنبا انجيلوس، أسقف إيبارشية لندن للكنيسة القبطية الارثوذكسية ببريطانيا ضمن الوفد المشارك في أعمال “المنتدى السنوي السادس لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” الذى يعقد بالعاصمة الإماراتية أبوظبى، اليوم برعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، تحت عنوان «دور الأديان في تعزيز التسامح- من الإمكان إلى الإلزام» بمشاركة أكثر من 1000 شخصية وعالم من صناع ثقافة التسامح والوئام والسلام حول العالم، ويطلق المنتدى خلال الملتقى ميثاق «حلف الفضول العالمي الجديد». شاركت الكنيسة وممثلة الانبا انجيلوس في فعاليات اليوم الاول الذى تناول عدة محاور حول دور الاديان فى تعزيز التسامح وثقافة الوئام والسلام .
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، في كلمته الرئيسية بالجلسة الافتتاحية لفعاليات الملتقى: «أنكم تجسدون، في هذا الملتقى، من وجهة نظري، عدداً من المعاني المهمة، التي تؤكد على أهمية بناء العلاقات الإيجابية والطيبة، بين الأشخاص والطوائف والجماعات، التي تمثل ديانات، ومعتقدات، وثقافات مختلفة، باعتبار أن ذلك، هو الطريق القويم، لمجتمعات أكثر سلاماً، وتقدماً، واستقراراً، وهو المنهج الضروري، لنشر الخير، والأمان، في ربوع العالم كله».
وأضاف: «المعنى الأول، في هذا الملتقى، من وجهة نظري، هو أن نجاحنا في بناء الشراكات والتحالفات: الإقليمية والعالمية، في مجالات التسامح والتعايش، يتطلب أن يكون لدينا جميعًا، رؤية مشتركة، حول مفهوم التسامح، ودوره في تشكيل الحياة، للمجتمع والإنسان، في كل مكان – وهنا، أشير إلى أننا في الإمارات، نرى أن التسامح، هو تجسيد حي لتعاليم الإسلام الحنيف، في أن الناس جميعاً، في الإنسانية سواء، وهو بذلك، تسامح من الجميع مع الجميع، دونما تفرقة أو تمييز، على أساس النوع، أو الجنسية، أو المعتقد، أو الثقافة، أو اللغة، أو القدرة، أو المكانة».
وأوضح وزير التسامح الإماراتي أن التسامح في الإمارات، هو الحياة في سلامٍ مع الآخرين، واحترام معتقداتهم وثقافاتهم، وحماية دور العبادة لهم، وهو الإدراك الواعي، بأن التعددية والتنوع في خصائص السكان، هما مصدر قوة للمجتمعات البشرية – التسامح في الإمارات، يؤكد على أهمية تنمية المعرفة بالبشر أجمعين، والانفتاح عليهم بإيجابية – التسامح في الإمارات، هو تعبير قوي من القيادة والشعب، عن الحرص الكامل، على توفير الحرية والحياة الكريمة، لجميع السكان.
وأشار إلى أن القادة والشعب في الإمارات، ملتزمون تمامًا، بالقيم النبيلة، التي يشترك فيها جميع بنو آدم، وأن التسامح في الإمارات، ليس فقط، واجبًا أخلاقيًا، بل هو كذلك، مجال حيوي، للمبادرة والابتكار، وأداةً أساسية، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وهو أيضًا، الطريق إلى بناء علاقات دولية إيجابية، في عالم يتسم، بالتنوع والتعددية في السكان.
وقال: إنني أدعوكم في هذا الملتقى، إلى الإعلان بكل قوة، أن الأديان والمعتقدات جميعها، إنما تؤسس لمجتمعات، تقوم على المودة والتراحم، والتعايش والتواصل، والأمن والاستقرار – أنتم أيها الإخوة والأخوات، على عِلم كامل، بالكليات الخمس، التي أوصانا الإسلام، بالحفاظ عليها، والتمكين لها: النفس، والنسب، والمال، والعقل، والدين.