ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء يوم ٢٠\٩\١٩٩١، من كنيسة السيدة العذراء والقديس البابا كيرلس عمود الدين بكليوباترا بالإسكندرية.
وحضر الاجتماع صاحبا النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه والأنبا إيلاريون الأسقف العام لكنائس قطاع غربي الإسكندرية، والأب القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة وعدد من كهنة الإسكندرية.
واستكمل قداسته سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول جزءًا من الأصحاح الثامن عشر من إنجيل معلمنا لوقا والأعداد (٩ – ١٤)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي : “رحمة للتائبين”، وفي البدء أوضح أن اهتمام الكنيسة الأول هو دعوة كل نفس إلى التوبة، لأنه هكذا أوصى السيد المسيح في الكتاب المقدس: “تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ” (مت ٣: ٢)، “فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ” (مر ١: ١٥)، “لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ” (لو ٥: ٣٢)، وأشار إلى أن الحالة الروحية لأي إنسان تكون إما في جانب “الفريسي” وإما في جانب “العشار”، ووضع أربعة خطوات لحوار الرحمة للتائبين، وهي:
١- نداء من الله:
الله ينادي الجميع للتوبة، كمثال داود النبي عندما دعاه ناثان النبي “لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ” (٢صم ١٢: ٩)، فاستجاب داود وسكب الدموع وقدم توبة على خطاياه وكتب مزمور التوبة “اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ… “إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ” (مز ٥١: ١، ٤)، لذلك في كل مرة يقرأ الإنسان الإنجيل فهو يستمع إلى نداء التوبة، والمسيح صباحًا ومساءًا يقول “تُوبُوا” بصيغة جماعية لكي يتوب الإنسان ويدعو أهل بيته للتوبة ويساعدهم على سماع نداء المسيح.
٢- استجابة من الإنسان:
على الإنسان أن يستجيب يوميًا لأن الاستجابة هي أروع شيء، مثلما استجاب السجّان الروماني عندما ظن أن المسجونين هربوا بعد الزلزلة ولكن بولس وسيلا طمأناه، فطلب أن يعرف طريق الخلاص”«آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ»” (أع ١٦: ٣١)، وفي المقابل يوجد أناس لم يستجيبوا مثل يهوذا الإسخريوطي، لذلك ينبغي أن يستجيب الإنسان عندما يسمع النداء، “يُعطى عنا خلاصًا (للماضي) وغفرانًا للخطايا (للحاضر) وحياة أبدية (للمستقبل) لمَنْ يتناول منه”.
٣- فتح باب الرجاء من الله:
عندما يستجيب الإنسان لنداء الله يفتح الله باب الرجاء، كمثال المرأة التي أمسكت في الخطية “أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!» فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»” (يو ٨: ١٠، ١١)، ودائمًا يفتح الله باب الرجاء للإنسان التائب، لذلك التوبة تحمي من اليأس ومن الهموم ومن المتاعب النفسية.
٤- كمال الرحمة والفرح للتائب:
الإنسان التائب يشعر بالفرح والسعادة على الدوام، “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ” (مت ١١: ٢٨)، “افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ” (لو ١٥: ٩)، لذلك إذا أراد الإنسان أن يشعر بالراحة والسلام عليه أن يصلي ويقدم توبة ودموع ليغسل خطاياه.
+ قداسة البابا يفتتح مبنى خدمات بكنيسة العذراء والبابا كيرلس عمود الدين بالإسكندرية ويشيد بتاريخها
افتتح قداسة البابا تواضروس الثاني مساء يوم الأربعاء مبنى خدمات “الحمامة الحسنة” بكنيسة السيدة العذراء والقديس البابا كيرلس عمود الدين بمنطقة كليوباترا بالإسكندرية.
ويضم مبنى “الحمامة الحسنة” قاعة مناسبات وفصول لمدارس الأحد وقاعة اجتماعات كبيرة ومركز ثقافي إلى جانب صالة ألعاب.
جاء ذلك في إطار زيارة قداسته للكنيسة لإلقاء عظة اجتماع الأربعاء الأسبوعي فيها.
وأشاد قداسة البابا في مفتتح عظة الاجتماع بتاريخ كنيسة السيدة العذراء والقديس البابا كيرلس عمود الدين، شاكرًا آبائها وشعبها على محبتهم واهتمامهم بتطوير الكنيسة، مشيرًا إلى جهود القديس القمص بيشوي كامل في بناء الكنيسة.
وروى قداسة البابا بعضًا من ذكرياته الشخصية مع الكنيسة حين بناها القمص بيشوي كامل كنيسة صغيرة، وقتما كان قداسته طالبًا في جامعة الإسكندرية وشارك في اجتماع للشباب نظمه “أبونا بيشوي” في هذه الكنيسة، وأنه تردد على الكنيسة عدة مرات.