ودعت مدينة السقيلبية السورية, اليوم, الطفل الشهيد مارسيل شادي نعمة؛ وهو الابن الثاني للشهيد شادي نجدت نعمة, والذي استشهد قبل خمس سنوات في الحرب السورية عام 2014؛ وهو أيضاً الشقيق الأصغر للشهيد بشار شادي نعمة الذي استشهد قبل ستة أيام.
حيث تمت الصلاة على جثمانه الطاهر بكاتدرائية القديسين بطرس وبولس بالسقيلبية.
ويُعد مارسيل هو الطفل الشهيد الخامس بعد أخيه بشار شادي نعمة؛ وزملائه سهير جرجس وانجي زروف وجيسيكا سمر جيان الذين استهدفتهم القذائف الصاروخية المعادية يوم الأحد ١٢ من مايو الجاري واستشهدت معهم حينها السيدة الشابة حلا فريد مكشكش ليصبح اليوم عدد شهداء السقيلبية ستة شهداء من المدنيين.
الصدمة كانت كبيرة على “ياسمين” أم الشهيد؛ فالفاجعة أكبر مما توصف؛ فكل شيء في حياتها كان قاتم خاصة بعد استشهاد زوجها الشهيد شادي نجدت نعمة في 2-11-2014؛ فبقيت وحيدة مع طفليها شادي ومارسيل تواجه الحياة وقساوتها بإرادة وصبر وتحمل وكانت تشعر أنهما سيكونان لها سنداً قوياً وجناحين رغم صغرهما.
لكن ما حدث فاق كل التصورات!!
كان بشار ومعه أخيه مارسيل يوم الأحد الماضي يلعبان مع رفاق حارتهم ورفاق طفولتهم ومعلمتهم “سهير جرجس وانجي زروف وجيسكا وإنجي رزوق” حين استهدفهم صاروخاً معادياً؛ استشهد على الفور كل من بشار وسهير وانجي وجيسيكا، وتم نقل مارسيل إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة اليوم بعد ستة أيام من الإصابة.
جفت الدموع في عيون الأم المفجوعة ياسمين ولم يعد البكاء ولا الصراخ ولا الكلام يواسي أو ينفع.
في رحيل مارسيل اليوم تكون الأم المفجوعة ياسمين قد فقدت الأمل الأخير، وبات كل شيء مظلم.
ربما كان الصمت أعمق لكنهم أرادوها كي يخففوا عنها أن تعبر ولو بكلمة وأن تحادثوها أن تغني له وهو مسجى أمامها في التابوت.