ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية بالعباسية، دون حضور شعبي.
استكمل قداسته السلسلة التعليمية الجديدة “قاموس الزيجة”، وتناول جزءًا من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس والأصحاح العاشر، وأشار إلى ثلاث نوعيات مرفوضة من صورة الأب، هي كالتالي :
١- الآباء الذين يرفضون أبنائهم، وهذا الأب لا يعطي أي اهتمام أو حنو لابنه، ويصير الابن أو الابنة مرفوضًا للأسباب التالية: – انتظار الأب لإنجاب الولد ولكن تنجب الزوجة بنتًا، وأحيانًا قليلة يحدث العكس. – طبيعة نشأة الأب والتمييز بين الجنسين. – إنجاب الطفل في وقت غير مخطط له. – إنجاب الطفل في وقت تكون فيه مشاكل بين الأب والأم. – كثرة عدد الأبناء، مما يجعل نصيب كل منهم ضعيفًا. – الزواج الإجباري للأم من الأب وبدون حب، فينشأ الطفل في جو الرفض. – إنجاب الطفل وبه إحدى الإعاقات العقلية أو الجسدية، مما يجعل استعداد الرفض حاضرًا لدى الأب. – إهمال الأب، وتعارض اهتماماته مع احتياجات الابن. – الاهتمام البالغ للزوجة بالابن، وإهمال الزوج (الأب).
٢- الآباء الذين يدللون أبنائهم، وهذا الأب يسرف في الاهتمام بابنه، بالصور التالية: – الحماية المبالغة. – يرافق الابن أو الابنة في جميع المراحل العمرية المختلفة، مما يمنع الابن من مواجهة الحياة. – لا يعطي الابن الحرية الكافية، لأنه أنجب هذا الطفل بعد انتظار طويل. – إذا كان الابن مولودًا بإعاقة ما أو أصيب بمرض مزمن، فيدلله الأب كتعويض. – الخلاف بين الأم والأب يجعل أحد الطرفين يجذب الابن في صفه ضد الطرف الآخر. – طفولة الأب التعيسة تجعله يعمل على تعويضها في ابنه.
٣- الأب الذي يُميز أحد أبنائه عن إخوته، فتنشأ مشاعر الغيرة بين الأخوة معًا. وأوصى قداسة البابا بضرورة أن يكون الأب متوازنًا في تربية أبنائه كما قال بولس الرسول “كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ” (١كو ١١: ١)، حتى ينشأ الابن بصورة متزنة.
وتُعد هذه السلسلة هي ثاني السلاسل التعليمية الخاصة بالأسرة المسيحية، وذلك بالتزامن مع إطلاق عام “أسرتي مقدسة”، الذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة في يونيو الماضي، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية، كما ذكر قداسته في بداية السلسلة الأولى يوم ١٥ يونيو الماضي.
+ قداسة البابا يتحدث عن اجتماع رؤساء عائلتنا الأرثوذكسية بالشرق الأوسط
تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني، خلال عظته باجتماع الأربعاء الأسبوعي، اليوم، عن الاجتماع الذي استضافته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال الأسبوع قبل الماضي للآباء أصحاب القداسة رؤساء كنائس عائلتنا الأرثوذكسية الشرقية القديمة (Oriental Orthodox Churches) في الشرق الأوسط، وقال قداسته إن الاجتماع كان جيدًا وطيبًا وتطرق النقاش فيه إلى موضوعات كثيرة.
وأضاف قداسته نقاطًا معلوماتية عن الكنائس أعضاء العائلة الأرثوذكسية الشرقية القديمة حول العالم، وقال إن الآمال موجودة أن يجتمع رؤساء هذه الكنائس ولو بشكل غير رسمي، وكذلك الحال بالنسبة لرؤساء كنائس العائلتين الأرثوذكسيتين، الشرقية القديمة والبيزنطية الشرقية، كما طلب قداسته من أبنائه الصلاة من أجل اجتماع مسكوني يضم كنائس عديدة في عام ٢٠٢٥ في ذكرى مرور ١٧ قرنًا على انعقاد المجمع المسكوني الأول في نيقيا عام ٣٢٥م.
