ضمن سلسلة اصدارات المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي صدر كتاب: بابا الحوار والاتصال سجل تاريخي للمواقف الوطنية لقداسة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
تـقــــديـــــــــم
نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي نوفمبر 2010 م
تـقــــديـــــــــــم
يعد الانتماء والوطنية سمة أصيلة بارزة في التاريخ المسيحي منذ العصور المسيحية الأولى، فقد خط آباء الكنيسة أروع الصفحات في الوطنية الصادقة والمواطنة الصالحة، عبر رحلة تاريخ امتدت إلى قرابة العشرين قرنا، وقد اعتبر الآباء أن حب الوطن جزء لا يتجزأ من الايمان وأن الدفاع عن الوطن لا يقل أبدا عن الدفاع عن الإيمان. ولما كان الأقباط جزءا لا يتجزأ من نسيج الأمة المصرية، ومن تاريخ الوطن، ومن إرثه الحضاري، لذا نجد أنه من الضروري استعادة الذاكرة الوطنية المتلألئة بالمواقف الصادقة لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رأس الكنيسة القبطية التي تحمل الوطن بين جنباتها، والذي استحق عن جدارة أن يطلق عليه “البابا الوطني – بابا الحوار والاتصال”، وبذلك نضيف للتاريخ إشراقة جديدة من إشراقات الدور الوطني الذي يضطلع به قداسته، بالاضافة إلى دوره الروحي والديني والتعليمي والرعوي. وإذا بحثنا في تاريخ الكنيسة سنجد قداسة البابا شنوده الثالث، كوكب الوطنية الساطع الأكثر لمعانا بين كل باباوات الإسكندرية، ينير الطريق لكل المصريين بوطنيته البارزة والصادقة، فهو بلا منافس أكثر الباباوات ارتباطا بالوطن والوطنية والمواطنة، وعندما يقول قداسته: “إن مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا”، فإن قداسة البابا نفسه يعيش هذا الوطن في داخله بالفعل، هذا الوطن – الحبيب إلى قلبه – مصر الذي يسكن ويعيش في أعماقه ووجدانه، وفي كل كيانه. وقد عبر عن ذلك بقوله: “مصر هي بلدنا، وهي أمنا، وكل ما يمسها يمسنا”، ونجد محبته الغامرة لهذا الوطن تنساب فتروي كل نفس بحب عميق لهذا الوطن حينما يقول: “نحن مصريون، كل نقطة دم في جسدنا تؤمن بمصر وبالمواطنة المصرية”، فقداسة البابا هو ضمير وطني صادق، ورمز واع من رموز الوطنية المصرية. ولما كان دور المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي إبراز تلك الصفحات المشرقة من تاريخ كنيستنا، حرصنا أن تكون من أوائل إصداراته هذا الكتاب الذي هو سجل تاريخي للمواقف الوطنية – مواقف الحوار والاتصال لقداسة البابا شنوده الثالث، كباقة حب تقدم لقداسته في مناسبة العيد التاسع والثلاثين لإعتلائه السدة المرقسية، كما نقدمه لأبناء هذا الوطن العزيز سراجا منيرا يهدي خطى الجميع للعيش في أنشودة حب لمصرنا. وأود أن أشكر كل من تعب في إعداد هذا الكتاب حتى خرج إلى النور، وأخص بالشكر: – جناب القس باسيليوس صبحي حنا رئيس وحدة البحث ونشر التراث القبطي بالمركز – الأستاذ الدكتور إسحق إبراهيم عجبان – أمين المعهد العالي للدراسات القبطية وأستاذ التاريخ الكنسي بالمعهد – الأستاذ جرجس صالح، أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط وأستاذ العهد القديم بالكلية الإكليريكية – المهندس عماد نصري المصور الخاص بقداسة البابا ليجعل الرب هذا الكتاب بركة لكثيرين بشفاعة أمنا القديسة العذراء مريم، والقديس مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية وصلوات صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث، أدام الله حياته سنين عديدة وأزمنة سلامية مديدة.
30 بابي 1727ش 9 نوفمبر 2010م تكريس كنيسة مار مرقس الرسول بالأسكندرية
الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي