إنجيل هٰذا الأحد من (يو ١٤: ١-١١)، وفيه يتحدث السيد المسيح إلى تلاميذه ليقوّي قلوبهم المضطربة ويتحدث إليهم عن السماء والطريق إليها؛ فنجد:
• أن الإيمان بالسيد المسيح والحياة معه هما الطريق إلى سلام النفس الذي يبحث عنه الإنسان؛ ففي ظل اضطرابات العالم، يؤكد السيد المسيح أن الإيمان بالله هو الطريق نحو سلام النفس وهدوئها. إن الإيمان الحصن المنيع الذي تحتمي فيه النفس من تيارات العالم ولُجَجه: “لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي.”.
• ثم يتابع السيد المسيح عن السماء حيث يكون هو وكل من يحبه ويتبعه بكل قلبه: “حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا”. وعندما سأله “توما” التلميذ عن الطريق أجابه: “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي.”. فالسيد المسيح هو الطريق الذي يقود كل من يتبعه إلى السماء، فتح لنا الطريق الذي أُغلق من زمن بعيد مع سقوط أبوينا “آدم” و”حواء”؛ فصالح السمائيِّين مع الأرضيِّين ليقودنا إلى الحياة الأبدية.
• أن السيد المسيح يوضح أن الإيمان الحقيقيّ ليس كلمات يرددها الإنسان فحسب أو أفكار يؤمن بها، وإنما هو رحلة حياة يتنقى في دُروبها مع كل ما يمر به ليصبح على صورة السيد المسيح كما وضح لنا معلمنا “بولُس” الرسول في رسالته الثانية إلى كنيسة “كُورِِنثُوس”: “… نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجد إلى مجد، كما من الرب الرُّوح.”. (٢كو ٣: ١٨)؛ وهٰكذا من خلال الإيمان الحقيقيّ الذي ينعكس في أعمال البر والصلاح نتمثل بالسيد المسيح. وهٰذا ليس بالغريب أن ينال أناس الله القديسون مواهب شفاء الأمراض وعمل المعجزات على مر الأزمان: “الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعمَلها يعمَلها هو أيضًا، ويعمَل أعظم منها …” (يو ١٤: ١٢)، وإن كان علينا أن نُدرك أن كل إنسان قد أُعطِيَ موهبة على قدر احتماله ومن أجل خلاصه، إذ هناك من يصنع القوات والمعجزات، ومن يعلِّم، ومن يدبر، ومن يخدُِم … إلخ، وأنواع مواهب كثيرة أعظمها المحبة التي مِن دونها يُحسب أيّ عمل للإنسان كلا شيء! لأن الله محبة وكل من يحب إخوته في الإنسانية فقد عرَف الله وثبت فيه.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