انطلقت صباح السبت 26 أغسطس 2017م، فعاليات مؤتمر “اللقاء الأول للتاريخ الكنسي.. مجمع نقية”، الذي ينظمه المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالتعاون مع مركز البابا شنودة للتاريخ الكنسي، وبدأ بصلاة القداس الألهي.
ورأس صلاة القداس الألهي صباحًا نيافة الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس وعدد من الأساقفة والكهنة وسط حضور بعض من افراد الشعب والمشاركين فى فاعليات المؤتمر المنعقد بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وشهد المؤتمر عدة محاضرات ومداخلات من الحضور للتساؤل وأجابات الأساقفة الحضور فى الأمور العقائدية والدينية.
وألقى الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس محاضرة بعنوان “العقيدة في فكر القديس أثناسيوس الرسولي”، كما تحدث نيافة الانبا مكاري أسقف شبرا الجنوبية عن – الليتورجيا وكيف حافظت على العقيدة في القرن الرابع، كما تناول نيافة الأنبا انجيلوس أسقف كنائس شبرا الشمالية الحديث عن المتاعب التي لاحقت القديس أثناسيوس بعد مجمع نيقية، وعن تاريخ قانون الإيمان النيقاوي مع شرح معانيه تحدث عنه القمص بيشوي حلمي.
وتناول القس يوسف سمير في محاضرته مستويات تدريس مجمع نيقية للمراحل المختلفة، ويذكر ان المجمع المسكوني الأول هو أحد المجامع المسكونية السبعة وفق للكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة وأحد المجامع المسكونية الأربعة.
وسمي مجمع نيقية بهذا الاسم نسبة إلى مدينة نيقية التي عُقد فيها وهي العاصمة الثانية لولاية بيثينية وتقع في الشمال الغربي لآسيا الصغرى، وحضر افتتاحه آنذاك الامبراطور قسطنطين الأول وبدأ مجمع نيقية جلساته 325 وجاء انعقاده بناء على تعليمات من الامبراطور قسطنطين الأول لدراسة الخلافات في كنيسة الإسكندرية بين آريوس واتباعه من جهه وبين الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية) واتباعه من جهة أخرى حول طبيعة المسيح اهليه ام بشرية.
كلمة نيافة الأنبا رافائيل عن ” فهم الثالوث هو حجر أساس الإيمان المسيحي”
أكده نيافة الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس خلال اللقاء الأول للتاريخ الكنسي “مجمع نيقية” (إن فهم الثالوث هو حجر أساس الإيمان المسيحي) حيث قام نيافته بإلقاء محاضرة بعنوان “العقيدة في فكر القديس أثناسيوس الرسولي” ناقش من خلالها الفهم الصحيح للمفاهيم اللاهوتية والعقائدية. منها: ”الثالوث والأزلية والأبدية، جوهر وطبيعة الأب والأبن والروح القدس، التمييز بين الميلاد والخلق، الإيمان الواحد”
وشرح نيافته لمحة عن حياة القديس البابا أثناسيوس الرسولي وما جعله ”حامي الإيمان” أنه كان ينظر دائماً على الخلاص والأبدية لذلك:
– كان دائم البحث في الكتاب المقدس والتعاليم الرسولية.
– عاصر فترة من عصر الشهداء
– تتلمذ على يد البابا ألكسندروس
– تعلم النسك من الأنبا أنطونيوس
– عاش الذكصولوجية ” حياة التسبيح”
لذلك عندما كان أثناسيوس يتكلم ويدافع عن الإيمان كان الكلام يتدفق منه بكل قوة.
كما ناقش نيافته أيضاً بدعة أريوس والرد عليها بفكر أثناسيوس الرسولي.
وأختتم نيافة الأنبا رفائيل المحاضرة قائلاً: ”أن أثناسيوس الرسولي قد أقتني حياة الفضيلة لذلك يقال” من يمدح أثناسيوس يمدح الفضيلة“.
