بمناسبة الذكري الخامسة والاربعين لنياحة القديس العظيم البابا كيرلس السادس، والذكري الثالثة للاعتراف بالبابا كيرلس ضمن قديسي الكنيسة إصدارات المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي كتابًا جديدا بعنوان: “ذكرياتى مع الراهب المتوحد أبونا مينا البراموسي (القديس البابا كيرلس السادس)” كتاب جديد عن ذكريات المهندس الاستشاري الذياكون/ ماهر دميان مع الراهب المتوحد ابونا مينا البراموسي (القديس البابا كيرلس السادس) الكتاب تقديم نيافة الحبر الجليل الانبا إرميا الاسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي مراجعة الراهب القمص رافائيل آڤا مينا الشماس الخاص للقديس البابا كيرلس السادس ترجع احداث هذه الذكريات لعام ١٩٣٦ والكتاب مكون من ١١٢ صفحة من المقاس الصغير، كما ان الكتاب مكون من تسع فصول، وايضاً يشمل الكتاب بعض من الصور والمستندات القيمة والتي تحمل عبق الزمن الجميل، والكتاب إصدار المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
مقـدمــة
بسم الله القوي
أبدأ باسم السيد المسيح له المجد: أن أدون ذكرياتـي مع الراهب المتوحد ”أبونا مينا البرموسي“ القديس البابا كيرلس السادس“، متشفِّعـًا بحبيبه الشهيد العظيم ”مار مينا العجائبي“، طالبـا أن يذكرنى أمام عرش النعمة الإلهية. ماذا أقول عنك يا أبى، وفى ذكرك يحلو ويطول الكلام؟! أعطاك الله اسمًا عظيمًا فى السماء بين السمائيين العظام: ”أثناسيوس“، و”ديسقورس“،و”أنطونيوس“، و”مكاريوس“. ما أعظم الأعمال التي تمت فى عهدك يا أبانا! فهي بقياس السنين تحتاج إلى العشرات، وهى بالقياس الروحانى معجزات لا تجريها إلا قوة إلهة على يد قديس أرضت طرقه الله فجعل أعداءه أيضًا يسالمونه. سئلت قبل أيام من الرسامة مَّمن وضعوا اليد عليك ليقيموك بطريركـًا للكرازة الَمرقسية: ما هي مرشروعاتك بالنسبة إلى المستقبل؟ قلت كرجل الله: سأدع الله يدبر حياتى وها قد عاينا وشهدنا ما صنع الله مع قداستكم من عظائم، لو أردنا أن نحصيها لأخطأنا العد! وما استطعنا أن ندرك مدى عمقها وأثرها! ففي عهدك رأينا: • صحوة ونهضة روحية حقيقية، ترجع إلى ظهورك بيننا مثلاً حيـًا صامتا لرجل الله المصلى الصائم الزاهد، نبي عظيم فى عصر مادي مضطرب. • حبك الدافق لأولادك، وسعادتك برؤيتهم ليلاً ونهارا، سواء كنت فى صحة أو فى مرض، وافتقادك لهم بزيارات للكنائس فى القاهرة والأقاليم، وما جرى فيها من معجزات أزكت روح الإيمان. • بناء الكاتدرائية اَلمرقسية الكبرى الجديدة. • بناء ”دير الشهيد العظيم مار مينا العجائبي بمريوط“. • بعث كتابات ألآباء. • الحب والأحترام المتبادل بينك وبين رجال الدولة، وعلى رأسهم الرئيس • ”جمال عبد الناصر“، ومن بعده الرئيس ”أنور السادات“ مما عاد بالفائدة على الكنيسة والبلاد. • انفتاح الكنيسة على العالم والكنائس الأخرى، وقيامها بدورها القيادي على الصعيدين المحلى والدولى وإن كانت هذه إشارة إلى أعامل الله العظيمة مع رجله القديس، فإننا نود ألا ننسى أنها قد تمت والبابا يتلظى فى أتون التجارب المريرة من محاربات شياطين، وأعداء من داخل ومن خارج.