أعرب جوزيف إبراهيم ناشد، القبطي الذي حصلت زوجته على حكم بالطلاق منه، عن “استيائه الشديد من حكم محكمة اسئتناف الإسكندرية والخاص برؤيته لطفلتيه القاصرتين في مسجد سيدي بشر”، معتبرًا إياه “حكمًا نادرًا وغريبًا من نوعه”؛ حيث قضت محكمة استئناف الإسكندرية الدائرة 58 أحوال في القضية رقم 5007 / 69ق “بأن يكون مكان رؤية الأب القبطي لطفلتيه “جوليا وفيولا” هو مسجد سيدي بشر، كما قضى الحكم بأن يكون زمان الرؤية يوم الجمعة من كل أسبوع من الساعة الثالثة إلى السادسة مساء”.
وروى ناشد، معاناته في أروقة المحاكم حتى يتمكن من رؤية طفلتيه وقال “إنه سبق وأن قام برفع دعوى أمام محكمة الأسرة لكي يتمكن من رؤية طفلتيه بعد أن تمكنت زوجته من الحصول على حكم بالطلاق منه”، مضيفًا “أن محكمة أول درجة قضت أن يكون مكان الرؤية بجمعية السلام الخيرية أسفل كوبري المندرة بشرق الإسكندرية، إلا أن طليقته لم ترضَ بذلك الحكم وطعنت عليه بالاستئناف بحجة أن مكان الرؤية يبعد عن مسكنها بحي بسيدي بشر كما اعترضت على زمان الرؤية والذي حددته المحكمة بيوم السبت من كل أسبوع، وقد استجابت محكمة الاستئناف لطلبات طليقته وبدلت مكان الرؤية ليكون مسجد سيدي بشر”، وهو الأمر الذي أبدى الأب دهشته الشديدة واستنكاره عند علمه بالحكم.
وأضاف الأب “توجهت في البداية بعد صدور الحكم إلى جمعية مسجد سيدي بشر وهي المواجهة للمسجد بنفس الشارع ظنًا مني بأن الجمعية هي مكان رؤيتي لأطفالي إلا أنهم أخبروني هناك أن الحكم ينص على أن المسجد هو مكان الرؤية وليس الجمعية. وبعد أن توجهت إلى المسجد أخبرني إمام المسجد أنه طبقًا للحكم فإنه عليَّ أن أدخل المسجد نفسه- أي مكان العبادة وإقامة الشعائر الدينية، أنا وطفلتاي طوال الساعات الثلاث التى حددتها المحكمة للرؤية”.
وتابع “كان عليَّ أن أقوم كل مرة بخلع حذائي أنا وطفلتاي وندخل المسجد كسائر المصلين، وكان بعض المصلين بالمسجد يطالبونني بإخفاض صوتي في حديثي مع طفلتيَّ حتى لا يؤثر ذلك على صلاتهم، وفى إحدى المرات كانت هناك جنازة ودخل المشيعون بجثمان المتوفى للصلاة عليه بالمسجد في الوقت الذي كنت أجلس فيه مع طفلتيَّ الصغيرتين التي تبلغ أحداهما 8 سنوات والأخرى 3 سنوات، في مشهد يصعب عليهما احتماله”.
وتساءل “لو افترضنا العكس وكان الزوجان مسلمين هل كان من الممكن أن يحكم القاضي برؤية أطفالهما في الكنيسة؟ وهل يقبل المجتمع المصري هذا الوضع المعكوس؟”
وتابع “لجأت إلى المستشار مسعد أبو ليلة، مساعد وزير العدل بالإسكندرية لأعرض عليه معاناتي النفسية أنا وطفلتيَّ في تنفيذ هذا الحكم”، مضيفًا “أن المستشار أبو ليلة قد أبدى تفهمًا كبيرًا لموقفي وطالبني بتقديم مذكرة بذلك حملت رقم 1130 والحقت بها شهادة من كنيسة القديسين بمنطفة سيدي بشر وهو نفس الحي الذي يقع به المسجد المشار إليه في الحكم، وتفيد الشهادة بالموافقة على السماح لي برؤية الطفلتين بمقر الكنيسة بدلًا من الرؤية بمسجد سيدي بشر، إلا أن رئيس الدائرة المستشار عبد المنعم لاشين، والذي أصدر الحكم، رفض ذلك الطلب وقال لي: قضي الأمر والقضية غير مطروحة للتداول وقد سبق الحكم فيها. وعندما قلت له إنني أطالب برؤية طفلتيَّ في مكان يتناسب مع عقيدتي وعقيدتهما، أجاب: أنت تذهب للمسجد عشان رؤية طفلتيك وليس لإشهار إسلامك”.
وأضاف “أشعر بأنني غريب أنا وطفلتاي في المسجد وعيون المصلين تلاحقنا، وقد صرح لي أحد المصلين ذات مرة وقال لي أنت غريب عن المكان”، معتبرًا “هذا الحكم بمثابة عقاب له ولطفلتيه حيث رفضت المحكمة أن يلتقيا في الكنيسة وأجبرتهما على اللقاء في المسجد”، مؤكدًا “أنا أحترم المسجد وأقدِّره كمكان للعبادة ولكنه ليس المكان المناسب لأن يلتقي فيه أب مسيحي الديانة بطفلتيه المسيحيتين واللتين تتلقيا تعاليمها الدينية في الكنيسة بينما تشاهدان في المسجد شعائر أخرى تختلف عن عقيدتهما”.
وطالب ناشد “بتحقيق العدل في تحديد مكان مناسب يرى فيه صغيرتيه بعد أن تحولت رؤيته لهما والتي كان يسعى إليها بشوق منذ سنوات، إلى أزمة نفسية ومعاناة له ولطفلتيه”.
جدير بالذكر أن القضاء المصري متعنت في قضايا الأقباط خاصة في قضايا إشهار الإسلام وتحديد ديانة الأبناء. وقد رصد عدة حالات خلال السنوات الماضية تحيز فيها القضاء للطرف المسلم. وذلك بعد أن يفاجَأ الأب المسيحي بقيام الأم بتغيير ديانة أطفالها القصر.