قال الأب بيتر مدروس، ببطريريكة اللاتين، ومدير المركز الرعوي للكتاب المقدس بالقدس، إن هناك “تراجعا في نسبة المسيحيين في القدس؛ بسبب الممارسات الإسرائيلية”، وتابع أن “أعداد المسيحيين بالأراضي الفلسطينية قد تراجعت من 35% من عدد السكان، إلى 2% فقط، خلال الوقت الراهن”، وذلك في حوار هام أدلى به لوكالة أنباء مسيحيي الشرق الأوسط.
وأضاف، أن “عدد المسيحيين في القدس وصل لحوالي 10 آلاف مسيحي، من أصل 500 مليون مواطن فلسطيني”، وقال “من المؤسف أن يكون هذا هو حال مهد المسيحية، ومولد السيد المسيح ونشأته”.
وعن جرائم داعش، قال إن “لا صلة لها بالأديان السماوية، وأن ما تخلفه هذه الجرائم من ضحايا، أمر يستحق وقفة من المجتمع الدولي؛ لإنقاذ المواطنين الذين يعيشون بالقرب من تجمعات هذا التنظيم الإرهابي، مع ضرورة تقديم كل الدعم للنازحين من هذه الجرائم البشعة”.
وشدَّد على “ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات أكثر جدية لإنقاذ النازحين والفارين من جحيم داعش، لاسيما وأن ضحايا هذه الجرائم يتحدثون عن بشاعة الجرائم التي ارتُكبت ضد المسيحيين خاصة، والأقليات عامة، في كلٍّ من سوريا والعراق”، قائلا إن “الخُطوة التي أقدم عليها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة هذا التنظيم، عملت بلا شك على وقف نزيف الدماء، ووضع حد لهذه الممارسات الفجة”.
وأكَّد الأب بيت مدروس على “ضرورة نشر المحبة والتسامح، والتمسك بتعاليم الإنجيل؛ لمواجهة انتشار الأفكار المتطرفة في الشرق الأوسط، بشكل خاص، والعالم بشكل عام”.
واختتم الأب مدروس ببطريركية اللاتين في القدس، حديثه للوكالة، “بتأكيده على أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي، والمقدسات المسيحية في الشرق الأوسط، والكف عن تغذية الكراهية والحض على العنف، وأهمية الخروج بمبادرات مجتمعية من شأنها العمل على تعزيز روابط المواطنة، واحترام حقوق الانسان، وتنقية المناهج الدراسية من أفكار العنف والتطرف، وإدماج المسيحيين في مجتمعاتهم؛ باعتبارهم مواطنين فاعلين، وليسوا أقلية دينية”.