متى سعَيت نحو النجاح فكُن إيجابيًا في تفكيرك؛ ففي دروب الحياة ونحن نحاول تحقيق النجاح تواجهنا عديد من المواقف التي قد تكون إما أحجارًا نتعثر بها، أو أحجارًا ترفعنا إلى فوق، والفارق بين الاثنين هو طريقة تفكير كل منا.
يقول “تشارلز فرانكلين كترنج” العالم المخترع والفيلسوف: “لا يمكن أن يكون الغد أفضل وتفكيرك مشغول بالماضي طَوال الوقت.” نعم، كُن إيجابيًا في رؤيتك للحاضر والمستقبل، وحينئذ تستطيع تغييركل أخطاء
الماضي ومشكلاته. يُحكى أن أحد الرجال سرَق بعض الخراف، إلا أنه قُبض عليه فوشم جبينه بحرفين (س. خ.) وتعني “سارق خراف”. لقد قرر الرجل أن يغيّر حياته بتوبة صادقة، وأخذ يساعد كل إنسان مقدِّمًا المحبة
والرعاية لكل من حوله. وبالرغم من رَيبة الناس من نحوه في بداية الأمر، إلا أنه بمرور الأيام أثبت الرجل صدق نيته وتوبته. ومرت أعوام طِوال ويمر غريب بالقرية فيجد عجوزًا خطَّت الأيام آثارها على وجهه، وكل من يمر به
ينحني له احترامًا ويقبّل يده. أمّا هو فترى محبته للجميع. وهنا تساءل الغريب عن معنى الوشم المرسوم على جبهة العجوز، ليُجيبه أحدهم: لا أدري، إن هٰذا الوشم منذ زمن بعيد، ولٰكنني أعتقد أنه يعني “الساعي فى الخير”! وهنا
يمر بفكري سؤال: ماذا لو استسلم الرجل للماضي بسلبياته، وظل يحسِب نفسه سارقًا؟ لقد أدرك الرجل أنه لن يـسـتـطـيـع العودة إلى الماضي من أجل تغييره؛ فقرر أن يتـطـلـع إلى الأمـام لِما ينتظره من مستقبل؛ فلم ينشغل بأخطاء صنعها في الماضي فيصبح أسيرًا لها طَوال حاضره ومستقبله، بل غير مستقبله بإيجابية.
أيضًا اختَر أن يكون دَورك إيجابيًا في الحياة، وإليك ما أعني في قصة. قرر أحد طلاب العلم أن يرحل بحثًا عن رزقه؛ بخاصة بعد أن ضاقت به سُبل الحياة. وحدَّث في الأمر أحد الحكماء فشجّعه على اختياره. حمل الشاب
متاعه ورحل. وفي طريقه مر بصحراء أوقفه فيها طائر جريح الجَناحين مُلقًى على الأرض. وبينما هو يفكر في كيف أنه ما زال يحيا، شاهد طائرًا آخر يقترب منه حاملًا له غذاء يقتات به. فما كان من الشاب إلا أن قرر العودة
مؤمنًا أن مَن رزق الطائر الجريح في الصحراء قادر أن يرزقه. وفي اليوم التالي، التقى الحكيمَ الذي أدهشه عودة الشاب، فقص عليه قصته. فأجابه الحكيم: ولماذا اخترتَ أن تكون الطائر الجريح، ولم تختر أن تكون
الطائرالصحيح؟! كُن إيجابيًا في الحياة، تُقدم وتهب وتعطي وتسند الجميع. كُن إيجابيًا في أن تزرع البذار التي يَجنيها كل من يحيا حولك، وحتمًا ستَجني أنت أيضًا أشهى الثمار. يقول “روبرت لويس ستيڤنسُن” الروائيّ
الشاعر الكاتب الاسكتلنديّ:”لا تـحـسـُب كـم حـصـدتَ فـي يـومـك، بــــل احـسُب كـم زرعـــتَ فيه.”؛ فيومًا ما ستحصُد ما قد زرعتَ في أيام عمرك و… وعن الايجابية مازلنا نبحر ………
الأسقف العام رئيس المركزالثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