عقدت ندوة “مهارات هامة فى الدفاعيات” مساء الثلاثاء 8 أكتوبر 2019م بالتعاون بين المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وخدمة اللاهوت الدفاعي بأسقفية الشباب، حاضر فيها الخادم الأستاذ جورج باسيليوس الأستاذ بجامعة القديس أثناسيوس الرسول بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك بالقاعة الرئيسية بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.
خلال الندوة تحدث أ.جورج باسيليوس عن المهارات الدفاعية للخدام من خلال العلاقات، ووضح أن هناك ثلاث أساليب عامة للدفاعيات
أولها: النوع التقليدى من استعمال المنطق فى الحوار مع الاخر لاثبات وجود الله.
ثانيا: استعمال الأدلة والبراهين.
ثالثًا: الأسلوب الافتراضي وهو قائم على افتراض ان الله موجود.
رابعًا: وهو موضوع المحاضرة من خلال العلاقات، وأكد أن ممارسة الخدمة فى الدفاعيات من خلال العلاقات تقوم على “من نحن، وما نتعلمه، وما نعرفه”.
ومعيار من نحن هنا تعنى كيف نعيش حياتنا ؟ ، فالخادم عليه مسئولية انه يجب ان تعبر حياته عما يقوله ، فالدفاع عن الايمان لا يتعلق فقط بالاجابة على اسئلة الملحد او المتشكك بقدر اظهاره ان الله حقيقى في حياته وحياتى، فمبدأ من نحن مهم فى دفاعنا عن الايمان لانه التربة التى ابنى عليها المصداقية فى العلاقة.
اما المرحلة الثانية والتى تتحدث عن ما نتعلمه ، نجد ان هناك بعض الاراء بوجود تباين فى ايات الكتاب المقدس حول المعرفة ، وعلى سبيل المثال الاية التى تقول ” كون النفس بلا معرفة ليس حسنا . امثال 19 : 2 ” والاية الموجودة بسفر هوشع ” قد هلك شعبى من عدم المعرفة ” وعلى الجانب الاخر نجد فى رسالة كورنثوس الاولى ” العلم ينفخ ولكن المحبة تبنى ” وفى سفر اشعياء ” حكمتك ومعرفتك هما افتناك فى قلبك : انا وليس غيرى ” ، وبالتدقيق نجد ان هناك ليس تباين انما هناك معرفة نسعى اليها للمعرفة والاثمار وهناك معرفة تهلك.
ويوضح جورج باسيليوس ، أن المعرفة فى الخدمة ثلاث مراحل هى قبل المعرفة وهى التربة الجيدة التى نزرع فيها وهى كما يقول الكتاب المقدس: مخافة الرب رأس المعرفة ، ومن يحب التأديب يحب المعرفة ، وقدموا فى ايمانكم فضيلة وفى الفضيلة معرفة . فيجب ان يكون التواضع قبل المعرفة ، ويؤكد الكتاب المقدس على ذلك ” لا تكونوا حكماء فى اعين انفسكم ”.
وإن كان قبل المعرفة التواضع ، فبعد المعرفة تأتى الحكمة، فيجب ان تأتى المعرفة القائمة على التواضع ومخافة الله بأثمارها وهى الحكمة ، ولفظ الحكمة هنا لا يعنى فقط المعرفة العقلانية بل يعنى المعرفة الاخلاقية، وهذا ما نجده فى خدمة القديس بولس الرسول فى رسائله حيث بدأ بالتعليم والمعرفة ثم قدم الحكمة .
ويوضح “باسليوس”، انه بالتدقيق فى بعض الالفاظ بالكتاب المقدس نجد انه تحدث عن المعرفة بمعنى الحقائق او المعلومات او العلماء، وعندما تحدث عن الفهم قصد المعنى او المبادئ او المعلمين، وعندما تحدث عن الحكمة يتحدث عن السلوك والتطبيق والقديسين وهذا ما نسعى اليه .
وحول كيفية التواصل مع المتشكك او الملحد وضح ان التواضع مهم جدا ، كما ان يجب ان تكون هناك علاقة بين ما نعرفه وما نفعله ، فما نعرفه يعكس ما نفعله ، وما افعله هنا كخادم لاهوت دفاعى هو ما اريده وهو بناء علاقة لها عدة مبادئ هى :
أولا: العلاقات ليست مجرد مناهج للتعليم وليس هدف العلاقة هو توصيل معلومات فقط بل الهدف ان ابنى علاقة لانى احب هذا الشخص ومن خلال هذه المحبة اكسب ثقته .
ثانيا: يجب على الخادم ان يكون هو المبادر فى بناء العلاقات فى الخدمة
ثالثا: تتطلب العلاقات فهم تفكير الاخر ، لذا على الخادم ان يسعى ليفهم الملحد ويسمعه ويفهمه .
رابعا : على الخادم ان يقوم بطرح الاسئلة ، مثل ما هو اكبر سؤال جعلك تشك فى وجود الله ؟ ، اذا استطعت ان تقابل الله وتسأله ما هو السؤال الذى ستطرحه ؟
خامسا: اسمع .. اسمع .. اسمع .
وفي نهاية المحاضرة قام الحضور بألتقاط صورة جماعية مع الخادم جورج باسيليوس .