ترأس، مساء أمس الأربعاء، قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة العشية، والاحتفال السنوي لدار الكتاب المقدس في مصر.
قام قداسة البابا بقراءة تأمل من من سفر صموئيل الأول الأصحاح الحادي والعشرون عدد 10:
وقال قداسة البابا :”أحيانا الإنسان يتعرض لمواقف كثيرة من الخوف في حياته وينسي يد الله الحانية، و يده الحارسة، ونجد في مزمور ذلك في تأمل، مزمور الرابع والثلاثون لدواد. عندما أدعي الجنون أمام أبي مالك فصرفه عنه فمضي آمنا، ويقول المزمور :(بارك الرب في كل حين تسبيحه دائما في فمي تفتخر نفسي بالرب فيسمعني الودعاء ويفرحون مجدوا الرب معي ولنعظم اسمه معا, التمست الرب فأجابني و أنقذني من كل مخاوفي، الذين تطلعوا إليه استناروا ولم تخجل وجوهم قط هذا المسكين استغاث فسمعه الرب وأنقذوه من جميع ضيقاته ملاك الرب يخيم حول خائفيه وينجيهم”.
وتابع قداسة البابا : “عندما يتعرض الإنسان إلى الضيقات أحيانا ينتبه الخوف و يتعرض إلى هزة نفسية، ونجد ذلك كثيرًأ عند الأطفال في مرحلة الفطام أو الشباب في مرحلة المراهقة بين الشباب أو عند تكوين أسرة جديدة للمقبلين على الزواج أو الخطوبة عند الإحالة للمعاش عند السفر أحيانا أو الإنجاب يعترض الإنسان لكثير من الخوف في حياته. فالإنسان دائما يخاف من الفشل المرض بعض الناس تخاف من المستقبل البعض يخاف من الظلام مواقف حياتية كثيرة. وهناك خوف طبيعي، وهناك صورة مرضية من الخوف “.
وتساءل قداسة البابا : كيف يقابل الإنسان الخوف في حياته؟ ويتغلب على خوفه؟ ففي وقت الخوف الفعل الذي يحميك هو الشكر والحمد والتسبيح إلى الله. كيف يتعلم حياة التسبيح والشكر كل حين في كافة الأوقات في كافة المواقف؟ ويضع أمامه أن كل الأشياء تعمل معا للخير. ويقول الإنسان بداخله “أنا أحبك يارب، ولذلك أسبحك في كل حين لا تأتي لحظة أنسي فيها عملك أن تجعل الله أمامك في كل حين ولا تززع من إيمانك أن الله يراك ويستمع طلباتك”.
وأضاف أن التسبيح فيه مشاركة مع الملائكة : “فأنت بالتسبيح تشارك الملائكة في حياتهم وعملهم، وهو التسبيح وبالشكر والحمد والتسبيح الدائم، يقف الإنسان دائما أمام الله ويتسأل ماذا أنا قدمت لله أمام النعم التي لا تعد ولا تحصى؟ فأقصى ما يقدمه الإنسان لله هو التسبيح، وهو لغة يقدمها الإنسان للتعبير عن مدى عطايا الله الكثيرة والشعور الدائم بعمل الله في حياتنا كل يوم”.
وتابع قداسة البابا :”ففي وقت التسبيح يأتي الله كمنقذ للإنسان من كل الضيقات، الله يرتب لنا كل الظروف لصالح الإنسان وخيرا له، فالله يعطي الإنسان الاستنارة، وفعل النور بداخل الإنسان يجعله يرى الأشياء الصحيحة، وهذا يتحقق لنا من خلال الأسرار المقدسة التي نحصل عليها من خلال الممارسات أيضا الحياتية الصلاة والصوم وقراءة الكتاب المقدس. ففي كل مرة نقرأ فيها الكتاب المقدس نشاهد المسيح، وهذا يكون له تأثير على العمل الروحي لكل منا فلا تسيطيع أن تهزمك المخاوف والله يحيطك بالملائكة الله يرسل الملاك الحارس لكل منا يرفقك يحرسك في مخاوفك فملاك الرب حال حول خائفيه وكلمه ملاك ترمز للسماء فتأتي يد السماء لإنقاذ الإنسان “.
واختتم قداسة البابا عظته، قائلًا :”دائما يتذوق الإنسان حلاوة الرب وطيبته، في وقت الخوف والضيقة عندما ينقذك الله من مخاوفك وضيقتك فتجد شعور داخلي بعمل الرب في حياتك رغم عدم استحقاقك. الله عذب يحتاج إلى أن نتذوق عمله معنا، ونشعر بيد الله في أوقات ضعفنا فعندما يعيش الإنسان في مخافة الله ويكون أمينا في عمله بيته خدمته وطنه ومجتمعه يعيش في مخافة الله ولا يري عاوزا في حياته”.
وأضاف :”كلمة الله هي طريق السعادة في حياة الإنسان، فصن لسانك عن الشر. وهذه هي بداية مخافة الله فالإنسان دائما هو الذي يصنع أتعابه في الحياة وأن الحكمة والاتزان يجعل الإنسان يستخدم عطاءات الله له في الخير. فدائما يجب أن تضع الله أمامك في كل أفعالك لكي تحيا وتعيش في الأمان الألهي عين الرب دائما تتجاه نحو الصديقين قريب هو الرب من منكسري القلوب كلها وعود الله لنا يد الله تحفظ الإنسان لمن أتكل عليه فعندما تتكل عليه ترى يد الرب وعظمه عمله في حياتك”.