كلمة نيافة الأنبا مكاري خلال اللقاء الأول للتاريخ الكنسي “مجمع نيقية”
ألقى نيافة الأنبا مكاري أسقف شبرا الجنوبية كلمة بعنوان “الليتورجيا وكيف حافظت على العقيدة والإيمان في نيقية بالقرن الرابع الميلادي” وبدأ نيافته المحاضرة قائلاً : “أقدم الشكر لنيافة الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس؛ على دعوته كما أقدم شكري لنيافة الأنبا إرميا لأنه ينظم مثل هذه اللقاءات الهامة ”
سنتحدث اليوم عن الليتورجيا وكيفية حفظها للإيمان في نيقية، في القرن الرابع ظهر بعض الأشخاص الذين كانوا ينكرون الروح القدس، لذلك وضعت الكنيسة قانون الإيمان لإستخدامه في جميع صلواتها.
وقد كان أثناسيوس له إسهامات كثيرة جداً في صلوات الليتورجيا.
وفي ليتورجية القديس سِرابيون سنة 350 ميلادية ذكر فيها عبارات تؤكد مساواة الأب للإبن.
وكانت الكنيسة تصلي الأجبية وفيها توجه الصلاة إلى الله؛ فقال القديس “أشكر إلهي يسوع المسيح”.
وفي سنة 375م قام القديس باسيليوس بإضافة عبارة “المجد للآب بالأبن في الروح القدس ” فغضب عليه الأريوسيين بحجة انه يغير ماكانوا يصلون به؛ فقام القديس باسيليوس بكتابة مقالات عن إيمان الكنيسة وقام بتفسير الصيغة القديمة والحديثة مستنداً بقول الكتاب المقدس “أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم… وعمدوهم باسم الأب والأبن والروح القدس “؛ لذلك نقرأ في نهاية القداس “مبارك هو الآب القدوس…. واحد هو الروح القدس ”
أما في القرن الرابع الميلادي. وتحديدا في سنة 309م؛ حدث تطوراً في الليتورجيا؛ وفي ذلك الوقت ظهرت كنائس وكاتدرائيات بفضل الملك قسطنطين البار وذلك لإعلانه” الديانة المسيحية ديانة عامة”
وقد حدث تبادل ليتورجي بين الكنائس من ضمنها ليتورجية القديس سِرابيون الذي كان صديقاً للبابا أثناسيوس. كما تحدث نيافة الأنبا مكاري عن الإستدعاء.
كان ذلك بحضور نيافة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس ونيافة الأنبا أنجيلوس أسقف عام كنائس شبرا الشمالية.
كلمة نيافة الأنبا أنجيلوس عن متاعب البابا أثناسيوس بعد مجمع نيقية
خلال كلمة نيافة الأنبا أنجيلوس فى مؤتمر “اللقاء الأول للتاريخ الكنسي.. مجمع نقية” ذكر نيافته أحداث وتواريخ نفي البابا أثناسيوس عن كرسيه السكندري كالتالي :
النفي الأول : في الفترة مابين 335م إلى 337م في الصعيد
النفي الثاني :في الفترة مابين 339م إلى 346م زار فيها روما.
النفي الثالث : في الفترة ما بين 356م إلى 362م ببرية مصر.
النفي الرابع :في الفترة ما بين 362م إلى 363م ببرية مصر.
النفي الخامس: ما بين 365م إلى 366م .
القديس أثناسيوس الرسولي هو من أعظم بطاركة الكرسي السكندري، وتعترف بقداسته جميع الكنائس المسيحية في العالم بلا استثناء، ويسمونه “أبو علم اللاهوت”، حيث يعتبر أعظم قديس في اللاهوتيات، وهو الذي وضع قانون الإيمان في مجمع نيقية المسكوني الأول سنة 325 م، والذي حضره 318 من رؤساء الكنائس في العالم وممثليها.
وُلد القديس أثناسيوس حوالي سنة 297م
ويعتبر كتابه “تجسد الكلمة” أعظم كتاب في التجسد الإلهي، وكتابه “الرسالة إلى الوثنيين” هو دعوة إلى الإيمان المسيحي.
وكان القديس أثناسيوس قد حضر إلى المجمع مرافقًا للبابا ألكسندروس، وقيل أن البابا ألكسندروس سامه شماساً ليعطيه حق الكلمة في المجمع، ورغم أنه لم يكن قد بلغ الثلاثين من عمره بعد، إلا أن ردوده القوية الممتلئة بالحكمة والمؤيدة بالشواهد الكتابية والعقلية، والتي تؤكد على ألوهية السيد المسيح، أبهرت كل الحاضرين في المجمع، حتى أنه تزعم الموقف في التصدي لكل هرطقات أريوس والرد عليه كلمة كلمة، وقيل أن الإمبراطور قسطنطين الكبير نفسه قال له “أنت بطل كنيسة الله. وقد صاغ قانون الإيمان النيقاوي الذي تعترف به جميع الكنائس المسيحية في العالم.
