“أين هي ثمـــــاركم ” .. العظة الاسبوعية لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بكنيسة القديسة العذراء مريم والانبا رويس بالعباسية
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين زي ما تعودنا في فترة الصوم المقدس اننا بناخد انجيل في يوم من الأيام عبر الصوم المقدس في أسابيع الصوم وبنشوف السؤال اللي ممكن توجه كلمة الله للإنسان أحياناً يكون السؤال واضحا ًومباشراً وأحياناً السؤال بيبقى بصورة تلميحيه لكن في أحياناً أخرى تكون فقرة الكتاب المقدس نفسها هي صورة او اجابة على السؤال المطروح النهاردة هنقرأ انجيل القداس يوم السبت للأسبوع الرابع اللي هو السبت اللي جاي
فين الثمر بتاعك، الفقرة الانجيلية بتقدم لنا صورة مهمة من خلال مثال هذا المثل نسميه مثل الكرامين والمثل عبارة عن قصة وهذه القصة يأتي من وراها فائدة روحية وتعليم يصل للجميع بيشرح للجميع في واحد عنده كرم غرس للجميع والكرم اللي هو حديقة العنب ويحتاج مجهود في العمل وعمل حواليه كل شيء غرس الكرم والكنيسة هي غرس الرب وعمل الكرم وأحاطه بسياج ليحميه من الثعالب ،والكنيسة أيضا تحت الحماية الخاصة لله ومش كدة وبس يقولنا حفر فيه معصرة يعنى يطلع العنب هنا ويتعصر هنا وبنى برجاً اللي هو التعبير أن الكنيسة فيها نظام ووصايا وفيها طقوس وعبادة والعبادة تقدم بشكل جميل ولو شفتوا حديقة العنب كدة لما تبقى معموله في أي مكان بيكون شكلها جميل وترى عناقيد العنب وهى تتدلى تعبير عن الحيوية والخصوبة والكرم اللى عمله هذا الرجل في المثل عمل له كل شيء الله صنع لنا كل شئ وقدم لنا كل شئ وينتظر من الانسان ان يكون له ثمر بعت ناس يحصدوا الثمر الناس اللى راحوا دول يقول لنا الكتاب انهم ” فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا”، فارسل عبيد أخرين فعمل فيهم نفس العمل ولم يقيموا الثمر بعد كده أرسل ابنه وقال كدة في نص الكتاب ” َأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي!” وبردة مفيش ثمر
المثل في رمزه الكتابي يرمز الى حقيقة الامة اليهودية وكيف انها كانت امه تعيش في العناد والتذمر لكن احنا يهمنا ان ننظر في الفقرة الإنجيلية ونطبقها على أنفسنا لنستفيد بها روحياَ داود النبي في المزمور يقول ” جَعَلْتَ سُرُورًا فِي قَلْبِي أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِهِمْ إِذْ كَثُرَتْ حِنْطَتُهُمْ وَخَمْرُهُمْ. “ يعنى من نعم الله الكثيرة يقول أدتنى فرح أكثر من الناس اللى زرعت عندهم القمح والزيت ودى مفردات الحياة في المجتمع اليهودى القديم وده كان يعبر عن الثراء انت يارب ادتنى في حياتى فرح وسرور اكثر من الناس اللى عندهم هذه العطايا المجانية اللى قدمتها ويجى السؤال قدامك ياترى حياتك فيها ثمر؟ ياترى شجرة حياتك بتثمر من سنه لسنه ونبدى ناخذ المثل بطريقة تفصيلية علشان كل واحد يأخذ الفائدة الروحية علشان يقدر يطبقه فى حياته .
الركن الأول محبة السيد لكرمه بصورة تفوق العقل الله يحبك بصورة تفوق العقل ليس على مستوى الفرد فقط ولكن على مستوى الجموع يمكن لو كل واحد نظر الى نفسه يقدر يطلع نعم الله يقدمها له كل صباح على المستوى الفردي في نعم كثيرة جدا يمكن احنا في صلاة الشكر بنعبر عنها بتعبير لطيف ” نشكرك لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وادتنا الصحة والقوة ” وكمان من النعم الكبيرة نعمة المكان اللي انت بتعيش فيه فمثلا احنا في بلادنا بنعيش في جو معتدل مقارنة بدول أخرى وبنسمع عن دول درجات الحرارة فيها بتنزل تحت الصفر وصحيح بلادنا فيها شتاء وصيف لكن الى حد ما معتدل ،ونشعر ان بلادنا محفوظة من كوارث الطبيعة مثلا فيضانات من الزلازل من البراكين في بعض بلاد لقوا فيها البراكين من وقت للتانى يثور فيطلع من الوقت للتانى الحمم بتاعته فتحرق القرى المجاورة وتنتهى حياتهم نشكر الله عندنا طبيعة هادئة مثل الشمس ومثلا اهل كندا معندهمش شمس اللى بتطلع لنا طاقة ، انا مش بعدد النعم لكن بقف عند محبة الله الفائقة للإنسان.
الله بيحبك حتى لو خاطي وبتزعله ومحبة الله لشخصك وينتظر منك توبتك حاجه مهمة جدا ومحبته الفائقة هي التى جعلته يعمل في هذا الكرم ويعمل له كل احتياجاته ويعطيه الصدقات الطيبة او يعطيك الأسرة الهادئة كل هذه نعم بس الانسان فيه ضعف غريب انه لا يشعر بالنعمة الا لو حرم منها تصور كدة يمنعوا عنك الهواء لمدة ثواني تقول ياه مفيش نفس نعيش في نعم كثيرة ولذلك يجب على الانسان ان يتعلم الشكر ويقدر قيمة النعمة .
