نيافة أنبا إرميا يؤكد: مصر محاطة بالشر.. وعلينا اختيار القائد الحقيقي الذي يصلح لقيادتها
نظم المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي برئاسة نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا الأسقف العام، الثلاثاء 28 نوفمبر 2023 – ندوة بعنوان “الانتخاب حق من حقوقك.. أد واجبك احم وطنك”، وذلك بهدف الحث على المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
شارك في الندوة كل من نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والمهندس كامل ميشيل عضو مجلس الشيوخ، والقس إرميا مكرم كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بالساحل بشبرا، ود. إيهاب قلدس عضو المجلس الاستشاري للمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وأدارت الندوة د. نرمين سمير الإعلامية بقناة Me Sat .
بدأت الندوة بالسلام الوطني، ثم تلته كلمة لنيافة أنبا إرميا استهلها بالحديث عن مصر، مؤكدًا أنها ذكرت في الكتاب المقدس وزارها الأنبياء، ولديها وحدة جغرافية وسياسية أدت إلى تكوين أول دولة وطنية، موضحًا أن مصر هي “النموذج الكلاسيكي” للدولة الثابتة، وأنها تملك جيشًا قويًا هو الأعظم والأقوى بالمنطقة، ويصنف تاسعًا أو عاشرًا عالميًا.
وأكد نيافة أنبا إرميا أن مصر بلد حضارة فرضت شخصيتها على كل محاولات الاستعمار، مشيرًا إلى أن أي إنسان بلا وطن هو بلا هوية وبلا ماضٍ وبلا مستقبل، وأن المحبة تكون بالأفعال لا الشعارات وتقاس بما نقدمه للوطن.
نيافة أنبا إرميا شدد في كلمته على أن مصر محاطة بالشر وهو ما يستدعي توحيد الصفوف، مشيرًا إلى أن الله خلق كل فرد حر وله إرادة ليختار ما يشاء، ومنوهًا بوجود أمور وطنية لا يصلح فيها الفكر الخاص، كما شدد على أن الانقسام يؤدي إلى انهيار الوطن، وأن الاتحاد في الصالح يجعل الوطن يزدهر لمصلحة الوطن والمواطن.
هذا وأعرب نيافة أنبا إرميا عن الترحيب بالمعارضة الوطنية، مؤكدًا أن وجودها شرط مهم للديمقراطية، إلا أن نيافته أكد في هذا الصدد أن “الحس الوطني مهم”، وأن الفرص لا تأتي إلا مرة واحدة، وأن الظرف العالمي لا يسمح بالتجربة.
وعن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة أكد نيافة أنبا إرميا أن مصر تعيش مرحلة حرجة جدًا تستوجب مشاركة الجميع في هذه الانتخابات، وأن التصويت في الانتخابات مسؤولية أمام الله والوطن، قائلاً: اذهبوا للجان الانتخابات فما تعيشه مصر بحاجة إلى “الضمير”، فحكموا ضمائركم لمصلحة الوطن ولا أحد يستطيع إجبار الآخر على شيء، واختاروا القائد الحقيقي الذي يصلح لقيادة بلد كبير كمصر.. “قائد له مكانة كبيرة”، ونحن أمام قائد نبيل يسهر ويسعى لمصلحة وطن قوي مزدهر.
نيافة أنبا إرميا وجه رسالة خاصة إلى الشباب الذين أكملوا 18 عامًا قائلاً: “عليكم مسؤولية كبيرة في تشجيع أصدقائكم على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، فالانتخاب حق من حقوق المواطن يكفله الدستور ويحميه القانون”، مشيرًا إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات وفرت لجانًا لتصويت الوافدين والمغتربين.
واختتم نيافة أنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي كلمته قائلاً: نحن رجال الدين نصلي إلى الله أن يرشدكم لما هو في مصلحة الوطن.
وخلال كلمته بالندوة، أعرب المهندس كامل ميشيل عضو مجلس الشيوخ عن سعادته الكبيرة بوجوده في المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي صاحب البصمة الكبيرة داخل كل فرد، مشيرًا إلى أن الكنيسة المصرية لديها وعي عظيم في تجميع أولادها في وحدانية، وأن الكنيسة كجزء أصيل من الدولة المصرية قدمت مساعدات إلى إخوتنا بغزة، وأن التاريخ يشهد للكنيسة القبطية بمواقفها الوطنية.
م. كامل ميشيل أكد أن الفترة المقبلة تحتاج تكاتفًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن قوة الاتحاد تظهر في الأزمات، وأن الكنيسة غير منفصلة عن الوطن، وأن المسيحيين قوة لا يستهان بها في كل الاستحقاقات، ويمكن أن يكون لهم تأثير خلال المرحلة الراهنة المهمة في تاريخ الوطن.
وبدوره عبر القس إرميا مكرم كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بالساحل بشبرا خلال الندوة عن شعوره بالفخر لوجوده تحت مظلة المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي المعبر عن نبض الكنيسة، مشيرًا إلى أن الكنيسة شاركت منذ ثورة 1919 في رسم خريطة الوطن، وأنها لا تمارس السياسة بل تشارك في الحياة السياسية.
القس إرميا مكرم أكد أن مصر لديها ثقل سياسي وهي محور مفصلي لكل دول الشرق الأوسط، وأن الله أعطانا حرية الاختيار، مشددًا على أن التصويت في الانتخابات الرئاسية قوة ورسالة لكل العالم أن مصر دولة قوية بحرية التعبير، مشيرًا إلى أن المسيحيين لا بد أن تكون لهم حرية التعبير والاختيار.
وفي كلمته بالندوة، أكد د. إيهاب قلدس عضو المجلس الاستشاري للمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي أن “المركز” لديه رسالة مهمة هي تشجيع المصريين بالخارج على عدم التكاسل عن أداء دورهم تجاه الوطن، مذكرًا أن مصر قبل عام 2005 لم تكن بها انتخابات رئاسية بل كان مجرد استفتاء، مشددًا على أن ميزان الانتخابات يتجه نحو أمن هذا الوطن.
كلمة الأنبا إرميا “الانتخاب حق من حقوقك، يكفله الدستور ويحميه القانون”.