اُختير للبطريركية بعد مجمع نيقية بحوالي ثلاث سنوات، حوالي سنة 328 م، بتوصية من البابا ألكسندروس قبل نياحته.
تعرض القديس أثناسيوس الرسولي لمضايقات كثيرة من الأريوسيين، حتى أنه نُفي عن كرسيه 4 مرات، وفي المرة الخامسة صدر الأمر بنفيه، ولكن الأقباط ثاروا ضد هذا القرار وتجمهروا لمنع الوالي من الوصول إلى البابا، وقيل أنهم أبلغوا الوالي بأنه لن يستطيع الوصول إلى البابا إلا على جثثهم جميعًا، فلم يستطع تنفيذ القرار.
نفي البابا أثناسيوس للمرة الأولى عندما حاول أريوس، بعد حرمه، أن يرجع ثانية إلى الإسكندرية، فقدم للملك قسطنطين خطابًا مملوءًا بعبارات ملتبسة تأثر بها الملك، وأقنعه بعض الأساقفة الأريوسيون أنها لا تختلف عن إيمان مجمع نيقية، فطلب الملك من البابا أثناسيوس إعادة أريوس إلى الإسكندرية، إلا أن البابا رفض ذلك لما فيه من مخالفة لقرار المجمع المسكوني، فقام الأريوسيون بإلصاق بعض التهم بالبابا أثناسيوس وقد أظهر الله براءة البابا أثناسيوس من تلك التهم في مجمع صور سنة 335 م.
كما تم نفي البابا أثناسيوس إلى تريف في 5 فبراير سنة 335 م.
وبعد أن مات أريوس موته شنيعة في مرحاض عمومي، حيث انسكبت أحشاؤه، تأكد الملك قسطنطين من براءة البابا أثناسيوس، وأوصى سنة 337 م بإعادته إلى كرسيه وهو على فراش الموت. وقيل أن ابن قسطنطين الصغير بعث برسالة إلى البابا أثناسيوس، امتدحه فيها، وأخبره بأن والده أبعده عن الإسكندرية.
وقد تم تقسيم المملكة بعد وفاة الملك قسطنطين الكبير بين أبنائه الثلاثة، فكان قسطنطين الصغير على الغرب، وكانت إيطاليا تابعة لـ”قسطاس”، ومصر تابعة لـ”قسطنطيوس” الذي كان أريوسيًا، وبتوسط قسطنطين رجع البابا إلى مصر سنة 338 م، واستقبله الشعب بفرح عظيم.
غضب الأريوسيون من رجوع البابا، وعقدوا مجمعًا حرموا فيه أثناسيوس وعينوا شخصًا يُدعى غريغوريوس بدلا منه، فعقد البابا أثناسيوس مجمعًا بالإسكندرية سنة 340 م إحتج فيه علي الأريوسيين.
وترك كرسيه وسافر إلى روما، وانعقد مجمع في سرديكا قرر أولاً براءة البابا أثناسيوس، وتثبيت قانون مجمع نيقية، وحرم الأساقفة الأريوسيين، وعزل غريغوريوس، ووافق الإمبراطور حاكم إيطاليا على ما قرره المجمع، وهدد شقيقه بالحرب إن لم يرجع أثناسيوس، وبالفعل عاد أثناسيوس إلى كرسيه، واستقبله الشعب بالتهليل.
وذهب إلى الصحراء، وبقي مدة مع الآباء الرهبان.
وفي أيام الإمبراطور “فالنس” الأريوسي، أصدر هذا الإمبراطور قرارًا بنفي البابا أثناسيوس في سنة 367 م، فاضطر البابا أن يهجر الإسكندرية ويختفي في مقبرة والده، ولما رأى الإمبراطور ثورة الأقباط ضد هذا القرار، قرر رفع الاضطهاد عنهم وإعادة أثناسيوس إلى كرسيه سنة 368 م.
تنيح بسلام بعد أن قضى مدة 45 عاما على الكرسي السكندري.
وفي نهاية المحاضرة أجاب نيافته على بعض من أسئلة الحضور حول هذا الموضوع.