الركن الثاني : هؤلاء الكرامين لم يقدموا ثمراً وده يرمز في العهد القديم لأنبياء كثيرين كان يقدموا النصيحة عبر الأجيال لكن للأسف هؤلاء العبيد الأردياء لم يقدموا ثمراً بل ارتكبوا أخطاء علشان كده هؤلاء الكرامين سببوا الألم والطرد لعبيد جم يأخذوا الثمر وفى الأخر قتلوا ابن صاحب الكرم وطبعا المثل بيشرح لنا هذا الصورة ….، وهؤلاء الكرامين عاشوا بلا ثمر أوعى حياتك ميبقاش فيها ثمر وكمان فيها شر حياتك تبقى جدباء والسؤال يتكرر تانى هل في ثمر تقدر تقدمه وتفرح به ربنا ؟؟.
الركن الثالث : ان “يسلم الكرم لكرامين غيرهم ليأخذ الثمار يسلم الكرم لكرامين غيرهم ليأخذ الثمار في حينه ياخد النعم ويعطيها لأخرين
الخلاصة أحترس من الحياة التي بلا ثمر طيب ايه الثمر اللي ممكن نقدمه وفى رسالة غلاطية الاصحاح الخامس بنقدم بعض الثمر “محبة وفرح وسلام وطول أناه صلاح ايمان تعفف ولطف “ وثمر وعمل الروح القدس فيك علشان كده لازم تراجع نفسك يعنى مثلا لو انسان غاوى نكد او تعب او تذمر او غضوب او انسان معندوش التعفف وغائب عنه روح الوداعة ومعندوش اللطف وكل ده مطلوب منك كانسان يعمل فيه الروح القدس ” رسالة أفسس (4: 1-5) أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها، بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضا بالمحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل” وكل يوم بنصليها لنتذكرها هل عندك فضيلة الاحتمال وفى شخص في نطاق اسرته وخدمته لا يحتمل وهل الكلمة اللى هقولها والخبر والموضع اللى هتكلم فيه هل يوحدهم ولا يفرقهم وده اللي خلى الكتاب يعلمنا ان كثرة الكلام تجيب معصية وقول الحق بروح الحق وبالطريقة الصالحة مسرعين الى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل وكل هذا ينطبق على الاسرة والمجتمع . ومثال لذلك ثمرة الرحمة ثمرة القلب الرحيم هل عينيك وقلبك رحيم ونصلى طوبى للرحماء على المساكين. وتوجد فضيلة أخرى وهى الشكر نشكر على كل حال ومن أجل كل حال وفية كل حال
ويوم الاحد الماضي كان أحد الابن الضال رجع وكان فرح سبب فرح لأبيه ولكن كان في انسان متذمر ورفض ان يدخل لما فالوله كان ميتا وعاش ذلك الأخ الذى لم يفرح برجوع اخوه هل ياترى الشكر دايماً حاضر وياك ولا بتذمر ورافض حياتك او متذمر في مواقف الحياة المختلفة ، وكلمة الثمر تتكرر في هذا المثل 4 مرات وتذكرنا بإشارة الصليب ولو جالك المسيح وسألك هل عندك أثمار تفرح المسيح وفى الحقول وفى بعض الحقول اللى بتزرع الفواكه تلاقى الفلاحين وهما يجمعوا الثمر تلاقيهم فرحانين …لقد وضع المسيح بذور كثيرة وهو الان ينتظر منك الثمر . هل في حياتك من ضمن الثمار علاقاتك الجيدة في شخص صدامى وفى شخص غضوب وفى شخص قلبة متسع ،هل عندك علاقات طيبة وبولس الرسول بيقول “يا أولادي الذين أتمخض بكم الى أن يتصور المسيح فيكم ” هل عندك ثمر ؟ ،
انت أيها الانسان نعمة الروح القدس والمعمودية وممارسة الاسرار كلها ثم وسائط النعمة اللى نعيش بها واليوم يقولك فين الثمر وكل ما تكبر المفترض تكون حياتك أكثر قرباً للسماء وستقف قدام لمسيح ويقول اعطنى ثمر هتقوله معنديش غير تراب ، وفى نهاية المثل بيقول ” إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ”، ونعمة العهد الجديد هي ثمر لنا والمسيح ينتظر أثمارنا هل ستقدم ام ستكون يدك فارغة ؟
الثمر على مستوى الفرد في الفضائل وعلى مستوى الكنائس تقدم ثمر ايضاً اشغل نفسك الاحد الجاى هو أحد النص يعنى نص الصيام قد مضى ولو مكنتش واخد بالك من فضلك أنتبه لقد صار اليهود بلا كنيسة وينتظر الله من كل كنيسة ثمار لذا يا اخواتى الأحباء اجتهدوا ان يكون عندكم ثمر المسيح يسألكم اين هو ثمارك التي تفرحني اقعد بينك وبين نفسك واقرا الانجيل تانى وراجع نفسك وأعرف هل حياتك فيها ثمر وأعرف اللى بيعيقك وايه اللي بيخلى مفيش ثمر وايه اللي بيخلى في ضعفات وأقف قدام ربنا وقوله اوعدك من النهاردة حياتي يكون فيها ثمار تفرح قلبك وتفرح الكنيسة , لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد أمين.