وجاء نص حديث قداسته في هذا الصدد كما يلي: “توقفنا في الأسبوعين الماضيين، كان عندنا لقاء رؤساء وبطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة، الكنيسة القبطية والكنيسة الأرمنية والكنيسة السريانية، وحضر الآباء البطاركة معنا، وكان مؤتمرًا جيدًا وطيبًا جدًّا، وتكلمنا فيه في موضوعات كثيرة وتناقشنا، وأريد أن أقول للمعرفة العامة، أن الكنائس الـ”Oriental” أو الشرقية القديمة تضم الكنائس القبطية والسريانية والأرمنية الموجودين في منطقة الشرق الأوسط، لكن تضم أيضًا الكنيسة الإثيوبية والكنيسة الإريترية والكنيسة الهندية والكنيسة الأرمنية في تشيمازين، كل هؤلاء يُعتبروا عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة (Oriental)، ونحن بصدد أن نفكر في اجتماع يجمعنا كلنا معًا، وقد اجتمعنا (منطقة الشرق الأوسط) باعتبار أن بلادنا وكنائسنا لها نفس الظروف، سواء في مصر أو في لبنان أو في العراق أو في سوريا أو… إلخ.
ولكن نتمنى وسنحاول بنعمة ربنا أن يكون هناك لقاء، حتى ولو كان لقاءًا غير رسمي، يجمع كل هذه الكنائس، وكذلك الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية ونسميها “البيزنطية الشرقية” وبدون كلمة القديمة، هذه الكنائس أيضًا نعمل محاولات مع بطاركتها للاجتماع بصورة غير رسمية، لأن ربما الصورة الرسمية تكون بها بعض الحساسيات، ولكن بالصورة غير الرسمية ربما نستطيع أن يكون هناك اجتماع بهذا الشكل، ونفكر – وأيضًا أقول لكي تصلوا جميعكم من أجل هذا – أن سنة ٢٠٢٥ تحل ذكرى مرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، والذي ضم كل كنائس العالم، نحاول أن نقوم ببعض التمهيدات لكي تكون هناك فرصة في المستقبل أن نجتمع، وأن يتحقق هذا في تاريخ ٢٠٢٥، وسيكون أمرًا حلوًا لنا جميعًا، صلواتكم من أجل هذا الأمر.”
+ قداسة البابا: الدعوات الهدامة لا تجد لها آذانًا صاغية والعاقل لا يُزيد الأزمة بأزمة بل يفكر في حلول مبتكرة
أثنى قداسة البابا على المؤتمر الاقتصادي (مصر ٢٠٢٢) الذي انعقد الأسبوع الماضي، وبما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي خلاله، مشيدًا بقدرة الدولة المصرية على توفير الاحتياجات الأساسية للمصريين، في ظل عجز كثير من الدول بسبب الأزمة الاقتصادية. جاء ذلك قبل إلقاء قداسته عظة اجتماع الأربعاء الأسبوعي التي ألقاها من المقر البابوي بالقاهرة مساء اليوم.
كما أعرب قداسة البابا عن ترحيبه باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP 27) الذي سينعقد بمدينة شرم الشيخ الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى مبادرة “ازرع شجرة” التي أطلقتها الكنيسة القبطية دعمًا لهذا الحدث العالمي الهام. وحذر قداسته من الدعوات الهدامة مؤكدًا أنها لا تجد لها آذانًا صاغية، مشددًا على أن المهم هو سلامة الوطن وسلامة المجتمع.
وإلى نص ما قاله قداسة البابا: “أحب أن أشكر القيادة السياسية والحكومة المصرية، على إقامة المؤتمر الاقتصادي. في الأسبوع الماضي أقامت الحكومة المؤتمر الاقتصادي، والذي تحدث فيه السيد الرئيس أكثر من مرة، وتحدث فيه السيد رئيس مجلس الوزراء، وألقى محاضرة شاملة، تاريخية، قوية جدًّا، مدعمة ببيانات وإحصائيات وبأرقام كثيرة، وشارك فيه عدد كبير من المسؤولين، الوزراء والمختصين في الأمور الاقتصادية، وبالطبع المؤتمر كان له نتائج طيبة، سواء نتائج سريعة أو نتائج على المدى القريب.
وأيضًا من خلال المؤتمر كان هناك فرصة لحزمة من المساعدات الاجتماعية أو المعونات الاجتماعية التي تُقدم وتساعد في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يواجهها العالم كله. فمصر مثل بلاد كثيرة في العالم أو معظم دول العالم يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة، البعض يقول أنه ربما من أيام الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه الأزمة أيضًا متعلقة بالطاقة، بمعنى أنها اقتصادية لحاجات الطعام والشرب واحتياجات الإنسان ولكن أيضًا متعلقة بمصادر الطاقة، نشكر الله كثيرًا أن بلادنا مصر برغم إمكانياتها واقتصادها المحدود، إلا أنها بفضل قيادتها وبفضل المسؤولين فيها قادرة أن توفر وتحافظ على كل الاحتياجات التي يحتاجها الإنسان على أرض مصر، توجد بلاد بالقرب منا تأتي الكهرباء فيها لمدة ساعة أو ساعتين في اليوم، وبلاد أخرى تعاني من دخول فصل الشتاء ونقص الطاقة والغاز والبترول والتدفئة، وبالذات البلاد التي تعاني من الصقيع ومن الثلج، نشكر الله على بلادنا وأحوالها، ونصلي أن ربنا يحافظ عليها، وكل الدعوات الهدامة والتي تُقال بأي صورة من الصور لا تجد لها آذانًا صاغية على الإطلاق، لأن المهم سلامة الوطن وسلامة المجتمع، والعاقل لا يُزيد الأزمة بأزمة، العاقل يفكر كيف يحل الأزمة بحلول مبتكرة، ونشكر الله أن مواضيع الصناعة فيها تطور وإبداع وتجديد، والمبادرة الرئاسية “ابدأ” مبادرة قوية جدًّا، ودائمًا خروجنا من هذه الأزمات يكون من خلال الصناعة والمصانع وعمل الناس فيها، والعمال والانتاج والتصدير، وذلك هو الذي سيحل مشكلة بلادنا، وأي مشكلة في أي بلد لا بد أن تكون من خلال الانتاج والتصدير.
وأيضًا باسم الكنيسة وباسم المجتمع المصري وطننا نرحب باستضافة مصر لقمة المناخ (COP 27)، والحقيقة هذا فخر كبير لمصر لأن هذا المؤتمر العالمي لا ينعقد إلا في البلاد الأكثر أمانًا، ففي العام الماضي كان في جلاسكو بإنجلترا، وهذا العام يُقام في مصر، وهذا تعبير واعتراف دولي بالحياة وبالسلامة وبالأمان الموجود في مصر. ينعقد المؤتمر في مدينة السلام في شرم الشيخ، نرحب باستضافة رؤساء الدول ورؤساء الحكومات من كل العالم، ونرحب بكل المشاركين، وعددهم ربما يصل إلى ٣٠٠٠٠ مشارك، وأيضًا من ضمن الشائعات التي قيلت أن مصر ستتحمل ميزانية هذا المؤتمر وهذا غير صحيح، لأن ميزانية المؤتمر تتحملها هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وهيئات دولية أخرى، نرحب بانعقاد هذا المؤتمر والذي سيستمر أيامًا كثيرة، ونحن في الكنيسة بدأنا مبادرة ازرع شجرة، وهذه مبادرة هامة جدًّا، وبدأت أماكن كثيرة تزرع شجر بالآلاف، وربما في آخر مبادرة كنا نعلم الأطفال كيف نهتم بالبيئة وكيف نزرع الشجر، وعملنا لهم كورسات لطيفة في زراعة الشجر في أماكن كثيرة، وأيضًا هنا في الكاتدرائية المرقسية في العباسية في القاهرة مشاركةً في هذا المؤتمر عملنا لافتات كبيرة تدعو لقمة الأرض والحفاظ على المناخ، وكيف أن الأرض وهي أمنا وكلنا مسؤولين عنها بكل صورة ممكنة، ونقيم حلقات توعية، مثلًا أن الصحة أهم من البلاستيك، الآن توجد صحوة عالمية برفض البلاستيك تمامًا، لأنه وُجد أن له أخطار كثيرة، حتى البلاستيك الذي نستخدمه في حمل أي غذاء، فنتمنى لهذا المؤتمر النجاح، ونتمنى أن يحقق الأهداف المرصودة، ومصر تستعد له من أكثر من سنة، ونحن في الكنيسة القبطية عملنا بروتوكول تعاون بيننا وبين وزارة البيئة والدكتورة ياسمين فؤاد، وكيف أن يكون هناك مشاركة في كل المجهودات التي تتم من أجل الحفاظ على البيئة. ربنا يبارك العمل، ويكون صورة طيبة جدًّا لمصر العظيمة، والتي تُمثل أفريقيا، وتُمثل حوض البحر الأبيض المتوسط، وتمثل الدول العربية فضلًا عن تاريخها القديم والعظيم الذي كل العالم يراه ويشهد به”.